أصدرت جمعية كاريتاس الدولية بياناً أكدت فيه أن كاريتاس القدس علّقت نشاطاتها كافة نتيجة تردي الأوضاع الأمنية ولفتت إلى أنها تصلي على نية السلام حاثةً الطرفين المتنازعين على احترام القانون الإنساني الدولي وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى الأشخاص المحتاجين.
كما ضمت كاريتاس الدولية صوتها إلى صوت البابا فرنسيس من أجل إنهاء العنف الذي لا يؤدي إلى حلول.
وجاء في البيان أن كاريتاس القدس، أنها اضطرت إلى وقف كل عملياتها بعد التصعيد الخطير الذي حصد أكثر من ألف وسبعمائة ضحية من الجانبين كما أن جميع المعاهد المدرسية التي تديرها الهيئة أقفلت أبوابها تزامناً مع إقفال الحواجز ونقاط التفتيش في الضفة الغربية.
أمين عام كاريتاس القدس، أنطون أصفر، أكد أن الهيئة تعبر عن قلقها البالغ حيال التصعيد الأمني في الأرض المقدسة، وهي تشعر بمعاناة وآلام الأشخاص الأكثر هشاشة والذين تدعمهم كاريتاس.
وهي تحثّ في الوقت نفسه الجماعة الدولية على استخدام نفوذها من أجل وضع حد فوراً لأعمال العنف، والبحث عن حل عادل بالنسبة لجميع الأطراف المورطة في النزاع. ولفت أصفر إلى أن الخسائر في الأرواح تبعث على القلق الشديد، معتبرا أن الجماعة الدولية لا يمكنها أن تقف موقف المتفرج إزاء الآلام الناتجة عن الحرب.
وتابع البيان مؤكدا أن العديد من سكان المنطقة يفتقرون إلى الموارد واللوازم الضرورية، بما في ذلك التيار الكهربائي، في وقت ذكرت فيه تقارير إعلامية أن ثمانين بالمائة من العائلات في غزة تعيش بدون كهرباء، كما وصل عدد المهجرين في القطاع إلى أكثر من مائة وثلاثة وعشرين ألف شخص بحسب منظمة الأمم المتحدة، بينهم أربعة وسبعون ألفاً يبحثون عن ملجأ في المدارس، بعد أن دُمرت منازلهم.
وبالمناسبة أطلقت كاريتاس القدس مبادرة تهدف إلى توفير الدعم والمساعدة لموظفي ومتطوعي الهيئة في القطاع الذين يواجهون أوضاعاً في غاية من الصعوبة والتعقيد.
ووضعت خطة طوارئ ترمي إلى مساعدة السكان المحتاجين عندما ستسمح الظروف بذلك. وأكدت كاريتاس الدولية أن أمينها العام أليستار دوتون شدد على تضامن الهيئة الدولية مع كاريتاس القدس، مشيرا إلى أن الجميع يصلي على نية السلام في المنطقة وحثّ الطرفين المتنازعين على احترام القانون الإنساني الدولي وضمان حصول السكان المحتاجين على المساعدات الإنسانية اللازمة.
بعدها ذكّر البيان بأنه وفي أعقاب الهجمات الدامية، أصدر بطاركة وقادة الكنائس في القدس تصريحاً نددوا فيه بكل عمل يستهدف المدنيين العزل، بغض النظر عن جنسيتهم وعرقهم ومعتقدهم الديني، وأكدوا أنهم يصلون من أجل وقف العنف معربين عن أملهم بأن يتحقق هذا الأمر في القريب العاجل.
وإذ ذكّر البيان بالنداء الذي أطلقه البابا بعد صلاة التبشير الملائكي الأحد الماضي عندما شدد على أن الإرهاب والحرب لا يؤديان إلى أية نتيجة بل يسببان الموت والألم لدى العديد من الأبرياء، لفت إلى أن هيئة كاريتاس الدولية تضم صوتها إلى صوت البابا فرنسيس وباقي القادة الدينيين، مطالبةً بإحلال السلام في المنطقة، وبتقديم الدعم الإنساني لجميع الأشخاص المتألمين، وحثّت مرة جديدة الجماعة الدولية على تكثيف جهودها من أجل التوصل إلى سلام دائم في الأرض المقدسة.