تكثف بريطانيا وجودها فى أفريقيا لاحتواء انعدام الأمن، ومحاربة الإرهاب، والحد من الهجرة غير الشرعية؛ حيث تسعى للشراكة مع الاتحاد الأوروبى فى الأزمات الأمنية والإنسانية التى يواجهها، مثل الإرهاب والهجرة غير الشرعية، وخاصة فى الأقاليم التى لها نفوذ بها كالصومال.
وتسعى بريطانيا لتقديم نفسها كشريك رئيس فى الحرب على الإرهاب ومكافحة القرصنة، إلى جانب توفير الدعم العسكرى والتدريبات لبعض الجيوش الأفريقية؛ حيث لاتزال بريطانيا تحتفظ بقاعدتها العسكرية "باتوك" فى كينيا، وتسعى للحصول على المزيد من القواعد، بالإضافة إلى وجود عسكرى محدود فى كل من الصومال وجيبوتي، إلى جانب مشاركتها فى بعثات السلام التابعة للأمم المتحدة فى دول القارة.
وفى سبتمبر الماضي، أعلنت بريطانيا عن تمويل إضافى بقيمة خمسة ملايين جنيه إسترلينى (الجنيه الإسترلينى = ١٫٢٢ دولار أمريكي) للصندوق الاستئمانى لمكتب الأمم المتحدة للدعم فى الصومال لدعم قوات الأمن هناك.
ويأتى ذلك فى اجتماع تم بين مستشار الأمن القومى للرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، وبين نائبة مستشار الأمن القومى البريطانى للشئون الدولية، سارة ماكنتوش، خلال زيارتها مقديشو الأسبوع الماضي.
ويعتمد التمويل على المساهمات الكبيرة التى قدمتها المملكة المتحدة حتى الآن من خلال الصندوق الاستئمانى لمكتب الأمم المتحدة لدعم الصومال، الذى يوفر الدعم اللوجستى لقوات الأمن الخاصة، والذى سيشمل الغذاء والمأوى والدعم الطبى المنقذ للحياة.
وسيوفر التمويل البريطانى دعمًا مستمرًا للعمليات ضد حركة الشباب الإرهابية، ويُساعد أيضًا قوات الأمن الصومالية على بناء قدراتها أثناء توليها مسئولية أكبر عن الأمن.
ومن جانبها، قالت سارة ماكنتوش، نائبة مستشار الأمن القومي، إن التعاون الأمنى بين بريطانيا والصومال، يساهم فى تحقيق الاستقرار والأمن بالصومال والمنطقة القرن الأفريقى ككل، مشيرًة إلى أن المملكة تدعم الجهود التى يقودها الرئيس حسن شيخ محمود فى مجال مكافحة الإرهاب، وإعادة الاستقرار بالمنطقة.
أعلنت بريطانيا فى ٢٠١٨، عن نيتها استغلال مركزها فى «نانيوكى» لتدريب القوات الكينية العاملة ضمن بعثة الاتحاد الأفريقى فى الصومال، كما تبرعت فى يوليو ٢٠١٨ بـ٤٧ آلية عسكرية ثقيلة بقيمة ٥.٦ مليون جنيه إسترلينى لمساعدة بعثة الاتحاد الأفريقى «أميصوم» فى أداء مهامها، كما قامت بتدريب نحو ٥٠٠ جندى صومالى فى مجالات متعددة مثل الطب والاستخبارات وصيانة المعدات الحربية.