الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

فتيات ضحايا الجفاف.. الجارديان: تنامي ظاهرة زواج الأطفال فى إثيوبيا بسبب تغير المناخ

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعاني دول القرن الأفريقى مؤخرا من التغيرات المناخية، التى أجبرت مجتمعات كاملة من السكان على النزوح بعيدا بسبب الجفاف الذى يضرب شرق أفريقيا، وهى أسوأ موجة جفاف منذ أكثر من ٤٠ عاما، تمتد عبر منطقة شرق أفريقيا من إريتريا شمالا، مرورا بإثيوبيا وجيبوتى إلى الأطراف الجنوبية لكينيا والصومال.


وتسبب تغير المناخ فى إثيوبيا، فى تنامى ظاهرة الزواج المبكر للفتيات فى محاولة من أسرهم من تداعيات التغير المناخي، والنجاة بأنفسهم من براثن الفقر والجفاف والموت جوعا، وفى هذا السياق نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية تقريرا دونت فيه شهادات لبعض الفتيات فى إثيوبيا بشأن معانتهن من هذه الظاهرة.


ويتسرب العديد من الأطفال من المدارس فى المنطقة الصومالية بإثيوبيا، بسبب تعرضهم لضغوط من قبل والديهم للزواج ويرجع ذلك أساسا إلى الصعوبات المالية التى يواجهها آباؤهم وتوقع الحصول على الماشية كمهر، وتعتبر الأسر التى تعيش فى المناطق الريفية، أنه إذا طلب رجل غنى يد فتاة للزواج، فإن الأب يعتبر ذلك ضمانا لمستقبل أفضل لبقية الأطفال، وقد يوافق على مثل هذه الزيجات من أجل رفاهية الأسرة وحماية بقية الأطفال. فى هذا السياق، قالت صحيفة الجارديان البريطانية، فى تقرير لها إن الفتيات فى أجزاء من البلاد المتضررة من الجفاف ونقص الغذاء يجبرن، بشكل متزايد على زواج الأطفال، مع ارتفاع المعدلات بنسبة ١١٩٪ فى عام ٢٠٢٢، وقد تضافرت مصادر المياه الجافة والمحاصيل المدمرة ونفوق الماشية مع الصراع العنيف لجعل الزواج المبكر أمرًا واقعًا. ويعنى الجفاف المتكرر فى المنطقة الصومالية بإثيوبيا، أن الأرض لم تعد تزود الأسر بالمياه والغذاء الذى تحتاجه ولهذا السبب جعلت المناظر الطبيعية المتضررة من الجفاف والنهر المجفف جزءًا لا يتجزأ من كل صورة، لتمثيل كيفية تشابك زواج الأطفال وتغير المناخ. ويكشف تقرير جديد صادر عن منظمة إنقاذ الطفولة بعنوان الفتيات فى قلب العاصفة: كوكبها، مستقبلها، وحلولها، أن عدد الفتيات اللاتى يعشن فى "بؤر ساخنة" شديدة الخطورة لزواج الأطفال وتغير المناخ.


وأوردت "الجارديان" فى تقريرها المنشور الأسبوع الماضي، عددا من قصص الفتيات اللاتى أجبرن على الزواج المبكر، فى المنطقة الصومالية بإثيوبيا، حيث تقول "عايدة" البالغة من العمر عشرين عامًا "تم تغيير جميع أسماء الفتيات" تزوجت فى سن الخامسة عشرة بعد النزوح بسبب النزاع والجفاف، لقد كنت محطمة فى ذلك الوقت واضطررت إلى ترك المدرسة وبعد أشهر قليلة من هذا الزواج القسري، أصبت بالاكتئاب، وبدعم من عمي، فررت إلى المدينة القريبة قبل العودة للعيش مع عائلتى بعدما أصبح الوضع آمنا.


وأضافت: "منذ النزوح، أصبحت الحياة صعبة، وكنا نعيش حياة جميلة، وعشنا بشكل مريح وكنا نحرث حقولنا وكان لدينا كل ما نحتاجه، لقد زرعنا وأكلنا ما أردنا من حديقتنا الآن ليس لدينا ما نأكله، ونعانى كثيرًا، ونعيش فى كوخ والحرارة فظيعة وليس لدينا كهرباء كما كنا فى السابق، وتزوجت عندما كان عمرى ١٥ عامًا ولقد زوجنى والداى معتقدين أن مشاكلنا ستصبح أسهل، وأعطونى لهذا الرجل للتخفيف من مشاكلنا، أخبرتهم أننى أفضل الموت على العيش مع هذا الرجل." 


وتابعت "عايدة": "عندما كان عمرى ١٤ سنة، أراد رجل أن يتزوجنى ووافق والدي، وأصبحت غير سعيدة ومنعزلة فى المدرسة، وكنت مكتئبة ولأنه كان أغنى منا، نصحنى والداى بأن حياتى إذا تزوجته ستصبح أفضل من حياتهم".


كما أوردت الصحيفة البريطانية قصة أخرى لفتاة تدعى "ليلو" البالغة من العمر خمسة عشر عامًا، وتنتمى لعائلة من الرعاة الذين اعتادوا الاعتماد على مواشيهم للحصول على الدخل، ولكن منذ أن بدأ الجفاف، افتتحت والدتها متجرًا للشاى فى مجتمعهم لدعم أسرتهم، وعندما كانت ليلو تبلغ من العمر ١٤ عامًا، طلب منها رجل كبير السن أن تتزوجه، ووافق والديها على الزواج لأن أسرتهما كانت تعانى اقتصاديًا خلال فترة الجفاف، ومع ذلك، تفاوض النادى المدرسى المناهض للعنف التابع لمنظمة إنقاذ الطفولة مع والدتها للتراجع عن تزويجها.


وأضافت "ليلو"، أنها عندما كان عمرى ١٤ عامًا، عرض عليها الزواج وشعرت بالإحباط، ووثقت بصديق أبلغ المعلم ورئيس نادى الفتيات بالزواج، وذهبوا إلى والدى وأخبروهم أننى لا أوافق على هذا الزواج، وأخيرًا بعد الكثير من المفاوضات وافق والدى على إلغاء هذا الزواج.


وتقول فتاة أخرى تدعى "سعيدة"، ١٦ سنة، إنها تعيش مع والديها وشقيقتها الصغرى وقد نزحت عائلتها بسبب الجفاف قبل عامين حيث فقدوا ثلاثة جمال وست أبقار وخمسة ماعز وقد شهدت سعيدة التأثير السلبى للجفاف على الفتيات فى مجتمعها، بما فى ذلك زيادة معدلات العنف القائم على النوع الاجتماعى أثناء جمع المياه، واضطرت صديقاتها إلى ترك المدرسة للزواج مبكرا.