قال القس نوح نبيل كاهن كنيسة السيدة العذراء مريم بمدينة مرسى مطروح، اليوم الجمعة، إن مبدأ الانتخاب هو مبدأ كتابي وكنسي في الكتاب المقدس؛ لأنه من دوافع العمل الوطني في الديانة المسيحية هو حب الله والوطن، ويدعونا الكتاب المقدس لاختيار الأفضل لنا ولمصلحتنا.
وأكد كاهن الكنيسة أنه لابد لنا أن نكون فاعلين في أحداث الوطن الهامة التي تتطلب تواجدنا بشكل فعال ولانتخاذل عن أداء دورنا في خدمة أوطاننا، مستشهدا بالكتاب المقدس: “فانتخبوا أيها الإخوة سبعة رجال منكم مشهودا لهم ومملؤين من الروح القدس وحكمة فنقيمهم على هذه الحاجة” من سفر أعمال الرسل.
جاء ذلك في الندوة التي نظمها مركز إعلام مطروح التابع للهيئة العامة للاستعلامات بقطاع الإعلام الداخلي، بعنوان: “المشاركة الانتخابية.. ولاء وانتماء” بمقر كنيسة السيدة العذراء بمرسى مطروح، بحضور عدد كبير من شعب الكنيسة، وذلك في إطار الحملة القومية التي أطلقها قطاع الإعلام الداخلي لدعم المشاركة الإيجابية في الانتخابات الرئاسية المقبلة تحت عنوان “صوتك مستقبلك.. انزل وشارك”.
ومن جانبه تناول الدكتور كرامي محمد بدوي أستاذ مناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة مطروح، مفهوم الوعي الانتخابي الذي يمثل نتاج ما لدى الفرد من وعي سياسي يؤهله للمشاركة الإيجابية في الحياة السياسية داخل مجتمعه، مـن خلال ممارسته لحق التصويت الانتخابي، وذلك في ضوء ما اكتسبه من معارف وقيم واتجاهات سياسية شكلتها الثقافة السياسية للمجتمع بشكل عام.
وأشار الدكتور كرامي إلى أن معايير الوعي الانتخابي تشمل معرفة القيم والمفاهيم الانتخابية وآليات التعبير عن الرأي من خلال الحصول على معلومات صحيحة من مصادرها الأصلية وتحليلها والتعرف على المرشحين واختيار المناسب منهم للتمكن من المشاركة الإيجابية، لافتًا أن معيار الالتزام بالولاء للوطن يكون في السلوك الذي يترجم مشاعر الاعتزاز بالانتماء.
وأكد بدوي إن الثقافة الانتخابية الإيجابية داخل المجتمع المصري تعكس بصورة كبيرة مفاهيم الانتماء والولاء للمواطن المصري الذي يسعى دائمًا إلى الحفاظ على مكتسبات الأمة المصرية في ممارسة المشاركة السياسية عبر التاريخ الانتخابي الطويل في كافة الاستحقاقات الانتخابية التي شهدتها مصر منذ القرن الماضي.
وأوضح الدكتور كرامي في ندوته أن المشاركة السياسية في عمليات الانتخاب تعزز مفهوم الانتماء الوطني الذى يعني الانتساب الحقيقي للمواطن نحو الأرض التي يعيش عليها ويشعر بالمحبة والاعتزاز نحوها بل ويصبح على أتم الاستعداد للتضحية والبذل من أجلها، بينما تشير قيم الولاء إلى الرابطة العاطفية التي تربط المواطن بفكرة أو معتقد أو مذهب حيث يكون هذا الشخص مخلصًا لهذه الأفكار طواعيتًا دون قيدًا أو شرط فالولاء في أصله عاطفة وشعور يتحول إلي الإخلاص بعيدًا عن المنفعة الشخصية ولا يمكن إجبار أحد عليها فإذا كان الانتماء للوطن يعد أقوي ارتباط بالأرض والهوية لأنه يتلخص في جذور الجغرافيا والتاريخ فإن الولاء للوطن هو الرابط الرئيسي الذي يتحقق من خلال الاختيار والرضا والإخلاص غير المشروع، مؤكدًا أن هذه الثقافة الانتخابية الإيجابية هي التي تحمي المكتسبات الديموقراطية في مصر وتعمل على تعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي للدولة.
وأضاف أن من أهم خصائص الثقافة الانتخابية أنها إرادية تتم دون ضغوط، استقلالية تعبر عن رأيك، لا تورث ولكن تمارس، تكتسب مقوماتها من خلال الثقافة السائدة في المجتمع، ودعا المشاركين إلى ضرورة فهم العملية الانتخابية بصورة صحيحة ومن ثم الإقبال على المشاركة فيها من أجل اعداد أجيال تعرف مالها من حقوق وما عليها من واجبات، وبالتالي يكونوا أكثر حرصا على المشاركة الفاعلة وأكثر التزاما عند بلوغهم سن التصويت، وأن يضعوا نصب أعينهم دوما مصلحة الوطن في المقام الأول قبل مصالحهم الشخصية.
وأوصت الندوة في نهايتها بضرورة زيادة الوعي الإعلامي لدي الناخبين بأهمية المشاركة الانتخابية الإيجابية من خلال تكوين معارف ومهارات وقيم صحيحة عن العملية الانتخابية؛ مما يعزز من قيم الشعور بالولاء والانتماء للوطن وجعل المواطن نشط ومتفاعل في مجتمعه ويشعر بمشكلاته ويحاول المشاركة في تقديم الحلول.