الأحد 02 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

ماذا عن تعليم الكتاب المقدّس حول موضوع إسرائيل وموعد الأرض؟

ارشيف
ارشيف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

يقول الاب اسطفانوس دانيال كاهن الكنيسه الكاثوليكيه بأسيوط، إنه فى هذا الشأن علينا أن نحدد في البداية بعض القواعد الرئيسيّة لبحث هذا الموضوع المهم والخطير.
1- القاعدة الأولى: أنّه يجب تفسير العهد القديم على ضوء تعاليم العهد الجديد، وليس العكس.
2- القاعدة الثانية: أن العهد القديم كان يرمز ويشير إلى العهد الجديد.
3- القاعدة الثالثة: أنّنا يجب أن ننطلق من الأمور الواضحة جدًّا في الكتاب المقدّس ونستند عليها لمحاولة تفسير الأمور الغامضة، أو التي يصعب علينا فهمهما، وليس العكس.

وفى هذا السياق يقول: يظن الكثيرون أن مشكلة موضوع إسرائيل وجدت في القرن الماضي فقط. لكن الحقيقة تقول أنّها وُجدت عند مجيء وتجسّد الرب يسوع المسيح. ولا نبالغ إذا قلنا أن هذه المشكلة كان  تلاميذ المسيح هم أوّل من أثاروها. قال تلميذا عماوس للمسيح بعد قيامته «  وكُنَّا نَحنُ نَرجو أَنَّه هو الَّذي سيَفتَدي إِسرائيل » (لو24: 21)
لكن. بماذا أجابهم المسيح: «  فقالَ لَهما: ((يا قَليلَيِ الفَهمِ وبطيئَيِ القَلْبِ عن الإِيمانِ بِكُلِّ ما تَكَلَّمَ بِه الأَنبِياء  أَما كانَ يَجِبُ على المَسيحِ أَن يُعانِيَ تِلكَ الآلام فيَدخُلَ في مَجدِه ؟  فبَدأَ مِن مُوسى وجَميعِ الأَنبِياء يُفَسِّرُ لَهما جميعِ الكُتُبِ ما يَختَصُّ بِه. » (لو24: 25- 27)
ولهذا سيتفاجيء الكثيرون عندما أقول الآن أن تلاميذ المسيح والرسل الأوائل وجدوا الحل لهذه المشكلة، وأن هذا الحل موجود وبشكل واضح في كتب العهد الجديد. لا بل إن العهد الجديد يقدّم لنا راية في إسرائيل بحسب الجسد.. فالجواب جاهز منذ مجيء وتجسّد يسوع المسيح. 

كذلك بالنسبة لموضوع إسرائيل كما في كلّ موضوع هناك عدّة تفسيرات طُرحت. لكن أخطر هذه التفاسير والذي أثار البلبلة هو التفسير المعروف بالنظرية التدبيرية، وقد نشأ هذا التفسير في الثلاثينيات من القرن التاسع عشر فقط.
وباختصار يستند هذا التفسير على الفرضية الخاطئة القائلة: أن المسيح لم يتمم في مجيئه الأوّل نبوءات العهد القديم، وخاصّة المتعلّقة بإسرائيل.
وهذا افتراض خطير. وعلى أساس هذا الافتراض الخاطئ قام هذا التفسير. فظهرت نظرية الملكوت المؤجّل، وأنّه مازال يوجد لله شعبان، شعب سماوي هو الكنيسة، وشعب أرضي هو إسرائيل. وأن فترة الكنيسة هي فترة معترضة في تاريخ معاملات الله مع الإنسان، بدأت بيوم الخمسين وتنتهي باليوم الأخير.
إذا إن الخلاف بيننا وبين هذا التفسير هو خلاف جوهري حول المجيء الأوّل وليس فرعيا كما يحاول البعض أن يدّعى. وبالحقيقة نستطيع القول إن هذا هو التفسير الصهيوني للكتاب المقدّس.