الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

مدير المركز الثقافى الصينى بالقاهرة لـ "البوابة نيوز": استمرار ترسيخ الصداقة بين البلدين.. وأتمنى دفع التعاون العملى فى مجالات الثقافة والسياحة

سامى يانغ رونع هاو
سامى يانغ رونع هاو مدير المركز الثقافى الصينى بالقاهرة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

معارض فن تشكيلي.. عروض سينمائية ومسرحية.. ندوات ثقافية، ودورات لتعليم اللغات الأجنبية، جميعها أنشطة ثقافية تحرص على تقديمها المراكز الثقافية الأجنبية فى القاهرة والإسكندرية، سواء للمصريين أو الجالية الأجنبية فى القاهرة، المركز الثقافى الصينى، فهل ساهمت المراكز الثقافية الأجنبية فى بناء أواصر الصلة بين الشرق والغرب؟.

لمعرفة الإجابة، التقينا السيد سامى يانغ رونع هاو مدير المركز الثقافى الصينى بالقاهرة والوزير المستشار للشئون الثقافية والسياحية بسفارة الصين لدى مصر.. حاورته«البوابة» فى السطور التالية: 

■ فى رأيك.. كيف ساهمت المراكز الثقافية الأجنبية فى بناء أواصر الصلة بين الشرق والغرب؟

- تتألق الحضارات المختلفة التى دشنها المجتمع البشرى بشكل مشرق، حيث وضعت أساسا متينا لعملية التحديث لدول العالم، وقدمت إسهامات مهمة فى مسيرة تحديث المجتمع البشري. 

تتواصل الحضارات البشرية بسبب تنوعاتها، وتتعلم من بعضها البعض من خلال التبادلات، وتتطور بالتعلم المتبادل.

يعد المركز الثقافى الصينى بالقاهرة منبراً مهماً للتبادل والتعلم المتبادل بين الحضارتين المصرية والصينية وثقافتيهما، ويساهم فى تعزيز التفاهم المتبادل بين البلدين حول مغزى قيمة حضارة الآخر وعملية الاستكشاف لطريق تحقيقها، وسعى الشعبين لحياة رغيدة وسعيدة، حتى تقدم مساهمات مهمة فى مسيرة تحديث المجتمع البشري.

■ من وجهة نظرك ما العقبات التى واجهت المراكز الأجنبية فى مصر؟

كنافذة ومنصة مهمة للتبادلات الثقافية بين مصر والصين، يطلق المركز الثقافى الصينى بالقاهرة سلسلة من الفعاليات المميزة مثل: "مهرجان عيد الربيع الصيني"؛ " مصر تتغنى"؛ "الصين فى عيون المصريين" وغيرها، مما يلاقى الإعجاب المتزايد من الأصدقاء المصريين.

من المرجو أن تهتم وسائل الإعلام السائدة فى مصر بالمركز أكثر، وتشارك وتدعم أنشطة المركز أكثر، مما يعمق التبادلات والتعلم المتبادل بين الجانبين خاصة فى مجالات السينما والدراما التليفزيونية.

فى السنوات الأخيرة، ازداد عدد الأشخاص الذين يتعلمون اللغة العربية فى الصين، كما زاد عدد الأشخاص الذين يتعلمون اللغة الصينية فى مصر عامًا بعد عام، غير أن البحوث المتعمقة بصدد تاريخ الجانب الآخر وثقافته واقتصاده ومجتمعه لا تزال بحاجة إلى التطوير.  قبل أيام قليلة، تم افتتاح المركز العربى الصينى للدراسات والتعاون الثقافى والسياحى ببكين، ويرجى أن يعزز التعاون والتبادل الثقافى والسياحى العربى الصينى على نحو ثابت من خلال المركز وغيره من المنصات الأخرى، حيث يعمل على تنفيذ المشاريع الثقافية السياحية المتبادلة بين المؤسسات العربية والصينية، ومشروعات تدريب المواهب العربية فى مجالى الثقافة والسياحة، ومشروعات التبادلات الثقافية بين الشباب العربى والصيني، بالإضافة إلى تقديم أحدث الرؤى والمعلومات الصينية للمصريين لفهم الصين بشكل أعمق.

■ ما أوجه التشابه بين الثقافة الصينية والمصرية؟

تضرب الحضارة المصرية والحضارة الصينية جذورهما فى أعماق التاريخ، وتتحلى  بثراء واسع، وللدولتين خصائص مشتركة فى العادات التقليدية والثقافة الاجتماعية والأيديولوجية والأخلاق والطباع، ولشعب البلدين قيم ثقافية متشابهة. على سبيل المثال، تدعو كل من الثقافتين المصرية والصينية إلى المفاهيم مثل "الالتزام بالعهود ودراسة طريقة التعايش السلمي" و"كسب ود الجيران والصداقة مع الدول المجاورة" و"التعايش بالوئام مع إبقاء الاختلاف".

تتميز كل منهما بالشمولية المتمثلة فى الوضع المتناغم الذى تتعايش فيه المعتقدات الدينية المختلفة فى الدولتين، والعقل المفتوح لضم كل ما يفيدها من الحضارات العالمية. قد أقامت مصر والصين على مر السنين سلسلة من منصات التعاون رفيعة المستوى للتبادلات الإنسانية والثقافية، وذلك فى سبيل تعزيز واستمرار التواصل والتبادل الودى بين الشعبين، والتعلم المتبادل بين الحضارتين. 

■ ما هى أمنياتك كمسئول عن مركز ثقافى أجنبى فى مصر؟

أتمنى مواصلة العمل على إقامة  الأنشطة والفعاليات الثقافية المتنوعة فى المركز الثقافى الصينى بالقاهرة، وتدشين المشاريع الجديدة ذات المميزات الخاصة للتبادل والتعاون الثقافي، وتوفير المزيد من المنصات للشعب المصرى لمعرفة الصين وفهمها، وإتاحة المزيد من الفرص للمصريين وخاصة الشباب الراغبين فى الاستماع إلى القصص الصينية ومشاهدة المناظر الطبيعية الجميلة وعملية التنمية الاقتصادية فى الصين بأنفسهم. كما أتمنى دفع التعاون العملى فى مجالات الثقافة والسياحة بين الصين ومصر فى المستقبل، بغية توطيد الصداقة بين الشعبين باستمرار، حتى تستفيد شعوب الدولتين من فوائد النتائج التنموية والتعاونية بشكل حقيقي.

■ ماذا قدم المركز الثقافى الصينى للثقافة المصرية؟

حافظت الأمة الصينية على تقاليدها العريقة عبر تاريخها الطويل لأكثر من ٥٠٠٠ سنة، وسعت على الابتكار والإبداع، ونجحت فى إيجاد الطريق التنموى بهدف تحقيق حلم الصين المتمثل فى النهضة العظيمة للأمة الصينية، وخلقت طريقة التحديث الصينى النمط وشكلا جديدا من الحضارة البشرية. 

سيركز المركز الثقافى الصينى بالقاهرة على تقديم المنتجات الثقافية الممتازة والخدمات الثقافية العالية الجودة للجماهير المصرية من خلال الأنشطة والمشاريع المختلفة، وجلب الثقافة الصينية التقليدية المتميزة إلى بيوت الناس العاديين فى مصر، وإتاحة الفرص للمزيد من المصريين لمعرفة الصين الحقيقية بشكل أعمق، ليس فقط تاريخها الطويل وثقافتها العريقة، ولكن أيضًا تطورها المستمر وتقدمها. سيدعم المركز مجموعات من الفنانين والموسيقيين والكتاب والمترجمين المصريين الشباب المهتمين بالصين والراغبين فى بحوثها، من خلال المشاريع المشتركة والدعم المالى وتمويل الترجمة. سيستمر المركز فى ترسيخ الصداقة التقليدية بين البلدين من خلال التبادل الإنسانى والثقافي، وتعزيز المعرفة والتفاهم المتبادل بين الشعبين، لتقديم مزيد من المفاهيم الصينية والحكمة الصينية والحلول الصينية لمسيرة التنمية المصرية، من أجل تحقيق الازدهار لكل منها وبشكل مشترك.