من خطط ونفذ هجوم 7 أكتوبر ليست حركة حماس بتعريفها الذي اعتدنا عليه، لكن نستطيع أن نقول أننا أمام نواة جيش تم تدريبه بكفاء من قبل جيش نظامي محترف.. والأدلة على ذلك كثيرة منها عملية الخداع التي قامت بها الحركة إذ أنها استخدمت التظاهرات والتدريبات المعلنة لتخفي عملية طوفان الأقصى، ثانيا ضبط توقيت الاقتحامات ودفعات الطلقات بالثانية لا أخطاء.. لا ارتباك.. دخول حصون جيش من أقوى 9 جيوش في العالم وأسر قادة وأخذ مركبات وعتاد أمر إن لم نكن قد رأيناه "فيديو" لم نكن لنستوعبه ونؤمن أنه حدث.. فالأمر أشبه بطفل قفز وصفع ابن الشيطان على مؤخرته ورأسه.
وماذا بعد؟
ما حدث سيجعل أي صبي يلعب بابن الشيطان، لذا اندفعت أمريكا بقوة تطمأن ابنها "ما تخافش يا بيبي بابا جنبك"، "تكتيف" الفلسطينين ليرد الصهاينة الصفعة صفعات بلا معنى، فالذي تدرب بهذه الكفاءة ونفذ بهذه المهارة لا شك أنه أجرى حسابات دقيقة لردة الفعل والقصف ليس بجديد والموت من 75 عاما يتجول في الطرقات ويتبارى الشباب على الشهادة، ونحن كالعادة نشجب ونتألم وندين ونستخدم صفحات التواصل، والدول تحاول الوصول إلى تسويات.. كل هذا في إطار الخطة الموضوعة بعدما يحاول الأمريكان لملمة ما تبقى من ماء وجوههم أمام غلمانهم إن استطاعوا، فما لا يحتمل مجالا للشك أن الشيطان الأكبر يحتضر وميعاد حسابه قد بات وشيكا، لم يعد يملك من أمره شيئا سوى أن يهز إليته في عرض البحر لكن لا أحد بات يهتم فحاجز الخوف قد سقط، وذئاب الغابة كبروا وتحولوا من ضحايا لصيادين.
سيسجد الشيطان هذه المرة لآدم في القدس وإن تظاهر بالكبر فتوقيت طوفان الأقصى أعاد عليه ذكرياته الأليمة في حرب أكتوبر، ذكره بنكبته وانكساره وإذلاله وأعاد الحكاية بتفاصيلها أمام أجياله القديمة لما بين الحربين من تشابهات تكتيكية، وأن مصر في 73 وضعت قواعد ثابتة عنونتها للعالم "كيف تضرب الشيطان على مؤخرته ثم تهديه بيجامة كستور".
وأخيرا هناك لاعبين أقوياء على خط البدلاء لم يشيخوا ولم يفقدوا قوتهم بالنسبة لهم هذا عراك صبية، يسعون بكل قوة لفضه حتى لا يقع الكبار في تلك العركة وتتسع حفرة النار فتطال الكثير.
انتصر الفلسطينيون وهم كعادتهم حين الابتهاج يوزعون الدم بدلا من الشربات ويرقصون مع الموت رقصة الحياة.