شهد قصر ثقافة العريش محاضرة بعنوان "دور المرأة في الحفاظ على الأراضي الصحراوية ومجابهة التغيرات المناخية" في اليوم السابع للملتقى الثقافي الـ١٣ لثقافة وفنون المرأة للمحافظات الحدودية، بمشروع "أهل مصر" تحت شعار" يهمنا الإنسان" المقام برعاية د نيفين الكيلاني وزير الثقافة، والذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، للدمج الثقافي لسيدات وفتيات ٦ محافظات وهي مطروح، الوادي الجديد، أسوان، البحر الأحمر، شمال سيناء وجنوب سيناء، إلى جانب حي الأسمرات بالقاهرة.
تحدثت د. سوسن حجاب - خبير قضايا المرأة وشئون البيئة، عن قدرة تكّيف النساء مع الظروف البيئية مهما بلغت قسوتها. وتابعت قائلة: أفضّل أن أطُلق على النساء في البيئة الصحراوية لقب "حارسات البيئة" فنجد ربة المنزل تقوم بأعماله كاملة، وتستهلك الموارد بحساب شديد وتعيد تدوير كل شىء فلا مخلفات تذكر.
أما عن عملها خارج المنزل فنجدها ترعى الأغنام وتستخدم الأصواف فى صنع الملابس أو الأغطية، وتعتمد على النباتات الطبيعية كطب بديل، ويمكنها أيضا أن تصنع زيها البدوي بالفطرة نظرا لطبيعة البيئة التي نشأت بها.
وأضافت أنه خلال تنفيذ إحدى الأنشطة الخاصة بالحياكة والتطريز بمركز بئر العبد، كانت هناك بعض السيدات يقمن بحياكة منتجات مطرزة برسوم مستوحاة من البيئة المحيطة مثل الجمل، الطيور والنخيل وغيرها بإبداع فطري سواء في تنسيق الألوان أو اختيار الرسومات.
وأضافت أن المرأة في البيئة الصحراوية نشأت على تحمل الحياة الصعبة، وتعمل دائماً لخدمة الأسرة والمجتمع فنجدها تساعد زوجها وأبنائها لتوفير سبل العيش قدر المستطاع، وتحث أبنائها على التعلم رغم أميتها في بعض الأحيان.
وعن جهود الدولة المبذولة بشأن تمكين المرأة، أوضحت أنه تم اختيار بعض التجمعات البعيدة عن المدن والقرى الكبيرة فى شمال سيناء، لإنشاء مدارس صديقة للفتيات، بالتعاون مع المجلس القومى للطفولة والأمومة.
وتابعت وجدنا استعدادا كبيرا من الأسر وخاصة الأمهات لتعليم بناتهن اللاتى حُرمن من التعليم لأسباب عديدة بسبب سوء الحالة الاقتصادية أو بُعد المدارس عن تلك التجمعات أو خروج الفتاة للعمل أو الزواج المبكر، وعند افتتاح هذه المدارس امتلأت بأعداد كبيرة من المتعطشات للتعليم.
وأشارت إلى أن تلك الخطوة تؤكد على اتجاه الدولة الفعلي نحو تمكين المرأة خاصة فى رؤية مصر 2030 وتحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية والمساواة، وتوفير الموارد فى الريف والحضر على السواء.
من ناحية أخرى، تواصلت فعاليات دوائر الدعم النفسي للمشاركات، التي تديرها د. دينا هويدي مدير عام الإدارة العامة لثقافة المرأة، والمشرف التنفيذي للملتقى، وبمشاركة فريق "أصحاب البصيرة"، تم خلالها إطلاق مبادرة "وصلني شكرا" التي تهدف إلى العمل كفريق واحد، وعلى كل شخص أن يقدم المساعدة بطريقة مختلفة كتعليم لغة برايل، وتنمية المهارات الحرفية، وغيرها.
كما تم تقديم نماذج لعدد من الفتيات والسيدات للتعريف بانجازاتهن وكيف استطعن أن يتغلبن على الصعاب، بعد الحصول على الدعم النفسي، واختتمت الفعاليات بمسابقة ثقافية حول تاريخ محافظة شمال سيناء، إشراف عبد الكريم الشاعر.
وتقام فعاليات الملتقى بالعريش بإشراف الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى، وبالتنسيق مع إقليم القناة وسيناء الثقافي برئاسة أمل عبد الله، وفرع ثقافة شمال سيناء برئاسة أشرف المشرحاني، ويأتي الملتقى ضمن مشروع "أهل مصر" أحد أهم مشروعات وزارة الثقافة المقامة لأبناء المحافظات الحدودية، للتعريف بالتراث والثقافة المحلية، والحفاظ على الهوية الثقافية، وتعزيز قيمة الانتماء للوطن.