الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

منزل سعد زغلول شهد تأسيسها| قصة إنشاء «جامعة القاهرة» قبل 117 عامًا.. أحد أعيان بني سويف تبرع بـ500 جنيه لصالح إنشائها.. ولم يكن لها مقر دائم حتى عام 1928

ستاندر تقارير، صور
ستاندر تقارير، صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قبل 117 عامًا من اليوم، وبالتحديد في 12 أكتوبر 1906، تم الاجتماع في منزل «سعد زغلول»؛ لبحث إنشاء «الجامعة المصرية» كأول جامعة أهلية وثاني جامعة في مصر بعد جامعة الأزهر، والتي تحول اسمها لاحقًا إلى «جامعة القاهرة» بعد ثورة يوليو 1952.

القصة تعود إلى عهد «محمد علي باشا» الذي أسس مدارس على النظام الحديث، كمدرسة الطب، والطب البيطري، والألسن، وأرسل الطلاب في بعثات دراسية إلى الدول الأوروبية.

وعاد طلاب البعثات المصرية في عهد محمد علي، وخلفائه، يرددون الأحاديث عن الجامعات الأوربية، وما تحويه من كُليات، وعلوم وفنون، وتخصصات.

وفي عهد الخديوي توفيق، كثُر الحديث في الصحف والمجلات، عن أهمية إنشاء جامعات مصرية، ثم ظهرت أولى المحاولات الفردية لإنشاء جامعة، وكان بطلها «أحمد باشا المنشاوي» أحد أعيان مصر، الذي بدأ في دراسة النفقات وكيفية استحضار المعلمين مع الشيخ «محمد عبده» غير أن وفاته أحالت دون اتخاذ أي خطوة للتنفيذ.

في مطلع القرن العشرين، أولى قادة العمل الوطني ورواد حركة التنوير، أمثال؛ محمد عبده ومصطفى كامل ومحمد فريد وقاسم أمين وسعد زغلول، اهتمامًا خاصًا بإنشاء جامعة مصرية تكون منارة للفكر الحر، وأساسًا لنهضة علمية وخلق طبقة مثقفة. فظهرت فكرة لاقت قبولًا، بإنشاء الجامعة بأموال الشعب عن طريق الاكتتاب العام.

وفي سنة 1906، افتتح الاكتتاب «مصطفى بك الغمراوي» أحد أعيان بني سويف، متبرعًا بـ500 جنيه لصالح إنشاء الجامعة، تلاه تبرعات أعلنت عنها الصحف لعدد من الأعيان والأمراء المؤمنين بالفكرة. ولإتمام المشروع، واستكمال الاكتتاب، طالب «قادة العمل الوطني» من المكتتبين الحضور إلى دار «المؤيد» لتنظيم العمل بينهم.

وحتى لا يكون للاجتماع صبغة سياسية تمنع المكتتبين من الحضور، استقر الرأي في النهاية على أن يكون الاجتماع في منزل «سعد زغلول باشا» مستشار محكمة الاستئناف الأهلية آنذاك. وبالفعل، تم الاجتماع بحضور عدد كبير في منزل سعد زغلول، في مثل هذا اليوم، سنة 1906، وأيد الحاضرون اكتتابهم لإنشاء الجامعة الأهلية.

خرج المجتمعون بعدة قرارات؛ أولها انتخاب «اللجنة التحضيرية» وجاء فيها «سعد زغلول» وكيلًا للرئيس العام، و«قاسم أمين» سكرتيرًا للجنة، و«حسن سعيد بك» أمينًا للصندوق، وتأجيل اختيار الرئيس العام لجلسة القادمة، بالإضافة للاستقرار على اسم الجامعة بـ«الجامعة المصرية». وانتهى الاجتماع بجمع 4485 جنيها من جميع المكتتبين.

جاءت الجلسة الثانية في نوفمبر 1906، وفيها تم الإعلان عن أن الجامعة ليس لها صبغة سياسية، وأن الهدف من إنشائها أن تكون مدرسة لتعليم العلوم والآداب لكل طالب علم مهما كان جنسه ودينه. وفي الجلسة الثالثة، يناير 1907، أُعلن عن أن الخديوي «عباس حلمي الثاني» جعل اللجنة التحضيرية تحت رعايته، وولي عهده رئيسًا لها.

وفي يناير 1908، أعلن قاسم أمين عن قبول الأمير «أحمد فؤاد باشا» لأن يكون رئيسًا للجنة التحضيرية. وفي مارس 1908، اجتمع «أحمد فؤاد» بأعضاء اللجنة؛ لبحث خطوات إنجاز المشروع، ووضع برامج التدريس، وأساتذتها، ثم أعلن الخديوي «عباس حلمي الثاني» عن تخصيص منحة 5000 جنيه سنويًا للمشروع.

في 21 ديسمبر 1908، تم افتتاح «الجامعة المصرية» كأول جامعة أهلية، وثاني جامعة في مصر بعد جامعة الأزهر، وعُقد حفل الافتتاح بمقر جمعية شورى القوانين، وحضره الخديوي «عباس حلمي الثاني» ورجال الدولة والقادة الوطنيين والأعيان والمتبرعين. وفي مساء اليوم نفسه، أُلقيت أول محاضرة عامة في الجامعة المصرية.

لم يكن للجامعة الأهلية مقر دائم، فكانت المحاضرات تلقى في قاعات؛ مجلس شورى القوانين، ونادي المدارس العليا، ودار الجريدة، وسرايّ الخواجة نستور جناكليس، وسرايّ محمد صدقي. وفي مارس 1925 صدر مرسوم بقانون إنشاء الجامعة الحكومية باسم «الجامعة المصرية»، وفي سنة 1928 بدأت الجامعة في إنشاء مقر دائم لها في موقعها الحالي. وتغيّر اسمها لجامعة فؤاد الأول، ثم «جامعة القاهرة».