الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

واحة الأحبة.. سيوة بدون ضغينة أو كراهية في يوم العيد

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعتبر واحة سيوة من أهم المعالم السياحية في مصر، يقصدها السياح من جميع أنحاء العالم، لما تتميز به من آبار وعيون تستخدم للري والشرب والعلاج، وبها آثار سياحية كمعبد آمون الذي يشهد ظاهرة الاعتدال الربيعي مرتين كل عام، ومحمية طبيعية على مساحة ٧٨٠٠كم، ومن بين المظاهر السياحية في واحة سيوة "عيد الصلح".


يبدأ الاحتفال «بعيد الصلح»، كل عام في منتصف شهر أكتوبر خلال الثلاثة أيام القمرية، حيث يصعد جميع سكان الواحة أعلى جبل الدكرور، ويرددون وينشدون الابتهالات الدينية، ويتبادلون أطراف الحديث، بينما يجتمع الطباخون لطهي اللحوم، التي شاركت بها كل البيوت السيوية لإعداد وجبة غداء، خبز باللحم مع الأرز "فتة"، وبعد صلاة الظهر يجتمع الشباب من أهل سيوة، وتعد الوليمة الكبرى بصفوف طويلة من الأطباق، بشرط ألا يمد أحد من الحضور يده على الطعام قبل أن ينادي فيهم منادٍ يأذن لهم بتناوله بحيث يكون التناول جماعيًا.


تستمر الاحتفالات لمدة ٣ أيام قمرية، وفي صباح اليوم الرابع، تخرج مسيرة كبيرة من أبناء سيوة يحملون الأعلام ويرددون الأدعية والمديح والابتهالات الروحانية، حيث تبدأ من جبل الدكرور، وتمر بالمزارع والشوارع، وصولًا إلى ميدان سيدي "سليمان" بجوار المسجد الكبير، وسط مدينة سيوة، معلنين بذلك انتهاء الاحتفالات ليبدأ عامًا جديدًا بدون ضغينة وكراهية وبكل حب وتآخٍ.

 
وتزامنًا بأن عيد الصلح جاء موعده مصادفة في موعد حصاد التمر، أُطلق عليه عيد الحصاد، حيث استغل أهالي واحة سيوة هذه المناسبة لتدشين الموسم السياحي الشتوي، والذي تتزايد فيه حركة السياحة الأجنبية وتستمر حتى نهاية شهر مارس من كل عام.


ويعود الاحتفال بعيد الصلح إلى أكثر من مائة وستين عامًا، وبالتحديد بعام ١٢٨٥ هجريًا، حيث كان هناك الصراع بين العرب والأمازيغ، وأراد الشيخ محمد المدني، أن يزور مريديه وتلامذته من أهل الطريقة قادمًا إليهم من ليبيا، لأن أغلب أهل سيوة ينضمون تحت راية الطريقة المدنية الشاذلية، فأراد أهل الواحة أن يكرموا شيخهم ويظهروا له حسن الضيافة، فقرروا أن يحتفلوا بمناسبة قدومه تحت جبل الدكرور؛ نظرًا لاتساع المكان ليشمل جميع أهل الواحة، ومن هنا جاء الصلح بينهم، وقرروا اعتماده للاحتفال به كل عام.