شهدت خريطة المهرجانات المسرحية الدولية وليدا جديدا يحمل عنوان "ملتقى القاهرة الدولي للمونودراما" في العام 2018، وهو المهرجان الأول لفن المونودراما في مصر، ومنذ انطلاق فعاليات دورته الأولى لاقت ترحيبا شديدا من قبل المسرحيين، وتحول الملتقى بعد نجاح دورته الأولى إلى مهرجان وأصبح يندرج تحت مسمى مهرجان "أيام القاهرة الدولي للمونودراما"، ليثبت أقدامه بين المهرجانات الدولية للمونودراما، ساعيا على مدار خمس دورات استكمال رحلته وتحقيق أهدافه.
وبدأ المهرجان في تطوير فكرته بتزايد عدد العروض المشاركة، فكان بمثابة حلم راود مؤسسه المخرج الدكتور أسامة رؤوف كثيرا لأيام طويلة، حتى توصل إلى ميلاد مهرجان أو ملتقى أول في مصر للمونودراما، وسط لقاء ودى يجمع بين جمهور المسرح والمهرجان، لافتتاح فعاليات دورته الأولى لأيام القاهرة الدولى للمونودراما في فبراير 2018، التى تضمنت مجموعة من العروض المسرحية والورش التدريبية، وستشهد الدورة السادسة زخما مسرحيا كبيرا.
التقت "البوابة نيوز" المخرج الدكتور أسامة رؤوف، لتتعرف على الجديد الذي يقدمه المهرجان، والأهداف الذي يسعى لها، وما يريده من أجل الاستمرارية إلى نص الحوار...
حدثنا عن أهم ما يميز الدورة السادسة من المهرجان عن دوراته السابقة؟
- إن المهرجان يقفز كل عام يقفز بخطى سريعة عن دوراته السابقة، ويرجع ذلك لاجتهاد العاملين بالمهرجان لأنهم يعملون على قلب رجل واحد، فهم محبون لفن المونودراما ورغبة منهم في تقديم أفضل صورة مسرحية تليق باسم المهرجان، إلى جانب استقبال كل الوفود العرب والأجانب بالمحبة والحفاوة حتى نظل سفراء جديرين لبلدنا الحبيب مصر.
"القاهرة عاصمة المونودراما" شعار أطلقه المهرجان هذا العام.. ما الذي دفعك إلى ذلك؟
- في الحقيقة ما دفعني لهذا الشعار، أن كل عام نظل أكثر دقة في اختيار العروض المسرحية، والمكرمين، والورشة التدريبية، إضافة إلى الحرص الدائم على التنظيم الجيد وبقدرة ورغبة أكثر من الآخرين حتى يروا هذا التميزالذي يتمتع به المهرجان ويستحق المشاركة، وتقرر على سبيل التوصيف للمهرجان من بلدان كبيرة بأنهم يقولون إن القاهرة عاصمة للمونودراما، ومن هنا جاء الاجتهاد والزيادة على قدر المسئولية أن تكون القاهرة هي بالفعل عاصمة للمونودراما بتنظيمها الجيد، واختيارها لعروضها المتميزة، وورشها التدريبية المفيدة لكل المشاركين فيها من مدربين أكاديميين متميزين ومتمكنين من أدواتهم في كل مجال.
واختيار مكرمين من أصحاب القامات المسرحية الكبيرة، وتواجدهم يُشرّف المهرجان، وتكريما له قبل أن يبقى تكريما لهم، وسيكرم المهرجان هذا العام الفنان والأستاذ محمد صبحي، والكاتب والشاعر الإماراتي محمد سعيد الظنحاني، رئيس مهرجان الفجيرة للمونودراما، والسفير السوداني علي المهدي، والفنانة الإيطالية فالبونا كسيبري، والتي تتميز بمنهج إخراجي جدير، واسم الشاعر والأكاديمي مصطفى سليم القيمة الإنسانية والفنية، بالإضافة إلى اختيار لجنة تحكيم للمسابقة الرسمية على قدر المسئولية والاحترافية، ويرأس هذه اللجنة الفنان محمد أبو داود، والفنان العراقي باسم قهار، والفنانة اللبنانية مروة قرعوني، كل ذلك محاولة للاجتهاد حتى يصبح المهرجان على قدر المسئولية والعمل تحت شعار القاهرة عاصمة للمونودراما.
المهرجانات لغة تواصل بين الشعوب.. كيف تسهم المونودراما في تحقيق ذلك؟
-بالفعل المهرجانات لغة تواصل بين الشعوب، وما يحققه مهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما التعرف على الثقافات المختلفة، وعاصمة المونودراما معناها أنها عاصمة كل العاملين بالمونودراما بشتى البلدان وعلى اختلاف ثقافتهم فهذا هو التلقي والاحتكاك الحقيقي، إضافة إلى التواصل الذي يحدث في القاهرة تحت شعار "القاهرة عاصمة المونودراما" وراية مهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما.
لماذا يغيب المحور الفكرى عن المهرجان؟
- بالعكس المحور الفكرى موجود لكنه ليس بالاتساع الذي نراه في المهرجانات المسرحية الأخرى، وذلك نظرا لأن المهرجان يحمل زخما كبيرا سواء في العروض المسرحية المشاركة أو الورش التدريبية أو منصة "الحكواتي" وهي منصة حكواتية تحتفي بكل حكائي مصر، لكونهم أحد فنون الأداء الفردي، إلى جانب منصة "مونودراما الشاشة"، فيضم المهرجان برنامجا مزدحما بالفعاليات، وبالتالي المحور الفكري وسط كل هذا الزخم موجود ومتوارٍ قليلا.
هل أصبح شهر أكتوبر الموعد الثابت لانطلاق المهرجان بدلا من فبراير الموعد المتعارف عليه منذ دورته الأولى؟
- نعم، فكان شهر فبراير الموعد المحدد لانطلاق فعاليات المهرجان، لكنه تغير موعده بسبب جائحة كورونا التي كانت سببا في تعطيل كل الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية، وعلى أساسها تم رفض انطلاق فعاليات المهرجان أونلاين، فانتظرنا كثيرا حتى وصل إلى الوقت الحالي وهو شهر أكتوبر من كل عام، وذلك لأمور إدارية ومالية لا نخوض في الحديث عنها.
تحل السودان ضيف شرف المهرجان هذا العام، فلماذا تم اختيارها تحديدا لهذه الدورة؟
- نحن جديرون باختيار دولة السودان ضيف شرف الدورة السادسة، وذلك لأنها دولة غنية ومليئة بالمثقفين والمسرحيين، لما تحتويه من تجارب مسرحية مختلفة وخاصة، ومن أبرز فعالياتها المسرحية مهرجان "البقعة" الذي نتمنى له العودة من جديد، نظرا للظروف التي تمر بها دولة السودان الآن، فمرحبا بالبلد الشقيق وتجاربها الفنية المتنوعة.
ما الأسباب التي دفعتك لتدشين هذا المهرجان؟
- بحكم العمل كفنان ومخرج وأكاديمي، خاصة بعد الحصول على الدكتوراة يظل الإنسان يهتم ببعض الأشياء الأكثر دقة عن قبل، فأصبحت من المحبين لفن المونودراما ودائما أسعى لتحقيق الحلم الذي انتظرته كثيرا وهو تدشين مهرجان للمونودراما، لأن المونودراما فن ليس معتادا ومتداولا بشكل كبير، وبهذه المناسبة قد أصبحت لدينا مسابقة خاصة لتأليف نصوص المونودراما وهي من الدوافع الرئيسية التي تشجع على الكتابة لفن المونودراما، والحقيقة بعد الدورة السادسة ما زال هناك وعي مونودرامي عند كل محبي المسرح بداية من الهواة قبل المحترفين، كما أصبح هناك تزايد في نصوص مونودراما أكثر، واتجاه كبير لإنتاج بعض العروض حتى مسارح الدولة ظل لديها إنتاج عروض مونودراما، فهي من الأشياء التي تشعرك بالسعادة لانتشار عروض المونودراما.
ما الهدف الذي يسعي له المهرجان لتحقيقه؟
- من خلال مهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما نسعى لتقدير ودعم فكرة تواجد فن المونودراما بشكل أكبر وأقوى، والقدرة على تشجيع إنتاج عروض للمونودراما، والتأليف والإخراج أيضا، هذا بالإضافة إلى المنافسة والاحتكاك ببلدان وثقافات أخرى مختلفة، وكذلك استقدام عروض مسرحية ومدربين أكاديميين من الخارج، بهدف الاطلاع على مختلف المدارس الفنية بكل مجالاتها.
هل هناك قلة في نصوص المونودراما؟
- بالفعل كانت هناك قلة في نصوص المونودراما، لكن بعد ما أطلق مهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما مسابقة خاصة للتأليف أصبحت لدينا نصوص غزيرة وفي تزايد دائم عام تلو الآخر.
ما الذي يحتاجه المهرجان من أجل الاحتفاظ باستمراريته؟
- الحفاظ الدائم على الاستمرارية، بالإضافة إلى الدعم المادي خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية وارتفاع الأسعار الذي يتزايد بشراهة وبنسب متزايدة، وهذا ما يؤثر على المهرجان بكامل قوته.