الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

طوفان الأقصى.. القيادات الدينية المسيحية تتحد من أجل السلام.. قادة الكنائس بفلسطين يطالبون باحترام الأماكن المقدسة.. ومطران الكنيسة الإنجيلية اللوثرية: مصر أكبر داعم للقضية الفلسطينية

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

اتحدت الكنائس حول العالم بمختلف طوائفها، إثر ما يحدث فى الأراضى المقدسة نداء من أجل السلام والعدالة فى ظل العنف المستمر، ورأينا موقف القيادات الدينية فى الأراضى المقدسة الذين أشاروا إلى أن الأراضى المقدسة، مكان مقدس لملايين الناس حول العالم، يعيش حاليا فى ظل عنف ومعاناة بسبب النزاع السياسى المستمر، وانعدام العدالة واحترام حقوق الإنسان.

وأعلن بطاركة ورؤساء الكنائس فى القدس، أنهم ناشدوا مرارا وتكرارا بأهمية احترام الوضع القانونى والتاريخى القائم للأماكن المقدسة، وفى هذه الأوقات الصعبة، نتحد اليوم لنرفع أصواتنا مرددين رسالة السلام والمحبة الإلهية لجميع البشر.

وأكد قادة الكنائس فى فلسطين، أنهم بصفتهم حراسا للإيمان المسيحى المتجذر بعمق فى الأراضى المقدسة، نقف مع شعوب المنطقة، الذين يعانون من عواقب الصراع المستمر إيماننا الذى يستند إلى تعاليم السيد المسيح، يجبرنا على المطالبة بوقف جميع الأنشطة العسكرية والعنيفة التى تجلب الضرر للمدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.

كما أدان بطاركة ورؤساء الكنائس فى الأراضى المقدسة بشكل قاطع كل الأعمال التى تستهدف المدنيين بغض النظر عن جنسيتهم أو عرقهم أو ديانتهم، ومثل هذه الأعمال تتعارض مع المبادئ الأساسية للإنسانية وتعاليم السيد المسيح الذى ناشدنا “أن تحب قريبك كما تحب نفسك”.

وتابعوا: “نتمنى ونصلى بحرارة لتستجيب جميع الأطراف المعنية لهذا النداء من أجل وقف فورى للعنف، ونطالب القادة السياسيين والسلطات المعنية لأن تبدأ فى حوار مشترك صادق يبحث عن حل دائما يعزز العدالة والسلام والمصالحة لشعوب هذه الأرض، الذين عانوا من أعباء الصراع لفترة طويلة جدا”.

وقالوا: “بصفتنا قادة روحيين، نمد يد العون إلى جميع الذين يعانون، ونصلى أن يمنح الله الراحة للمعذبين، والقوة للمتعبين، والحكمة لأولئك الذين يشغلون مناصب السلطة، ندعو المجتمع الدولى إلى مضاعفة جهوده للوساطة فى تحقيق سلام عادل ودائم فى الأراضى المقدسة، استنادا إلى حقوق متساوية للجميع وإلى الشرعية الدولية”.

وأردفوا: "دعونا نتذكر كلمات الرسول بولس: “لأن الله ليس إله فوضى بل إله “سلام (1) كورنثوس 14:33). بروح هذه الرسالة الإلهية، ندعو الجميع الى العمل بلا كلل نحو وقف العنف وبناء سلام عادل ودائم يسمح للأرض المقدسة بأن تكون مصبا للأمل والإيمان والمحبة للجميع، ونرجو أن تكون نعمة سيدنا المسيح، محبة الله، وشركة الروح القدس معنا جميعا خلال هذه الأوقات الصعبة”.

وفى سياق متصل، أدان المطران سنى إبراهيم عازر مطران الكنيسة الإنجيلية اللوثرية فى الأردن والأراضى المقدسة كل أعمال القتل والعنف الذى يتعرض له الشعب فى الأراضى المقدسة. قائلا إن الله خلق الانسان للحياة وليس للموت.

وشكر "عازر" جميع الجهود التى تدعو لإنهاء هذه الحرب وإعطاء الإنسان حقه فى الحياة، متابعا: “ندعو حكومة مصر العزيزة والمملكة الأردنية الهاشمية للتدخل وإيجاد طرق لإنهاء هذه المعاناة وإعطاء الحق لأهله”.

وأشار "عازر" إلى أن الحكومة المصرية على مر العصور هى أكبر داعم للقضية الفلسطينية منذ عام 1948 وحتى اليوم، والحكومة المصرية والشعب الفلسطينى لديهم ارتباط كبير مع بعضهم البعض وحقوق كثيرة حصل عليها الشعب الفلسطينى بجهود ودور ودعم الحكومة المصرية، والحروب التى خاضتها مصر من أجل فلسطين معروفة، ومعروفة أيضا نتائجها على كل الأصعدة.

وأكد أن مصر لها دور ريادى فى رسم خارطة المنطقة العربية بأكملها، ونحن نعلم وجهة نظر مصر بشأن القضية، فلا يوجد حل إلا بحل القضية الفلسطينية ولا يوجد سلام بمنطقة الشرق الأوسط، وهذا التى تسعى له الحكومة المصرية بايجاد حل سلمى للقضية حتى يكون  هناك استقرار بالمنطقة.

وفى سياق متصل، قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، إن السلام هو ثمرة من ثمار العدل ولكل الذين يتحدثون عن السلام نقول بأن كلمة السلام ليست شعارا ولا يمكن أن يتحقق هذا السلام بدون العدالة وأعنى بذلك إنهاء الاحتلال وتحقيق أمنيات وتطلعات شعبنا الفلسطينى.

وأضاف "حنا" أننا لسنا دعاة حروب وعنف وقتل، ولكننا فى نفس الوقت لسنا حياديين فيما يتعلق بقضية شعبنا الفلسطينى فنحن مع شعبنا المظلوم والمنكوب الذى يحق له أن يعيش بحرية فى وطنه مثل شعوب العالم.

وأكد حنا، أن الفلسطينيين لن يستسلموا للاحتلال والقمع والظلم والحصار ولن يستسلم الفلسطينيون لكل سياسات القهر والابتزازات والضغوطات الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية.

وتابع: “شعبنا هو شعب حى يعشق الحياة والحرية والكرامة، ونقول لكتبة البيانات التى تتغنى بشعار السلام بأن شددوا أولا وقبل كل شيء على العدالة ولا يجوز بأى شكل من الأشكال وضع الجلاد والضحية فى نفس الخانة، فشعبنا هو ضحية الاحتلال الذى حتما سوف يزول ونحن كمسيحيين فلسطينيين نقف مع شعبنا، فهذه القضية هى قضيتنا وهذا الشعب هو شعبنا وكان الله فى عون هذا الشعب الذى يتم التآمرعليه من كل حدب وصوب، ولكن الفلسطينيين لن يرفعوا راية الاستسلام، وتحية لأرواح الشهداء وتحية لكل أولئك الذين يرابطون ويدافعون عن هذه الديار وقدسها ومقدساتها”.

واختتم رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس: "تؤلمنا صور الدمار والخراب والدماء ونحن كنا وسنبقى دعاة سلام مبنى على العدالة وليس على الاستسلام، فالسلام شيء والاستسلام شيء آخر، وأعتقد بأن رسالة الفلسطينيين للعالم بأسره بأننا لن نستسلم مهما اعتدى علينا وتم التآمر على قدسنا ومقدساتنا وشعبنا، ونشعر بالحزن والألم على كل قطرة دم تسيل وخاصة المدنيين والأبرياء فنحن لسنا دعاة عنف وقتل بل دعاة حق وعدالة ودفاع عن الشعب الفلسطينى وحقه المشروع فى أن يعيش بحرية وكرامة.

الكنيسة المصرية تدين ما يحدث بالأراضى المقدسة

رفضت الكنائس المصرية بمختلف طوائفها ما يحدث فى القدس، وأعلن قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والدكتور القس أندرية زكى رئيس الطائفة الإنجيلية، والأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الكاثوليك، عن رفضهم واستنكارهم للأحداث الجارية حاليا بين الطرفين الفلسطيـنى والإسرائيلى والتى أدت وتؤدى - بكل أسف - إلى إزهـاق مئات الأرواح وإصابة الآلاف، من بينهم كثير من المدنيين الأبرياء.

وأكدت الكنائس المصرية على أن العنف لا يثمر سوى عنف مماثل ومزيد من القتل والدمار، لذا ندعو كل الأطراف إلى الاحتكام للعقل واللجوء إلى لغة الحوار والتفاوض، حقنا للدماء، وحفاظا على حياة الإنسان التى هى أهم وأثمن مما عداها من القيم والأهداف.

وتشيد الكنيسة بجهود التهدئة التى تقوم بها الدولة المصرية بين طرفى النزاع للوصول إلى حل سياسى يحفظ حقوق الشعب الفلسطينى ويحقق السلام المنشود.

وفى سياق متصل أيضا دعا البابا فرنسيس بابا الفاتيكان إلى إنهاء الهجمات والعنف فى إسرائيل وفلسطين، قائلا إن الإرهاب والحرب لن يحلا أى مشكلات بل سيجلبان مزيدا من المعاناة والموت للأبرياء.