أكد اللواء عصام البديوى رئيس مجلس إدارة شركة السكر وجود خطة استراتيجية للتطوير بالشركة بناء على دراسات تم إعدادها لكى نعلم ما أبرز نقاط القوة وأبرز نقاط الضعف فى الشركة لدعم نقاط القوة ومعالجة نقاط الضعف.
وقال فى حواره مع «البوابة نيوز»، إن الشركة تقدم خدمات جليلة فى توفير السكر كسلعة استراتيجية مهمة فى السوق المصرية وأن الفترة المقبلة تشهد خطة لتنمية محصول القصب بالتنسيق مع الجهات المعنية وإلى نص الحوار..
■ شركة السكر لها دور وطنى فى دعم السكر التموينى للمواطن تباع أرخص بكثير من السلع الحرة هل هذا يحمل الشركة خسائر؟
- شركة السكر شركة عريقة عمرها يتجاوز الـ150 عاما منذ إنشاء مصانع السكر وهى تقدم خدمات جليلة للدولة المصرية فى توفير السكر كسلعة استراتيجية مهمة فى السوق المصرية والقضية هنا لا ترتبط بالتموين فقط ولكن ترتبط بالعدد الضخم من المزارعين المستفيدين من زراعة قصب السكر وكانت بعض الأدبيات والفلكور المصرى تتغنى بالحصاد وموسم القصب ارتبط بمصانع السكر التى كانت تستلم هذا المحصول، وكانت هناك قصيدة لعبد الرحمن الأبنودى "أبو اللبايش ياقصب "وكان موسم القصب مثل موسم القطن فى الصعيد لأنه كان يخدم عددا كبيرا جدا من المزارعين وتقريبا كانت الصناعة الرئيسية الاستراتيجية التى كان يعتمد عليها مزارعو الصعيد وكانت هناك احتفالية ضخمة فى المصانع فى وقت سداد ثمن المحصول فهناك ارتباط قوى بين المزارع وبين مصانع القصب.
وبعد عملية التأميم أصبحت مصانع السكر ملكا للدولة التى استثمرت هذا الموضوع فى تقديم دعم للمواطن من خلال تقديم سلعة السكر على بطاقات التموين للمواطنين وحتى هذا العام إنتاج شركة السكر بالكامل يوجه إلى وزارة التموين لدعم المواطن ثم يتم التفاوض بعد ذلك من أجهزة الدولة على من يتحمل قيمة هذا الدعم لأنه رقم كبير جدا ويصعب على شركة السكر أن تتحمله ويتم تقسيط المبلغ الأمر الذى يضطر الشركة فى بعض الأحيان فى السحب على المكشوف لسداد ثمن محصول القصب للمزارعين وتدفع فوائد السحب على المكشوف وأرقام كبيرة وإنى أعلم أن هناك قرارا صدر من دولة رئيس الوزراء من فترة بتشكيل لجان مابين وزارتى التموين والمالية لتحديد الآلية الخاصة بتغطية الأرقام التى تتحمل على شركة السكر دون أن يكون للشركة أى ذنب فيها.
■ ما يتم توريده للشركة يبلغ فى حدود الـ250 ألف فدان قصب وعدد المزارعين يبلغ أكثر من 300 ألف مزارع معنى هذا أن الشركة تحقق خسائر؟
- لا.. كانت الشركة تقدم السكر إلى الشركة القابضة للصناعات الغذائية ممثلة فى شركتى الجملة العامة والمصرية ووزارة التموين تحدد سعر شراء السكر من الشركة فى بعض الأحوال فى وقت الأزمات مثل الأزمة الحالية انعكاس الحرب الأوكرانية وأزمة كورونا وما خلافه ألقت بظلالها على موازنة الدولة بشكل عام فلا توجد سيولة لتغطية مشتريات السكر من الشركة بصفة مستمرة فتقوم الدولة بعمل نوع من أنواع التوازن فى هذا الموضوع.
■ مع توليكم المسئولية بدأت مرحلة للتطوير من الشركة ولمصانعها ماذا تم حتى الآن ؟
- وضعنا استراتيجية للتطوير بالشركة بناء على دراسات تم إعدادها لكى نعلم ما أبرز نقاط القوة وأبرز نقاط الضعف فى الشركة لدعم نقاط القوة ومعالجة نقاط الضعف فكانت أول خطوة فى هذا الاتجاه إننا قسمنا شركة السكر إلى قسمين السكر وله عضو منتدب تنفيذى مسئول عن السكر من بداية زراعة القصب حتى تعبئة السكر بالأجولة والأكياس وعضو منتدب للصناعات التحويلية للاهتمام بالصناعات التى لم يكن عليها تركيز بالشركة للاهتمام بتطويرها وتنمية مواردها دعما وتخفيضا لتكاليف صناعة السكر.ولدينا بند الطاقة كان يصرف أرقاما كبيرة فعملنا خطة لترشيد الطاقة وبالفعل أتت أكلها العام الماضى وكان عندى تخفيض فى الطاقة يصل إلى 150 مليون جنيه من خلال إعادة صيانة المراجل البخارية الموجودة فى المصانع وقياس حاجة المصانع الفعلية من الطاقة وإيقاف المراجل التى تمثل طاقة مفقودة وهذا وفر لنا فى الطاقة بشكل كبير جدا فى الموسم المنقضي.
كما بدأنا نعظم فى استخدام المخلفات الصناعية مثل الحديد والنحاس والألمونيوم ونستفيد منها فى تنمية وترشيد مشتريات الشركة بشكل كبير تنمية للمشتريات خفض لاستهلاك الطاقة تنظيم للعمل الداخلى وتقسيمه إنشاء كيانات اقتصادية جديدة داخل الشركة تدعم الصناعات التحويلية تطوير آليات إنتاج السكر للحصول على كمية سكر يمكن استخلاصها خلال موسم العصير من كمية القصب الموردة.
بالإضافة إننا أعلنا أن عامى 2023-2024وعام 2024-2025 هو عام القصب والشركة وضعت كل إمكانياتها لخدمة مزارعى القصب ومحصول القصب لكى نتغلب على التراجع الشديد الذى حدث فى الكميات الموردة للشركة الذى أثر على الإنتاج بشكل عام وهذا قد يضطرنا لعدم تشغيل مصنع سكر أبوقرقاص العام المقبل ونكتفى بالبنجر وتحويل محصول المزارعين لمصنع جرجا لأنى لا أستطيع تشغيل المصنع بكميات محدودة لمدة 5 أو 6 أيام وأغلق المصنع مرة أخرى مثل ماحدث فى الموسم الماضي.
ونضع خطة لتنمية محصول القصب بالتنسيق مع الجهات المعنية قمنا بعمل بروتوكول مع وزارة الزراعة وبصدد توقيع بروتوكول مع وزارة الرى لتشجيع المزارعين على الرى بالتنقيط والرى بالأساليب الحديثة لكى نحصل على أعلى إنتاجية من كمية القصب ندرس حزمة من الحوافز التى نقدمها للمزارعين من خلال رفع السعر الى ١٥٠٠ جنيه للطن لدينا مجموعة أخرى تدرس من الحوافز الآن مثل دعم نولون النقل المقدم للمزارعين الذين ينقلون عن طريق الجرارات وليس عن طريق الدوكوفيل الخاص بالشركة الذى يكلفنا حوالى 250 مليون جنيه بخلاف ما نقدمه من دعم للمزارعين العام الماضى كان لدينا مصنعان فقد يحصلان على دعم نولون العام الحالي، كل مصانع السكر حصلت على هذا الدعم العام المقبل سوف نزيد هذا الدعم.
ونتفاوض مع شركات الميكنة لتقديم خدمات الميكنة الزراعية للمزراعين لتخفيض التكاليف عليهم لاستخدام العمالة اليدوية التى ترتفع يوما عن آخر نتعاقد مع أفضل شركات لتوفير الأسمدة والمبيدات الحشرية التى يحتاجها المزارعون ويتم محاسبتهم عليها آخر الموسم نقدم الإرشاد الزراعى اللازم للمزارعين من خلال المهندسين الزراعيين الموجودين لدينا والفترة المقبلة سوف ننزل الصعيد لعمل احتفالية بمناسبة قرب بدء موسم العصير الجديدة ونقدم هدايا للمزارعين الذين حققوا أعلى مستوى فى توريد محصول القصب للعام الماضي.
■ هذه الخطوط العريضة للتطوير هل سيكون فى القريب فائض فى الإنتاج والمنافسة فى السوق المحلية؟
- اتجهنا لزيادة محصول القصب والبنجر فى مصنع أبوقرقاص وبحثنا عن شريك استراتيجى فى مصنع جرجا لكى يعمل فى صناعة البنجر مثل أبوقرقاص الذى يعمل بروحين قصب وبنجر وهذا سيؤدى إلى زيادة إنتاج الشركة من السكر خلال السنوات المقبلة بحيث يحقق فائضا أعلى من استهلاك التموين، وهذا سيتيح لنا سوق كبيرة ونحن نقوم بتصدير السكر البنى ونتميز به عن الشركات الأخرى ونقوم بتصديره إلى كينيا ونقوم بتزويد كمية التصدير وسنصدر سكر أبيض إلى دول أخرى وسنطرح فى السوق المحلية كلما زادت كمية السكر المنتج عن احتياجات.
■ هل هناك خطة؟
- الخطة مبنية على زيادة إنتاجية القصب وبالتالى زيادة كمية القصب المورد إلى شركة القصب وبالتالى زيادة كمية السكر المورد الزائد عن احتياجات البطاقات التموينية.
■ وماذا عن مشاكل مزارعى القصب وأبرزها شكواهم سعر الطن؟
- هناك خطة بديلة لتوفير قصب السكر من خلال الشركة نفسها من خلال امتلاكها مزارع بالتنسيق مع الزراعة لأن القصب محصول استراتيجى والمشاكل التى ذكرها المزارعون عن سعر الطن الذى يقل عن مصانع العسل وعصارات القصب هذه المشكلة تحديدا متعلقة بغياب العدالة بين شركة السكر وبين مصانع العسل الأسود شركة السكر تدفع ضرائب ومرتبات وحوافز وكهربا ومياه ومخالفات البيئة ومخالفات صحية أى عمل فيه مستحقات للدولة توضع على كاهل شركة السكر مثلها مثل أى مؤسسة بالدولة فتكاليف الإنتاج أعلى بكثير من المصانع غير المرخصة لابد من تقنين أوضاع عصارات العسل الأسود لكى تكون عنده التزامات مالية تشابه شركة السكر ثم يأتى لينافسنى لكن بهذا الوضع منافسة غير عادلة بالمرة بين كيانين كيان مثقل بالأعباء والالتزامات ويؤدى حقوق الدولة وبين كيان آخر ليس عليه مثل هذه الأعباء شركة السكر ليس عليها مليم متأخر للدولة كل مستحقات الدولة مدفوعة أولا بأول وتتركز صناعة العسل الأسود فى المنيا ونجع حمادى أنا ضد أن تعمل شركة السكر فى الزراعة لسنا شركة زراعية بل صناعية كل التخصصات والخبرات الموجودة بها كلها خبرات صناعية فمن الصعوبة إننى أستثمر فى الزراعة ثم نفشل.
■ هل هناك بديل لتوفير قصب السكر للشركة؟
- نحن نعمل مزارع نموذجية بجوار كل مصنع عشرة أفدنة، ونعمل على تعليم المزارعين زيادة إنتاجية الفدان لكن أخذ عشرات الآلاف من الأفدنة لأزرعها هذا موضوع آخر.
والبديل الذى نعمل به التطوير الذى تقوم به وزارتا الزارعة والرى فى مجال محصول القصب فى إطار خطة الدولة فى زراعة 2 مليون فدان ونتفاوض معهم على زراعة مساحات كبيرة من القصب لتعويض الفارق ما بين قدرات مصانع مصر وبين مايرد إليها هناك فارق حوالى 4 ملايين طن سنويا بما يوازى 500 ألف طن سكر فوق ما نقوم بإنتاجه وهذا يغطى الفجوة ويفيض.
■ الصناعات التحويلية كانت مهملة وشهدت تطورا ملحوظا فى عهدكم حدثنا عن ذلك؟
- الصناعات التحويلية فى الشركة كانت على الهامش باعتبارها صناعات صغيرة جدا والدخل العائد منها قليل جدا ونحن نشتغل فى مليارات الجنيهات فى القصب والسكر ولم تكن فى الحسبان كنا نبيع المولاس دون أى إضافات إنتاجية عليه تزود من القيمة الاقتصادية الخاصة به وتعود بأرباح على الشركة فوضعنا خطة لتطوير الصناعات التحويلية أولها أن تكون المصانع موافقة لشروط السلامة والبيئة وبدأنا بمصنع فينوس للأغذية فى الحوامدية وقمنا بتغير المكن واستوردنا المكن الجديد لإنتاج الأغذية مربات وعصائر وطورنا المبنى كله بحيث يكون موافقا لشروط السلامة والبيئة من حيث التهوية والتعقيم وملابس العاملين وبدأ إنتاجه والحمد الله الإنتاج بالكامل مباع ونفكر فى زيادة كمية المنتج خلال الفترة المقبلة قمنا بتطوير صناعة الخل بعد أن كنا نقوم ببيعه تنكات قمنا بتبعئته فى زجاجات وطرحناه بالأسواق تحت اسم خل بلدنا بأسعار فى متناول الجميع أقل بكثير من أسعار المنافسين. وكنا ننتج كحول 70٪ وكحول 90٪ وكحول 96٪ قمنا بإنتاج وحدة إنتاج الكحل المطلق نقاء 99.99٪ وهذا أحد التطويرات التى قمنا بإدخالها على شركة السكر لكى نستطيع أن ننزل فى السوق ونصدر كميات أكبر من الكحول النقى المطلوب عالميا والذى يدخل فى صناعة الأدوية ولدى طلبيات بشراء جميع الكميات المنتجة مطلوب فى مصر وعالميا.نقوم بتطوير فى وحدة إنتاج الخميرة وضاعفنا كميات الإنتاج بشكل جيد جدا وسنقوم بشراء وحدات إنتاجية جديدة لسد احتياجات السوق حيث نقوم بالتصدير والحمد الله منتجاتنا تلاقى إقبالا كثيرا.