السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: لن نقبل خطابًا يشوه إنسانيتنا وينكر حقوقنا ويتجاهل احتلال أرضنا وقمع شعبنا

.
.
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور إنه لا يمكن القول "لا شيء يبرر قتل الإسرائيليين" ثم يتم تقديم المبررات لقتل الفلسطينيين. "نحن لسنا أنصاف أو أشباه بشر، ولن نقبل أبدًا خطابًا يشوه إنسانيتنا وينكر حقوقنا. خطاب يتجاهل احتلال أرضنا وقمع شعبنا".

وأضاف منصور، في بيان تلاه خلال مؤتمر صحفي قبيل انعقاد الجلسة الطارئة لمجلس الأمن لبحث آخر التطورات في قطاع غزة،" ليس هناك حق في الأمن يفوق حق أي أمة في تقرير مصيرها. إن ضمان حقنا في تقرير المصير هو السبيل الوحيد نحو السلام والأمن ".

وتابع: "لقد عانى شعبنا سنة مميتة تلو الأخرى، لقد جئنا إلى مجلس الأمن شهرا بعد شهر للتحذير من عواقب الإفلات الإسرائيلي من العقاب والتقاعس الدولي".

وقال: "في أكتوبر الماضي قلنا أمام مجلس الأمن: الشعب الفلسطيني سيكون حرا يوما بشكل أو بآخر. لقد اخترنا الطريق السلمي الذي يدعو إليه المجتمع الدولي. فلا تدعوا إسرائيل تثبت لنا أننا مخطئون. من أجلنا ومن أجلهم".

وتابع: "الآن ليس الوقت للسماح لإسرائيل بمضاعفة خياراتها الحربية، بل هو الوقت لإخبار إسرائيل أنها بحاجة إلى تغيير مسارها. أن هناك طريقا للسلام، طريق لا يُقتل فيه الفلسطينيون والإسرائيليون، طريق يتعارض تماما مع ما تقوم به إسرائيل الآن".

وأردف منصور: " تقول إسرائيل إن الحصار والاعتداءات المتكررة على غزة تهدف إلى تدمير قدرات حماس العسكرية وضمان الأمن، ومن الواضح وكما كان متوقعا أن حصارها واعتداءاتها لم تحقق أياً من ذلك، والشيء الوحيد الذي أنجزوه هو إلحاق معاناة كبيرة بجميع السكان المدنيين في قطاع غزة. لقد حان الوقت لوضع حد فوري للعنف وسفك الدماء، وحان الوقت لإنهاء هذا الحصار وفتح أفق سياسي".

وأضاف: "عندما تحاول إسرائيل الآن تبرير هجوم آخر بنفس الفرضية الخاطئة، فلا ينبغي لأحد أن يقول أو يفعل ما يشجعها على السير في هذا الطريق. نحن نعلم جيدا أن الرسائل حول (حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها) سوف تفسرها إسرائيل على أنها رخصة للقتل، والمضي قدمًا على نفس الطريق الذي قادنا إلى هنا. لقد قتلت إسرائيل نحو 413 فلسطينيًا في يوم واحد، بمن في ذلك أطفال، بعضهم لم يتجاوز عمره بضعة أشهر. لقد قتلت عائلات بأكملها أثناء نومها. هل سيجلب هذا الأمن؟ هل سيؤدي هذا إلى تقدم السلام؟

وتساءل: أين الحماية الدولية التي يستحقها الشعب الفلسطيني عندما تنتهك السلطة القائمة بالاحتلال القانون الدولي وتلحق الضرر بمن يجب عليها حمايتهم؟ ألا تستحق حياة الفلسطينيين إنقاذها؟ كان من الممكن إنقاذ المدنيين الفلسطينيين الذين قتلوا، والأطفال الفلسطينيين الذين قتلوا في فلسطين المحتلة. أليس هذا التزاما أخلاقيا وقانونيا ومساهمة في السلام؟ لماذا لا يتم فعل شيء عندما يكون القتلى فلسطينيين؟

وأكد منصور "أن علينا أن نفكر ملياً في هذا (المنطق) الذي يرد البعض أن يسود هنا. إذا كان الأمر يتعلق بالانتقام، فإن الكثير من الفلسطينيين سيشعرون أن لديهم الكثير للانتقام له. إذا كان الأمر يتعلق بالسلام، فإن الطريق إليه لا يكون من خلال المزيد من ترسيخ القمع والاحتلال، بل من خلال إنهائه".

وقال: "لقد اخترنا الطريق السلمي لنيل حقوقنا، لكن إسرائيل استمرت في استخدام القوة الغاشمة ضد الفلسطينيين وحقوقهم. لا يمكن لإسرائيل أن تشن حربا واسعة النطاق على دولة وشعبها وأرضها وأماكنها المقدسة، ثم تتوقع السلام في المقابل. ومن الضروري معالجة الأسباب الجذرية للصراع. ومن خلال القيام بذلك، سوف نتعامل مع عواقبه".

وأضاف:" لقد ظللنا ندعو إلى منطق مختلف، ونهج مختلف: العدالة وليس الانتقام، والحرية وليس الاحتلال، والسلام وليس الحرب. وينبغي الالتفات إلى نداءاتنا. والبديل هو اللعب تحت أعيننا".

وقال منصور: أعلنت إسرائيل عشرات المرات أنها "عالجت" "المشكلة" الفلسطينية، بالحرب على شعبنا أو بالسلام مع الآخرين، منذ عام 1948 وحتى قبل أيام قليلة، في بيان نتنياهو أمام الجمعية العامة، لقد حمل نتنياهو خلال خطابه في الأمم المتحدة خريطة تنكر وجود فلسطين، خريطة العدوان والضم العنصري، إلى كافة صانعي السلام، وإلى كل أولئك الذين يؤمنون بميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، لا يمكن للمرء أن يغفل عن الصورة الأكبر، وعلينا أن ندافع عن الرؤية المنصوص عليها في قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة. واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان الالتزام بأحكامها، نحن بحاجة إلى احترام القانون الدولي، وليس التخلي عنه.

وتابع: "يوافق كل من في الغرفة ( قاعة مجلس الأمن) خلفي على هذه الرؤية، ولكن إسرائيل تطالبهم بالدعم السياسي والعسكري بينما تسعى هي إلى تحقيق أهداف تتعارض بشكل أساسي مع الشرعية والإجماع الدوليين، فسياساتها تمثل اعتداء على إنسانيتنا، وعلى القانون الدولي، وعلى السلام، وتشكل تهديدا لشعبها".

وتسائل: "هل يمكن لمن يدعمون إسرائيل أن يتجاهلوا أجندتها الاستعمارية والعنصرية؟ سيكون ذلك بمثابة هزيمة ذاتية".

وقال منصور: "هناك مسار مختلف ممكن. لكنها لا تستطيع أن تتجاهل حياة وحقوق الشعب الفلسطيني. ويجب أن تضمن لهم تدابير متساوية من الحرية والأمن. لا يمكنك النهوض من أجل السلام إذا لم يقف العالم في وجه الاحتلال".

وبعث منصور برسائل متطابقة إلى رئيس مجلس الأمن (البرازيل)، ورئيس الجمعية العامة، والأمين العام للأمم المتحدة، واصفا المآسي التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الآن إثر الهجوم الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، وطالبهم بالعمل بشكل جاد وفوري لوقف العدوان على غزة، وحقن الدماء وتوفير الحماية الدولية العاجلة للشعب الفلسطيني، وفتح أفق سياسي يفضي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وضمان حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني.