الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

كيف دفع مؤلف "شخصية مصر" حياته ثمنًا لفضحه أكاذيب اليهود؟

جمال حمدان
جمال حمدان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم يكن جمال حمدان أول عالم يدفع حياته ثمنا لأفكاره و نظرياته فقد سبقه الكثيرون من أصحاب الفكر المستنير و الرؤية التي قد تختلف مع الدول العظمى وسياساتها وبالطبع لن يكون الأخير و سيبقى سبب وفاة هؤلاء المفكرون لغزا غامضا إلا أنه مما لا شك فيه أنهم فقدوا حياتهم من أجل أن يمنحونا الحياة و الفكر الواعي ، فما هي أفكار جمال حمدان التي ربما قادته إلى هذا المصير؟

الدكتور جمال حمدان أحد أهم أعلام الجغرافيا المصريين، اسمه بالكامل جمال محمود صالح حمدان ، ولد في 4 فبراير 1928 في قرية ناي بمحافظة القليوبية.

مع أن ما كتبه جمال حمدان قد نال بعد وفاته بعضا من الاهتمام الذي يستحقه ، إلا أن المهتمين بفكر جمال حمدان صبوا جهدهم على شرح وتوضيح عبقريته الجغرافية ، متجاهلين في ذلك ألمع ما في فكر حمدان ، وهو قدرته على التفكير الاستراتيجي و رؤيته التي كانت سابقة لعصرها و قدرته على استشراف المستقبل.

فبينما كان الاتحاد السوفيتي في أوج مجده، أدرك جمال حمدان ببصيرته الثاقبة أن تفكك الكتلة الشرقية واقع لا محالة، وكان ذلك في 1968م ، فإذا الذي تنبأ به يتحقق بعد إحدى وعشرين سنة ، وبالتحديد في عام 1989، حيث وقع الزلزال الذي هز أركان أوروبا الشرقية ، وانتهى الأمر بانهيار أحجار الكتلة الشرقية، ثم تفكك وانهيار الاتحاد السوفيتي نفسه عام 1991م، و من الرؤى المستقبلية التي طرحها جمال حمدان، وتبدو في طريقها إلى التحقق، تلك النبوءة الخاصة بانهيار الولايات المتحدة، وعودة الإسلام ليقود من جديد.

فضح أكاذيب اليهود : 

كان جمال حمدان صاحب السبق في فضح أكذوبة أن اليهود الحاليين هم أحفاد بني إسرائيل الذين خرجوا من فلسطين خلال حقب ما قبل الميلاد، واثبت في كتابه " اليهود أنثروبولوجيا " الصادر في عام1967، بالأدلة العملية أن اليهود المعاصرين الذين يدعون أنهم ينتمون إلى فلسطين ليسوا هم أحفاد اليهود الذين خرجوا من فلسطين قبل الميلاد.

مؤلفاته : 
ترك جمال حمدان 29 كتاب و 79 بحث ومقالة ، أشهرها كتاب شخصية مصر دراسة في عبقرية المكان ..
وفاته :
عثر على جثته في 17 أبريل 1993 والنصف الأسفل منها محروقا ً، واعتقد الجميع أن د. حمدان مات متأثراً بالحروق ، ولكن د. يوسف الجندي مفتش الصحة بالجيزة أثبت في تقريره أن الفقيد لم يمت مختنقاً بالغاز ، كما أن الحروق ليست سبباً في وفاته ، لأنها لم تصل لدرجة إحداث الوفاة.

اكتشف المقربون من د.حمدان اختفاء مسودات بعض الكتب التي كان بصدد الانتهاء من تأليفها ، وعلى رأسها كتابة عن اليهودية والصهيونية و يقع في ألف صفحة مع العلم أن النار التي اندلعت في الشقة لم تصل لكتب وأوراق حمدان، مما يعني اختفاء هذه المسودات بفعل فاعل وحتى هذه اللحظة لم يعلم أحد سبب الوفاة و لا أين اختفت مسودات الكتب التي كانت تتحدث عن اليهود.

 ومما يؤكد حتمية قتله ما رواه اشقائه عبد العظيم حمدان وفوزية حمدان أن الطباخ الذي كان يطبخ له فوجئنا بأن قدمه انكسرت وأنه راح بلده و لم نعد نعرف له مكاناً، و أمر آخر أن جارة كانت تسكن في البيت الذي يسكن فيه جمال حمدان قالت لنا إن هناك رجلاً وامرأة خواجات سكنوا في الشقة الموجودة فوق شقته شهرين ونصف قبل اغتياله ثم اختفيا بعد قتله و قد فجّر رئيس المخابرات السابق أمين هويدي مفاجأة من العيار الثقيل ، حول الكيفية التي مات بها جمال حمدان ، وأكد هويدي أن لديه ما يثبت أن الموساد الإسرائيلي هو الذي قتل  حمدان.

وفي عام 2018 فتحت قناة ON E تحقيقا جديدا من خلال فيلم وثائقي بعنوان "مبني للمجهول"، تدور أحداثه حول لغز وفاة عالم الجغرافيا المصري جمال حمدان.

وتسبب موت جمال حمدان صاحب موسوعة "شخصية مصر"، بالحيرة الكبيرة، مما دفع القناة لفتح تحقيقا جديدا وتحدث فيه العديد من الشخصيات القريبة من الراحل أبرزهم شقيقه اللواء عبد العظيم حمدان.

كشف اللواء عبد العظيم حمدان، الشقيق الأصغر للدكتور جمال حمدان، أسرار ومعلومات جديدة مشيرا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يستعين بكتب شقيقه حتى الآن.

وأوضح الشقيق الأصغر، أن الراحل شقيقه كان يسكن في شقة وقبل وفاته بشهر جاء يهودي ومعه امرأة وظلوا يراقبونه، وقبل وفاته بأيام تعرض شقيقه الأكبر للضرب على الرأس من جانب الشخص الذي قتله وبعد ذلك قام بتقطيع خرطوم البوتاجاز وأشعل النار في الشقة وهرب.

من جانبه قال الدكتور السيد الحسيني رئيس الجمعية الجغرافية وأحد تلامذة الدكتور جمال حمدان، إن الدكتور جمال حمدان، صاحب موسوعة "شخصية مصر"، الذي توفي في ظروف وملابسات غامضة بعد أن كتب عن اليهود أكثر من موضوع.

كما أشار الكاتب الروائي يوسف القعيد، إلى أنه أجرى حوارا مع جمال حمدان نشر في جريدة روز اليوسف المصرية، لافتا إلى أن الراحل كشف له أن مكتبه به كتب ستكون أهم كتب له في حياته، وهذه الكتب اختفت بعد وفاة حمدان ولم يعلم عنها أحد شيء.