الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

"طوفان الأقصي" يتسبب فى هبوط حاد للبورصة والشيكل الإسرائيلي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أسفرت عملية "طوفان الأقصي" التي بدأتها حركة "حماس" أمس ضد إسرائيل، ردا على انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي وحكومة اليمين المتطرف التي يرأسها بنيامين نتنياهو بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية والأسرى الفلسطينيين، عن هبوط حاد للبورصة والشيكل الإسرائيلي،إضافة إلى بروز أزمة الرهائن والأسري الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس، وفتحت المجال أمام احتمال فتح جبهة أخري للتوتر والنزاع في الضفة الغربية وثالثة مع جنوب لبنان. 

والسؤال الملح هو:ماذا ستفعل فصائل المقاومة الفلسطينية بالرهائن.. وقال عماد أبو عواد، وهو أحد أبرز الباحثين المُتخصصين في الشأن الإسرائيلي إن قضية الأسرى هي القضية الجوهرية الآن وسيتم التعامل معها بمسارين.. الأول: هو تبادل يشمل كل الأسرى الفلسطينيين، ولأول مرة في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي سيكون هناك "تبييض سجون الاحتلال"بالإفراج عن كل الفلسطينيين.. والمسار الثاني: تحسين الواقع المعيشي لسكان قطاع غزة. 

وأضاف أبو عواد: أن إسرائيل مضغوطة بمسألة الأسرى وستحاول قدر الإمكان أن تذهب في اتجاه ترتيبات معينة من أجل صفقة تبادل، ولكنه توقع أن تكتفي "حماس" بصفقة تبادل، وستحاول رفع سقف مطالبها من أجل تخفيف الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة والضفة الغربية.

ورأى أبو عواد أن نتنياهو لا يمتلك الكثير ليفعله تجاه مسألة الأسرى، ولا يملك سوى إحداث المزيد من الدمار في قطاع غزة، وقال إنه لن يكمل في هذا الاتجاه نتيجة أن جبهة الشمال مع لبنان يمكن أن تفتح يزيد التوتر علي جانبي الحدود. 

 

هبوط حاد للبورصة والشيكل:

وتراجع "الشيكل" الإسرائيلي أمام الدولار إلى أدنى مستوياته منذ نحو 7 سنوات، صباح اليوم/الأحد/، على خلفية عملية "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل، وجرى تداول الدولار عند مستوي 3.81 شيكل.

وهبطت بورصة تل أبيب 4.8% في مستهل تعاملات جلسة اليوم، في حين تفاعلت شركات طيران عالمية مع تلك الأحداث وألغت رحلاتها إلى مطار "بن جوريون" في إسرائيل. 

وكشفت صحيفة "يديعوت آحرونوت" اليوم عن مطالبة وزراء بحكومة نتنياهو للجيش الإسرائيلي، بتقديم إجابات تفسر فشل استخباراته في التنبؤ بالهجوم على "غلاف غزة"، وذلك خلال اجتماع مجلس الوزراء الأمني المصغر (الكابينيت) والذي عُقد في وقت متأخر مساء /السبت/.

وقالت الصحيفة إن الوزراء انتقدوا رئيس الأركان الإسرائيلي، وقالوا إنه لم يجد الوقت لإحاطتهم طوال يوم أمس.. وتساءل البعض عما إذا كان يريد تجنب أسئلتهم الصعبة حول فشل المخابرات العسكرية في كشف خطة "حماس".

وتساءل وزير العلوم والتكنولوجيا أوفير أكونيس "لماذا لا يوجد رئيس الأركان ورئيس المخابرات هنا الآن؟.. نحن بحاجة إلى مزيد من المعلومات.. كل مواطن إسرائيل يريد أن يعلم حقيقة ما حدث".

 

هجوم"غلاف غزة":

واستيقظ الإسرائيليون والفلسطينيون والعالم أمس على أنباء قصف فصائل المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة لمستوطنات "غلاف غزة" وبلدات ومدن جنوبي إسرائيل حتى تل أبيب. ولم تمض ساعتان على إطلاق الصواريخ في السادسة والنصف صباح أمس، حتى خرج قائد الجناح العسكري لحركة حماس معلنا بدء ما أطلق عليها عملية "طوفان الأقصى". 

وأصابت هذه العملية المباغتة إسرائيل بالدهشة، وسط سقوط آلاف الصواريخ خلال فترة قصيرة للغاية وإصابة هذه الصواريخ عددًا من المباني وسقوط 350 قتيلا و2000 جريح حتى الآن.. وتسلل عناصر المقاومة الفلسطينية إلى مُستوطنات وبلدات ومدن إسرائيلية برًا وجوًا وبحرًا، وقاموا بأسر عدد كبير من الجنود ومُستوطنين والعبور بهم إلى قطاع غزة وسط ذهول الإسرائيليين. وتعترف السلطات الإسرائيلية بأن هناك مالا يقل عن 50 أسيرًا في قبضة المقاومة في قطاع غزة الآن، لكن حركة "حماس" تقول إن الأرقام الحقيقة هي ضعف هذا الرقم. 

وظل الصمت هو المُسيطر على المشهد في إسرائيل حتى عقد مجلس الوزراء الأمني المصغر(الكابينيت) اجتماعًا طارئًا لبحث الوضع الساعة الواحدة ظهرًا. 

وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في بداية الاجتماع المقاومة الفلسطينية بأنها ستدفع ثمنًا لم تعرفه من قبل نتيجة للحرب التي بدأتها على إسرائيل، وقال: إن هدفه الأول يتمثل في استعادة السيطرة على المُستوطنات التي سقطت في قبضة المُقاومة. 

وشرع الجيش الإسرائيلي فى قصف قطاع غزة بطائراته الحربية مستهدفا مبان سكنية وعربات إسعاف، وأسفر القصف حتى الآن عن استشهاد مالا يقل عن 313 فلسطينيًا إضافة إلى إصابة نحو 2000 آخرين.

وعرض زعيم المعارضة الإسرائيلي يائير لابيد على نتنياهو تشكيل "حكومة طوارئ".. وقال له: إن الحكومة الحالية لن تكون قادرة على إدارة الحرب الحالية والتي قد تتسع وتشمل جبهات أخرى إذا قرر "حزب الله" الانضمام إلى المواجهة.. واقترح لابيد أن ينضم وزير الدفاع السابق بيني جانتس وهو زعيم المعسكر الوطني إلى هذه الحكومة كوزير للدفاع بدلا من الوزير الليكودي الحالي يوآف جالانت. 

يذكر أن زعيمي المعارضة لابيد وجانتس كانا يرفضان الانضمام إلى حكومة يرأسها نتنياهو، ولكنهما الآن يقدمان له فرصة على "طبق من ذهب" ليتخلص من الصداع المزمن الذي يتسبب فيه الوزيران اليمينيان المتطرفان إيتمار بن جفير "العظمة اليهودية" وبتسلئيل سموتريتش"الصهيونية الدينية". 

ويواحه نتنياهو ابتزازا سياسيًا من قبل هذين الوزيرين، فبدونهما ما كان ليستطيع تشكيل الحكومة، وهما يضعطان عليه من أجل تمرير أجندتهما المُتمثلة في تصعيد الاستيطان في الضفة الغربية، بما يقضي على "حل الدولتين" وهو ما كان سببًا في الانتقادات الدولية الموجهة إلى حكومة نتنياهو وسببا في خلافه العميق مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على خلفية "التشريعات القضائية" التي تقوض "الديمقراطية" التي ترى واشنطن أنها إحدى القيم المشتركة لأساس علاقتهما. 

ولم يتخذ نتنياهو حتى الآن قرارا بقبول عرض لابيد وجانتس اللذين طالبا بإقالة الوزيرين المتطرفين بن جفير وسموتريتش كشرط للانضمام إلى الحكومة. 

ومن شأن حكومة طوارئ مكونة من أكبر ثلاثة أحزاب في الكنيست "الليكود" و"المعسكر الوطني" و"هناك مستقبل" أن تحظى بظهير شعبي قوي، ينهي الاحتجاجات الأسبوعية التي استمرت طوال هذا العام ضد حكومة نتنياهو، وإن كان من المتوقع أن تتراجع هذه الاحتجاجات الآن في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها إسرائيل. 

ويواجه نتنياهو خطر فتح الجبهة الشمالية.. وصباح اليوم، قصفت المدفعية الإسرائيلية مواقع في جنوب لبنان أطلقت منها قذائف في اتجاه إسرائيل قبل سقوطها في منطقة مزارع شبعا. 

وخلال ساعتين، أصدرت بلديات مدن شمال إسرائيل رسالة دعت فيها السكان إلى مغادرة منازلهم والبحث عن ملاذات آمنة في العمق الإسرائيلي،في اتجاه وسط إسرائيل، فيما يعكس قلقا شديدا من قبل إسرائيل من احتمال فتح جبهة ثانية شمالا. 

وتشعر إسرائيل بالقلق الشديد من استجابة المقاومين في الضفة الغربية لطلب المقاومة في قطاع غزة، بالانضمام إلى "طوفان الأقصي" ولهذا، فرضت إغلاقا كاملا على محافظات الضفة الغربية بما جعلها كجزر متناثرة غير مرتبطة، كما أغلقت معبر "الكرامة" وهو المعبر الوحيد الذي يربط الضفة الغربية بالمملكة الأردنية لليوم الثاني على التوالي، إلى جانب غلق كل الحواجز العسكرية في محيط القدس.