رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

عمود السواري.. مَعلم تاريخي في الإسكندرية وأعلى نصب تذكاري في العالم| صور

عمود السواري بالأسكندرية
عمود السواري بالأسكندرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عمود السواري، هو عمود روماني أثري يقع في مدينة الإسكندرية، ويعد من أشهر المعالم الأثرية فيها، وأقيم فوق تل باب سدرة بين منطقة مدافن المسلمين الحالية والمعروفة باسم مدافن العمود وبين هضبة كوم الشقافة الأثرية، ويصل طوله إلى حوالي 27 متراً ومصنوع من حجر الجرانيت الأحمر، وأقيم عمود السواري تخليدا للإمبراطور دقلديانوس في القرن الثالث الميلادي، وهو آخر الآثار الباقية من معبد السيرابيوم الذي أقامه بوستوموس، ويعتبر أعلى نصب تذكاري في العالم، ولم يتم تحديد تاريخ إنشاء هذا العمود على وجه الدقة لكنه يعود للعصر الروماني، وقيل أن هذا العمود أهدي للمسيحية بعد انتصارها في الإسكندرية علي مريام في معركة القميص.
وتعود تسمية العمود باسم عمود السواري إلى العصر العربي حيث يعتقد أنها جاءت نتيجة ارتفاع هذا العمود الشاهق بين 400 عمود آخر، وهو ما يشبه صواري السفن ولذلك أطلق عليه العرب عمود الصواري والتي حرّفت فيما بعد إلى السواري، وقد عرف عمود السواري خطأ منذ الحروب الصليبية باسم عمود بومبي ويرجع هذا الخطأ إلى أن بعض الأوروبيين ظنوا أن رأس القائد الروماني بومبي الذي هرب إلي مصر فراراً من يوليوس قيصر وقتل في مصر ظنوا أن رأسه قد وضعت في جرة جنائزية ثمينة ووضعت فوق تاج العمود.
ويتكون جسم العمود عبارة من قطعة واحدة قطرها عند القاعدة 2,70 متراً، وعند التاج 2,30 متراً، ويبلغ الارتفاع الكلي للعمود بما فيه القاعدة حوالي 26,85 متراً، وفي الجانب الغربي من العمود قاعدتان يمكن الوصول إليهما بسلم تحت الأرض كما يوجد تمثالان مشابهان لأبي الهول مصنوعان من الجرانيت الوردي يرجع تاريخهما إلى عصر بطليموس السادس على إحدهما نقش للملك حور محب من الأسرة الثامنة عشرة.
والأرجح أن هذا العمود قد أقامه الإسكندريون للإمبراطور الروماني "دقلديانوس" تعبيراً عن شكرهم له، وتحدثأ بفضله وكرمه معهم، بعد أن جاء إلى مصر في النصف الثاني من القرن الثالث، وأخمد الثورة التي قام بها في الإسكندرية القائد الروماني دوميتيانوس الملقب بأخيل، فأعاد دقلديانوس الهدوء والاستقرار والرخاء إلى المدينة.
ووصفه الرحالة المسلم ابن بطوطة عندما زار الإسكندرية في عام 1326م، قائلاً: "من غرائب هذه المدينة (الاسكندرية) عمود الرخام الهائل الذي بخارجها، المسمى عندهم بعمود السواري وهو متوسط في غابة نخل، وقد امتاز عن شجراتها سمواً وارتفاعاً، وهو قطعة واحدة محكمة النحت قد أقيم على قواعد حجارة مربعة أمثال الدكاكين العظيمة ولا تعرف كيفية وضعه هنالك ولا يتحقق من وضعه".