الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

«حكاية وطن».. حكاية نضال فريدة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يقدم نظام الثلاثين من يونيو كشف حساب وشرحًا مُفصلًا عن الذي كان والقائم والمأمول، ولكنه دون أن يدري يستعرض رواية فريدة عن دولة أرادت التنمية وسلكت ذلك الدرب، فحققت الكثير ومازالت تحقق.
إن التجربة المصرية في التنمية فريدة جدًا لأنها اتسمت بعدة أشياء، اتسمت بالتحدي، بالعمل متعدد المسارات، بالتوازي، بالرؤية الكاشفة، باستراتيجيات بعيدة المدى، بمواجهة التحديات الداخلية والخارجية، بالمكاشفة والشفافية، حتى أن تلك التجربة لازالت تدفع ضريبة التنمية المتأخرة!.
فرواية مصر مع التنمية بدأت ويعلم صانع القرار على رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الأمر لن يكون يسيرًا ولن يكون الطريق ورديًا، بل إن الدرب سيكون شاقًا، يعلم التحديات التي تحيق وتعيق التنمية على كافة الأصعدة، فكل تجارب الدول التنموية نجد أنها واجهت تحديًا واحدًا أو اثنين على أقصى تقدير مثل نقص الاستثمار أو التمويل، ولكن الدولة المصرية واجهت عدة تحديات منها الحرب على الإرهاب والحرب على الشائعات والحرب على محاولات التشكيك التي كانت تشكك المواطن في نوايا الدولة المصرية التي تخدم مصالحه، كانت تواجه الاغتيال الدموي والاغتيال المعنوي في نفس ذات اللحظة.
أمّا عن التحديات الداخلية فحدث ولا حرج، وكأنك تعيد ترتيب المنزل من بدايته، من أساسه، من البنية التحتية حتى تجعل منه قصرًا، وفى وسط ذلك لا بد أن تحرص على جسر حواري بين الحكومة والمواطن وتقدم التفسير اللازم لكل سؤال يطرأ في ذهن المواطن؛ لماذا تم إعادة تسعير خدمة؟ من أجل استمراريتها والقدرة على صيانتها، لماذا نبنى مدن جديدة؟ هل من أجل الخروج من منطقة الدلتا المكتظة أم جذبًا للاستثمار؟ أم الاثنان؟ لماذا يتم هيكلة الدعم؟  من أجل ضمان وصوله للفئات المستحقة؟  بالطبع  كانت الإجابة نعم.
كان التغيير صعبًا ليس فقط في حجم الإنفاق الحكومي ولا التحديات الخارجية التي زادت من صعوبة الموقف وأتت كطوفان أثناء صعودنا على الجبل وكأنها تريد أن تزيحنا لأسفل، ولكن كان التغيير صعبًا في ظل حرب أمنية ومجتمعية، وأزعم أن المواطن المصري لم يهضم تلك الجرعة من التنمية الشاملة والتغيير بسهولة ولولا حرص الرئيس على استمرار حالة الحوار لما فهمنا الصورة كاملة.
وربما ما أدركناه أن كل يوم تتأخر فيه الأمة عن التنمية ندفع ضريبة ذلك في الغد القريب والبعيد. فهناك كثير من المشاريع لو تم تنفيذها في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات لكلفت نصف أو ربع تكلفتها اليوم، ولكان الاستثمار أتى في ظروف أفضل وأسرع، لو كان اهتم السابقون بالبنية التحتية لما بدأت الدولة المصرية إعادة الهيكلة من المربع صفر!.
لنا أن نفخر أننا لم نتأخر أكثر من ذلك وأننا اخترنا توقيت معركتنا بأنفسنا قبل أن تٌفرض علينا.
د. ماريان جرجس: كاتبة صحفية