سيطر احتفال مصر بالذكرى الـ 50 لنصر أكتوبر المجيد، على كتاب الصحف الصادرة، صباح اليوم /السبت/.
ففي عموده (في الصميم).. قال الكاتب جلال عارف إن خمسين عامًا من الأكاذيب الإسرائيلية التى تروج لها الصهيونية العالمية بكل أمكانياتها، لم تفلح فى إخفاء الحقيقة حول حرب أكتوبر المجيدة وانتصار مصر والعرب الذى أذهل العالم وأرغم المعاهد الكبرى المتخصصة فى الاستراتيجية والحروب أن تعيد النظر فى قواعد أساسية (أو كانت كذلك) قبل أن يغيرها جيش العبور العظيم فى حربه المنتصرة.
وأضاف الكاتب- في مقاله بعنوان (نصر أكتوبر.. أقوى من كل التزييف الصهيونى)- أن رغم الدعم الأمريكى غير المحدود، والمراوغات السياسية والضغوط الغربية.. فقد فرضت نتائج حرب أكتوبر نفسها على الجميع، ولم يكن ممكنًا إلا أن تنسحب إسرائيل من كل شبر من أرض مصر، وأن تنتهى للأبد حكاية أن جيش إسرائيل لا يهزم، وأن تتحول أكتوبر إلى جزء مهم مما تدرسه الأكاديميات العسكرية فى العالم بما قدمه أبطالنا فيها من إبداع عسكرى فاق كل التوقعات.
وتابع: "حتى الآن.. وبعد خمسين عامًا على أكتوبر المجيد، تظل محاولات تزييف الحقائق من جانب إسرائيل قائمة.. كما تظل محاولة تثبيت الصورة عند يونيو 1967 وكأنها لم تكن بداية حرب استمرت ست سنوات، وانتهت بصراخ رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير وهى تستغيث بأمريكا، وانهيار وزير الدفاع الإسرائيلي موشى ديان وهو يبكى ضياع إسرائيل بعد العبور العظيم، ومن أجل الهروب من حقيقة الهزيمة سخرت إسرائيل كل إمكانياتها، ووقفت الصهيونية العالمية تدعمها وتروج أكاذبيها.. وسوف تستمر فى ذلك لأن الكيان الذى قام على المزاعم الكاذبة لن يستطيع الاستمرار إذا أقر بالهزيمة.. خاصة إذا جاءت من مصر".
وأردف: "سيواصلون قصصهم الكاذبة وأفلامهم الزائفة.. وآخرها فيلم جولدا الأمريكى عن رئيسة وزرائهم أثناء هزيمتهم فى حرب أكتوبر.. وفى نفس الوقت يستمرون فى حجب وثائق التحقيق مع قياداتهم العسكرية والسياسية من لجنة إجرانات والتى انتهت بعزل كل القيادات العسكرية والسياسية التى كانت تقود إسرائيل فى هذا الوقت، ولن يقولوا لماذا عزلوا هؤلاء الذين حققوا لهم النصر المزعوم.. أو الهزيمة التى يحاولون عبثًا التغطية عليها".
وحول حرب أكتوبر أيضا.. قال الكاتب أسامة سرايا- في عموده (حكاية فكرة) بصحيفة (الأهرام)- إن الشهادة الجديدة لهنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكى الأسبق، فى حق بطل الحرب وصانع السلام الرئيس الراحل أنور السادات، والتى جاءت فى العيد الخمسين لانتصارات أكتوبر- أثبتت أخطاء الرافضين لطريقته فى معالجة الصراع بين مصر وإسرائيل، والتى تُوجت باتفاق سلام بين البلدين فى 1979، وعودة السيادة المصرية على كامل سيناء لاحقا.
وأضاف الكاتب- في مقاله بعنوان (السادات.. وعبقرية المصريين)- أن هؤلاء الرافضين حاولوا إثبات أن السادات لم ينتصر فى حرب أكتوبر، وأنه راهن رهانا خاسرا على الأمريكيين الذين ورطوه (حسب زعمهم) فى اتفاق أدى إلى جملة خسائر آنية ومستقبلية لمصر، والعالم العربى، والمفارقة أنه فى الذكرى الخمسين لانتصار أكتوبر كان بيننا كتاب كيسنجر (The leadership) الذى لم يتخل فيه عن رواياته السابقة، وأعاد الاعتبار للسادات بوضعه ضمن 6 شخصيات عالمية بلورت سياساتها الداخلية والخارجية معنى "القائد"، وخصائص عملية القيادة الناجحة فى ظروف تبدو غير مواتية، وسباقات تتسم بالاضطرابات، وعدم اليقين.
وتابع: "أعتقد أن القراءة الموضوعية لشهادة كيسنجر تشير إلى أن السادات وضع فى سياساته القيم الأخلاقية، والإنسانية، مع الاستعداد للمغامرة من أجل تحقيق الأهداف، وقد شرح كيسنجر (داهية أمريكا) عبقرية السادات، الذى ملك مفاتيح الاستراتيجيات بعيدة المدى، كما وصفته جولدا مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية، وقتها، بــ "الثعلب"، وقد وصف المؤرخ الكبير جمال حمدان نصر أكتوبر بأنه ليس مجرد نصر استراتيجى على نكسة يونيو الأليمة، لكنه نقطة تحول مؤثرة فى تاريخ الصراع العربى- الإسرائيلى، ومغزاه أكبر من أبعاده العسكرية، والسياسية".
وفي عموده (الخط المستقيم) بصحيفة (الجمهورية).. قال الكاتب أحمد العطار إن كل يوم تتكشف حقائق جديدة فى حياة داهية السياسة والحرب والسلام أنور السادات.. كل يوم تظهر أسرار وخفايا وتفاصيل دقيقة مذهلة تجعلنا أكثر فخرًا واعتزازًا بهذا القائد الشجاع الذى جاء من بعيد ليقود مصر وسيناء محتلة.
وأضاف الكاتب- في مقاله بعنوان (السادات وأكتوبر.. ونصر العزة والكرامة)- أن السادات تسلم تركة ثقيلة.. وجزء كبير وغال من أرضها محتل.. عدو يتربص بك.. يطمع فى المزيد من أرضك وخيراتك وثرواتك.. وعالم منحاز لإسرائيل باعتبار أنها الطرف الأقوى وصاحبة اليد الطولي.. أما العرب فمازالوا يعيشون آثار الهزيمة المرعبة وقد احتلت أجزاء واسعة من أراضيهم بطول الشريط الحدودي للكيان الصهيوني المغتصب.
وتابع: "كان على السادات اتخاذ قرارات صعبة ومصيرية.. بدأ بالجبهة الداخلية.. وفى العام الثانى من حكمه طرد الخبراء السوفيت.. ثم جاء العام الثالث ليكون عام الحرب وتحرير الأرض والعرض واستعادة الهيبة والكرامة.
وأشار إلى أن السادات بدأ بالسلام.. وطرح مبادرات دبلوماسية لاستعادة سيناء وعودة إسرائيل لحدود ما قبل الخامس من يونيو.. لكن إسرائيل رفضت بغطرسة المنتصر وغرور القوى مفتول العضلات.. بينما أمريكا رفضت دعوة السادات ويده الممدوة بالسلام ووجه الداهية هنرى كيسنجر رسالة معناها أن العالم لا يستطيع أن يساند رجلا ميتا لايحرك ساكنًا.. الرسالة مؤلمة تزيد السادات والمصريين عمومًا إحباطًا على إحباطهم.
وأوضح أن رسالة الداهية الأمريكي زرعت روح الأمل في النصر فى نفس السادات ونقلها إلى قلوب المصريين جميعًاــ مدنيين وعسكريين ــ وساعتها اتخذ السادات القرار الصعب في الوقت الصعب في ظروف غاية فى الصعوبة والتعقيد.. وبروح الإليمان بالله والثقة في نصره-عز وجل- وبتضحيات الجنود الشجعان استطعنا فى 6 ساعات فقط هزيمة الجيش، الذي لا يقهر وتحرير أجزاء كبيرة من أرض سيناء الغالية.