التوائم الملتصقة أو ما يُسمى بالتوائم السيامية، هم توائم متماثلة ارتبطت أجسادهم في الرحم، وهي ظاهرة فريدة من نوعها، تُصبح نقمة عند البعض وتسرق فرحة الأب والأم بمولدهما عندما يجدوهم توائم ملتصقة ولكن مع تطور الطب الحديث أصبح انفصال التوائم الملتصقة ممكننًا، ويستطيع الطفلان أن يعيشا حياة طبيعية بعد الانفصال.
وترصد «البوابة نيوز» حالة جديدة لنجاح الطب الحديث في فصل توأمين بواسطة التدخل الجراحي في السعودية، وكذلك سنذكر بعض الحالات النادرة التي لم يكن التدخل الجراحي ضمن أولوياتهما، وذلك خلال السطور التالية:
نجاح عملية الفصل
اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية خبر نجاح الفريق الجراحي المختص، من فصل التوأم السيامي التنزاني "حسن وحسين"، وذلك بمستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض، وتم ذلك بعد عملية جراحية معقدة استغرقت 16 ساعة نفذت على 9 مراحل، وشارك فيها 35 من الاستشاريين والمختصين من أقسام التخدير وجراحة الأطفال وجراحة المسالك البولية للأطفال والتجميل والعظام، بالإضافة إلى الكوادر التمريضية والفنية.
تفاصيل عملية الفصل
وقام الفريق الطبي والجراحي لعملية فصل التوائم السيامية بقيادة المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية رئيس الفريق الدكتور عبدالله الربيعة.
وأشار الدكتور الربيعة أن العملية الجراحية تُجرى على 9 مراحل وتستغرق 16 ساعة، ويشارك فيها 35 من الاستشاريين والمختصين من أقسام التخدير وجراحة الأطفال وجراحة المسالك البولية للأطفال والتجميل والعظام، إضافة إلى الكوادر التمريضية والفنية، علما أن التوأم يشتركان في منطقة أسفل الصدر والبطن والحوض ولكل منهما طرف سفلي واحد ويشتركان في طرف سفلي ثالث ومشوه، كما يلتصقان في الكبد والأمعاء والجهاز البولي وعضو تناسلي ذكري واحد وتشوّه بجدار البطن السفلي والمثانة البولية.
وأضاف أن البرنامج السعودي لفصل التوائم السيامية أشرف على 133 حالة من 24 دولة خلال 33 عاما وقام بفصل 58 حالة وتعد هذه الحالة رقم 59.
وقدمت والدة التوأم من جانبها شكرها وامتنانها لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين على قيام الفريق الطبي المختص بإجراء عملية فصل التوأم وتقديم العلاج اللازم لهما، منوهةً بما تقوم به المملكة من عمل إنساني كبير، مقدره حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة طيلة مدة إقامتها في المملكة.
* حالات لـ توائم عاشت ملتصقة دون انفصال
التوائم الملتصقة عبارة عن طفلين ولدا بجسد واحد، فمنهم التوائم الملتصقة المتماثلة وغير متماثلة ومنهم توائم ملتصقة كاملة بمعنى أن عند الانفصال يستطيع الطفلان أن يعيشا حياتهما طبيعية ولكن الأمر الأصعب حينما يولد التوائم الملتصقة غير كاملين فيصبح أمر انفصالهما صعبا.
لوري وريبا شابيل
ولدت الأختان «لوري وريبا شابيل» متصلتين من الرأس وهما حالة كل 2.5 مليون ولادة ولذلك أصبحتا من أصعب وأندر حالات التوائم الملتصقة، حيث عجز الأطباء حول فصلهما، وعاشتا لوري ورويبا ملتصقين، وأصبحت لوري مغنية ريفية ولها جمهورها.
آبي وبريتاني هينسل
على الرغم من أن التفكير والميول تختلف ولكن عاشا في جسد واحد هكذا تعيش آبي وبريتاني هينسل التوأمتان الملتصقتان في الجسد، ولدا التوأمتان في هينسل الأمريكية عام 1990 وتم معاملتهما كأنهما شخصين بالرغم من أن الجسد واحد حتى أنه تم استخراج رخصتين للقيادة لهما، عملا كمذيعات وكان لهما برنامج تلفزيوني شهير.
ماشا وداشا كريفوشليابوفا
أما التوأمان «ماشا وداشا كريفوشليابوفا» اللذان وُلدا في الاتحاد السوفيتي السابق في 3 يناير 1950، كانا من أصعب حالات التوأم الملتصق؛ بسبب التصاقهما في الخصر مع وجود رجل واحدة فقط لذلك كان أمر انفصالهما صعبًا للغاية ولكنهم حاربا الحياة حتى توفي الاثنان عن عمر يناهز الـ53عامًا.
قصة حزينة لـ توأم فضلتا الموت عن الانفصال
كانت واحدة من أشهر قصص التوائم في التاريخ، حيث فضل الأختان الموت معًا على الانفصال، لم يوافقا على إجراء عملية الانفصال رغم مرض إحداهما حتى انتقل المرض للأخرى وحدثت الوفاة.
بداية القصة
التوأمتان الملتصقتان هما مولودتان متصلتان جسدا ببعضهما، وتحدث حالة التوأم الملتصق عندما ينفصل المضغة بصورة جزئية فقط في مرحلة مبكرة من التكوين لتشكل جسمين منفصلين، على الرغم من أن الجنينين يتكونان من هذه المضغة فإنهما يظلان ملتصقين جسديا غالبا في منطقة الصدر أو البطن أو الحوض، ويمكن أن يشترك التوأم الملتصق في عضو داخلي واحد من أعضاء الجسم أو أكثر.
ولد الثنائي مارجريت وماري جيب في مقاطعة هامبدن، في ولاية ماساتشوستس بالولايات المتحدة الأمريكية في 20 مايو 1912 كتوأم ملتصق وقد ولدتا ولادة طبيعية.
كانت مارجريت وتوأمها ماري ملتصقتين عند الوركين في قاعدة العمود الفقري، وكانت أنظمة الدورة الدموية منفصلة إلى حد كبير، ولم يتشارك الثنائي أي أعضاء داخلية رئيسية.
وطلب الأطباء بمجرد الولادة إجراء عملية فصل للتوأم الملتصق لكن الأهل رفضوا، وفي الثالثة من عمرهما ومع انتشار صور كثيرة لهما تواصل الجراحون مع الأسرة لإجراء عملية فصل للثنائي لكن الأسرة أصرت على الرفض، ربما خافت الأسرة عليهما من عملية الفصل لأن عمليات الفصل في هذه الفترة كانت تؤدي في الغالب إلى الوفاة.
لم يلتحقا التوأمتان بالمدارس وأتمتا تعليمهما في المنزل عن طريق مدرسين خصوصيين، وفي سن السادسة عشر قررا هجر المنزل وعيش حياتهما الخاصة، كانت تجربة مثيرة أن يتشاركا في كل شيء، الملابس والهوايات والاهتمامات.
التحق الثنائي بالعمل الفني رغبة منهم في خوض تجربة فنية تضعهم في مصاف المشاهير على غرار الأخوات هيلتون (ديزي هيلتون وفايوليت هيلتون) وقدما بطولة مسرحية فودفيل ورقصوا وعزفوا على البيانو لكنهم لم يحققا الشهرة التي يطمحا لها.
خطوبة مارجريت
في سنة 1929 وهي بعمر السابعة عشر تمت خطبة مارجريت لكارلوس دانيال جوزيف من مكسيكو سيتي (العاصمة الفيدرالية للمكسيك)، والتقت به أثناء ظهورهما في عرض مسرحي في نيو أورلينز (أكبر مدن ولاية لويزيانا)، تقدمت مارجريت وكارلوس جوزيف بطلب للحصول على رخصة زواج لكن هذا لم يتم، ولم يحدث حفل زفاف على الإطلاق ولا يعلم أحد على وجه الإطلاق مصير هذه العلاقة، لكن المؤكد أن الخطبة تمت وتم نشر صور الثنائي في الصحف والمجلات.
مصير الثنائي
واصلت الشقيقتان تقديم عروضهما في الثلاثينيات وعملوا في السيرك وسافروا مع بارنوم وكول براذرز لعدد من الدول وظهروا في باريس وألمانيا وسويسرا والولايات المتحدة، وفي عام 1942 تقاعد الثنائي من المسرح وعادتا إلى هوليوود مرة أخرى ليفتتحا متجر ماري ومارجريت للهدايا، وظلا في العمل حتى عام 1949 عندما تقاعدتا من الحياة العامة تماما وعاشتا حياة منعزلة تقريبا.
نهاية حزينة للتؤام الشهير
حينما تقدم التوأمتان في العمر بدأت مارجريت تُعاني من مشاكل صحية التي اضطرتها للخضوع لعمليتين جراحيتين، واحدة في عام 1946 لإزالة حصوة من المثانة والأخرى في عام 1953 لإزالة ورم ليفي، لكن رفض الثنائي أساسا فكرة فك الارتباط وكانا يرفضان مناقشة الفكرة من الأساس حتى لو كان هذا يعني وفاتهما سويا.
في عام 1966 تم تشخيص إصابة مارجريت بسرطان المثانة، وفي سنة 1967 انتشر المرض في الرئتين وظل الثنائي يرفضون فكرة الانفصال، وبنهاية عام 1967 انتشر السرطان أيضا في ماري.
معًا حتى النهاية
وفي نهاية المطاف استسلمت التوأمتان للمرض في سن 55 عاما ليرحل الثنائي سويًا مثلما جاءتا إلى الدنيا سويًا، في 29 أغسطس 1967 ولم يفصلا حتى بعد الموت؛ وتم دفنهما في نعش مخصص لهما، لكي تظل قصتهما واحدة من أشهر قصص التوأم في التاريخ.
أقدم توأم سيامي في العالم
وعندما نرجع لتاريخ حدوث حالات التوائم الملتصقة المسماة بـ«السيامي» نرى أن تلك الحالات حدثت بالفعل منذ زمن بعيد حيث كان روني ودوني جاليون هما أقدم توأم ملتصق في العالم والتوأم الملتصق الوحيد من الذكور.
وتم تسجيلهما في موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأكبر التوائم الملتصقة الأكبر سنًا في عام 2014، بعد أن بلغوا 63 عامًا، وقد تم تسجيل قصة حياتهما في فيلم وثائقي يحمل اسميهما.
التوأمان «روني» و«دوني جاليون»
وتوفي التوأمان الأمريكيان "روني ودوني جاليون" عن عمر يناهز الـ 68 عاماً، حيث أنهما أكبر توأم ملتصق وأطولهم عمرًا في العالم ودفنا في مسقط رأسهما بولاية أوهايو الأمريكية.
التوأمان عاشا وجهًا لوجه طوال عمرهما وهما ملتصقان من عظمة القص أو الصدر إلى الفخذ مع مجموعة واحدة من الأعضاء الهضمية السفلية، بينما ولد كل منهما بقلب ومعدة منفصلة عن الآخر ولدى كل منهما الذراعين والساقين.
