تحتفل مصر في 6 أكتوبر من كل عام بذكرى الانتصار العظيم في حرب أكتوبر المجيدة، على العدو الصهيوني الذي كان يستحوذ على سيناء، واستعادت مصر في ذلك اليوم بفضل الله سبحانه وتعالى ثم قواتنا المسلحة التي حاربت بكل شجاعة واستبسال من أجل استعادة أرض سيناء الغالية، وقدم جنودنا البواسل كل غالٍ ونفيس وضحوا بدمائهم الذكية لتحرير الأرض واستعادة العزة والكرامة.
وفي السطور التالية تعرض «البوابة نيوز» وثائق لصحف عالمية وثقت حرب أكتوبر منذ نصف قرن من بداية 7 أكتوبر حتى انتهاء الحرب، وشهادة عميد بالجيش المصري لمشاهد حدثت في اليوم السابق ذكره، وكذلك بعض المشاهد النادرة لانتصار 1973 للقوات المسلحة المصرية، كالتالي:
كانت حرب أكتوبر 1973، أحد أهم وأعظم الأحداث التاريخية التي شهدتها العالم، ولكن لم تكن تعلم تلك الصحف أنها على موعد مع حدث جلل لم يحدث من قبل فكانت مصر تسطر ملحمة تاريخية عظيمة بفضل جيشها الذي لا يقهر وجنودها البواسل فكيف وثقت الصحف العالمية هذا الانتصار العظيم والأحداث المتتالية التي وقعت من العيار الثقيل قبل 50 عاما من تلك الذكرى، فكان هناك كم من الأحداث.. من بداية إصرار وعزيمة جنود مصريين عزموا على رسم ملحمة متكاملة الأركان.. وفي الجهة الأخرى تحطم أسطورة زائفة لجيش زعموا أنه لا يقهر فسقط كحبات عقد منفرط مع اندفاع خراطيم المياه التى استطاعت ببراعة مصرية خالصة أن تشق طرقًا لها فى ثنايا خط بارليف وما تلاها من أحداث وبطولات لجنودنا البواسل، فكيف وثقت الصحف العناوين في الصفحات الأولى لجرائد الأيام التالية للانتصار على مستوى العالم؟
ودلت القراءة المتعمقة لأرشيف الصحف العالمية فى الأيام التالية لحرب 6 أكتوبر، أنه كانت هناك محاولات للحياد فى التعامل مع الحدث الكبير، على الرغم من الانحيازات التي كانت واضحة لصالح إسرائيل قبل اندلاع المعركة، وما تلاها من تقارير تعكس صدمة المفاجأة، وصولًا إلى الاعتراف بانهيار "أسطورة الأوهام" التى حاول الإعلام الأمريكي والغربي أن يحيط بها دولة الاحتلال.
حياد أمريكي "فاتر"
صدرت لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بعد العبور صباح الـ7 من أكتوبر، في المانشيت الرئيسى يصف مشهد الحرب، تحت عنوان "العرب والإسرائيليون يتقاتلون على جبهتين.. والمصريون يعبرون قناة السويس"، وسردت الصحيفة تفاصيل العبور القوات المصرية لقناة السويس فى اليوم السابق للطبع، بقولها أن المعارك الدائرة مكثفة بين الجانبين المصرى والسورى من جهة، والإسرائيلى من جهة أخرى. فيما جاء التقرير مصحوبًا بإشارة عناوين فرعية لمناشدات وزير الخارجية الأمريكى فى ذلك الوقت هنرى كيسنجر، لوقف إطلاق النار، والتى قالت الصحيفة إنها "بلا جدوى".
نيويورك تايمز
وبعد مرور أسبوع من المعارك بين الجانبين، وفى يوم 15 أكتوبر، جاء المانشيت الرئيسى لصحيفة «نيويورك تايمز»، فى الصفحة الأولى لنيويورك، تحت عنوان: "القوات المصرية تشن هجوما كبيرا فى سيناء.. وخسائر كبيرة فى الدبابات الإسرائيلية"، وجاء فى متن التقرير الرئيسي للصحيفة: "ذكرت القيادة العسكرية المصرية أن القوات شنت هجوما عامًا على طول جبهة سيناء واحتلت مناطق جديدة كبيرة من الصحراء فى قتال عنيف.. ودمر المصريون بعد تسعة أيام من توغلهم عبر قناة السويس 150 دبابة إسرائيلية وأسقطوا ما لا يقل عن 44 طائرة إسرائيلية بما فى ذلك طائرتا هيلكوبتر".
وذكر التقرير الخاص بالصحيفة سرد الرواية الإسرائيلية، حيث كتبت: «نفت إسرائيل وقوع هجمات مصرية عنيفة على طول جبهة القتال التى يبلغ طولها 100 ميل شرق القناة»، وزعمت أنها أوقفت أكثر من 220 دبابة مصرية عن العمل. وقال المتحدثون الإسرائيليون أن المصريين فشلوا فى اختراق الخط في أي وقت.
ورصد التقرير انطباع المصريين عن تطورات المعركة، مشيرًا إلى أن الرئيس السادات لم يتفوه بأى كلمة علنية منذ بدء القتال، وكان ظهوره الوحيد فى مسجد لصلاة الجمعة مع مسئولين آخرين، كما التزم جميع الوزراء الآخرين الصمت فى بلد اتُهمت فيه القيادة فى كثير من الأحيان بالكلام المفرط، وأكد هذا على مزاج الجدية وكذلك وعى السكان بأن الحرب قد تكون طويلة وصعبة على الرغم من النجاحات الأولية".
صحيفة واشنطن بوست
واضطرت «اشنطن بوست» فى الثامن من أكتوبر أن تفصح عن الحقيقة لتؤكد أنباء عبور الجيش المصرى من مراقبى الأمم المتحدة، والذى صدق على الأخبار المصرية بالعبور إلى الضفة الشرقية للقناة، وقالت: «إن المصريين حققوا نصرا نفسيا على إسرائيل، فى إشارة إلى استعادة مصر السيطرة على قناة السويس، ووصفته الصحيفة الانتصار بأنه لا مثيل له.
وكالة رويترز
فى يوم 11 من أكتوبر كتبت وكالة رويترز، تقول: إن حرب أكتوبر كانت الأكثر ضراوة التى تم شنها منذ حرب 1948، وكان واضحا أنهم، أى الإسرائيليون، خسروا المبادرة فى هذه الحرب، وتراجع الجيش الإسرائيلى بسبب النطاق الواسع للأسلحة المتطورة التى تم استخدامها فى الحرب من قبل التحالف العربى.
مجلة نيويورك
ووصفت مجلة نيويورك، حرب أكتوبر بأنها الوحيدة، بين أربع حروب بين العرب وإسرائيل، التى تفوق فيها المصريون على الإسرائيليين، وكان عبور قناة السويس جريئا وعبقريا بإزالة السواتر الرملية الدفاعية العملاقة بخراطيم المياه عالية الضغط، وإقامة الجسور العائمة، وعبور الكوماندوز القناة فى زوارق مطاطية مكشوفة.
ووصفها الصحف البريطانية حجم ما حققته مصر، وتحدثت عن زيف أسطورة قوة إسرائيل فكان لها، قائلة: لقد اتضح أن القوات الإسرائيلية ليست مكونة كما كانوا يحسبون من رجال لا يقهرون، وأن الثقة الإسرائيليّة بعد عام 1967 قد بلغت حد الغطرسة الكريهة التى لا تميل إلى الحلول الوسط، وهذه الغطرسة قد تبخرت فى حرب أكتوبر، وذلك يتضح من التصريحات التى أدلى بها المسئولون الإسرائيليون بمن فيهم موشى ديان نفسه.
صحيفة ديلي ميل
وقالت صحيفة ديلى ميل في وصفها أن للأسبوع الذى شهد اندلاع الحرب، بأنه أسبوع تأديب وتعذيب لإسرائيل، ومن الواضح أن الجيوش العربية تقاتل بقوة وشجاعة وعزم، مضيفة أنه من الواضح أن العرب يقاتلون ببسالة ليست لها مثيل، ومن المؤكد أن عنف قتالهم له دور كبير فى انتصاراتهم، وفى نفس الوقت ينتاب الإسرائيليون إحساس عام بالاكتئاب لدى اكتشافهم الأليم الذى كلفهم كثيرًا، أن المصريين والسوريين ليسوا فى الحقيقة جنودًا لا حول لهم ولا قوة، خاصة مع الدلائل التى كشفت أن الإسرائيليين كانوا يتقهقرون على طول الخط أمام القوات المصرية والسورية المتقدمة.
المشير «الجمسي» يكشف عن مذكراته خلال الحرب
يقول اللواء محمد عبد الغنى الجمسي رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 في مذكراته: فى صباح اليوم التالى 7 أكتوبر كانت قواتنا قد نجحت في الهجوم والعبور مع اقتحام أعقد مانع مائى، وحطمت خطا دفاعيا محصنا، وأنشأت خمسة رؤوس كباري في سيناء بواسطة خمس فرق مشاة وقوات قطاع بورسعيد بعمق 6 - 8 كيلو مترات بعد خمس معارك هجومية ناجحة، ورفعت الأعلام المصرية على أرض سيناء.
- وفي يوم 7 أكتوبر تحرك إلى سيناء فرقتان مدرعتان إحداهما بقيادة الجنرال أبراهام أدان على المحور الشمالي في اتجاه القنطرة والفرقة الأخرى بقيادة الجنرال أريل شارون على المحور الأوسط في اتجاه الإسماعيلية بالإضافة لفرقة مدرعة كانت موجودة في الجبهة منذ بداية الحرب بقيادة الجنرال مندلر وبذلك أصبح لدى إسرائيل حوالى 950 دبابة بالجبهة مشكلة في ثلاث فرق مدرعة تحت قيادة ثلاثة من القادة البارزين في الجيش الإسرائيلي.
- وصباح يوم 7 أكتوبر أبلغ رئيس الأركان الجنرال داڤيد إليعازر"، الجنرال جونين قائد الجبهة الجنوبية، بأنه لا يستطيع تقديم معاونة جوية في الوقت الحالي للجبهة الجنوبية، بسبب الموقف الخطر في جبهة الجولان، فقد وصلت القوات السورية في بعض الأماكن إلى منحدرات الجولان، والخطورة أن يتمكنوا من الوصول إلى المستوطنات.
عميد سابق عن سحق دبابات العدو في 7 أكتوبر: «المنظر كان يفرح»
أوضح العميد محمد عبد المنعم يوسف قائد الفصيلة الثالثة، السرية الأولى بالكتيبة 335 مشاة، لواء النصر، في حرب السادس من أكتوبر، تفاصيل القضاء على خط بارليف خلال حواره مع الإعلامي محمد الباز، مقدم برنامج "الشاهد"، على قناة "إكسترا نيوز"، قائلًا: "اخذنا القوارب ونزلنا بها المياه حتى نعبر، وأول دفعة استخدمت القوارب اصطحبت سلما بالحبال".
وأضاف «عبدالمنعم»: "كنا نرى خط بارليف من الضفة الغربية صغيرا، ولكن عندما ذهبنا إلى الضفة الشرقية وجدنا ارتفاعه 25 مترا بزاوية ميل تقل عن 45 درجة،وبالتالي، فقد كان عبوره صعبا، وبخاصة أن بعض أفراد المشاة كانوا يحملون مدافع وزنها 86 كجم، وكان لابد لهم من استخدام الحبال".
وتابع: "كانت لدينا مهمة مباشرة، وهي أن نعبر ونقف في مكان محدد وندخل حتى 5 كم ونقوم بتكوين مواقعنا الدفاعية وعندما يتم تأمين الضفة الشرقية بدأ المهندسون العبور باللنشات ومعها طلمبات المياه".
وأكمل، أن مصر استوردت طلمبات من ألمانيا باسم وزارة الزراعة ودخلت مخازن الوزارة وقبل الحرب بأيام خرجت هذه الطلمبات حصلت القوات المسلحة عليها وجرى توزيعها على وحدات المهندسين.
واختتم حديثه: «في يوم 7 من أكتوبر شاهدنا دبابات العدو وتم الاشتباك والتعامل معها وكان مشهد سحق الدبابات الإسرائيلية يفرح»، لأن الدبابة الضخمة بتاعتهم كان الصاروخ يضربها ويخليها كتلة متطايرة من النار، وكانت العملية حلوة".
مشاهد نادرة من الانتصار العظيم
في النهاية كان للقوات المصرية وما حققته من انتصار وملحمة تاريخية عظيمة سطرها التاريخ ونصرًا مجيدًا على العدو الإسرائيلي كان واضحا مثل الشمس الذي من الصعب حجب حقيقته مهما حاولوا من إخفاء الحقائق أو تزييفها، حيث انتصر الجنود المصريون بعزيمتهم وإراداتهم، ليكتبوا التاريخ بدمائهم فعبروا القناة وحطموا خط بارليف الحصين، ونجحوا في استرداد أرض سيناء المصرية، وننشر صورًا نادرة من حرب أكتوبر العظيمة بعد مرور نصف قرن على الانتصار العظيم للقوات المسلحة المصرية، كالتالي: