عقب اندلاع ثورة 1952، تطور المسرح في مصر بسرعة شديدة وانغرس في المجتمع، بعدما أدخل المسرح إلى مؤسسات الدولة لتزدهر التجربة المسرحية المصرية رغم أزماتها المتتالية، ليبقى المسرح المصري مصدر إشعاع لكامل المسرح العربي، فقد لعب المسرح المصري دورًا بارزًا في مواكبة الأحداث السياسية طوال مسيرته الفنية، والذى حمل على عاتقه التصدى لكثير من القضايا بداية من قضية الصراع العربي الصهيوني للنكبة الفلسطينية عام 1948.
جاء ذلك بالإضافة إلى المعارك والحروب التي خاضتها مصر بداية من «بورسعيد» في 1956، ويونيو 1967، ونصر أكتوبر المجيدة عام 1973، وكان المسرح مشاركًا فعالًا في صنع وتمهيد الطريق لأحداث العبور، ولعب المسرحيون دورًا كبيرًا ومؤثرًا بعد نكسة 1967، في مواجهة مشاعر الإحباط واليأس، والمساهمة في بث روح الجماهير لخوض معركة جديدة لاسترداد العزة والكرامة لمصر.
فقد استطاع الجندى المصري بمساندة كل أطياف الشعب تحقيق المعجزة لتحويل هزيمة نكسة 67 إلى انتصار، وهي أكتوبر المجيدة 1973، فكانت ملحمة العبور بكل أحداثها الدافع الرئيسي لتقديم عدد كبير من العروض المسرحية الوطنية التي تناولت قضية الصراع العربي الصهيوني، وكيفية استرداد الكرامة والعزة العربية، وفي السطور التالية نسعرض بعض آراء المسرحيين والنقاد حول كيف وثق المسرح المصري انتصارات حرب أكتوبر المجيدة، وكيف كان حاله بعد نكسة 67.
عصام السيد: المسرح المصري قدم عروضًا عن نصر أكتوبر بدأت بـ«حدث فى أكتوبر»
قال المخرج المسرحي عصام السيد، إنه بعد النكسة بدأت الدولة في تخفيض عدد الفرق التابعة لها، والحقيقة أنها ضمت فرق التليفزيون المسرحية إلى وزارة الثقافة، وتولت الثقافة دمج بعض الفرق وإلغاء بعضها دون الضرر بموظفيها، ولكن بشكل عام تقلص الإنتاج المسرحي الحكومي من ناحية الكم، ولكن تم الاهتمام بالكيف، وبرغم النكسة كانت هناك عروض جريئة، وبعد النكسة أيضًا ظهرت الفرق المسرحية الخاصة مثل الفنانين المتحدين، ولكن تلك الفرق لم تنتشر إلا مع الانفتاح في منتصف السبعينيات.
وأضاف السيد، أن المسرح المصري قدم عدة عروض عن نصر أكتوبر، لعل أولها كان عرض «حدث فى أكتوبر» إنتاج المسرح القومي، للكاتب المسرحي إسماعيل العادلي وإخراج كرم مطاوع، ومن بطولة محمود ياسين، وسهير المرشدي، وشفيق نور الدين، وأشرف عبدالغفور، وآخرون، وعرض «مدد» الذى كان عن مجموعة أشعار، ثم جاءت عروض أخرى مثل «حراس الحياة»، للكاتب محمد الشناوى، وإخراج أحمد عبدالحليم، و«جبل المغماطيس» من تأليف سعيد عبدالغني، وإخراج فهمي الخولي، و«القرار» للمؤلف سعيد عبدالغني، وإخراج مجدي مجاهد.
وأوضح السيد، أن تقديم عروض عن نصر أكتوبر تقلص أثناء فترة الانفتاح، حيث طغى المسرح التجارى، كما أعتقد أن مسار الأحداث من الارتماء في حضن الرأسمالية واعتبار أن أمريكا صديقة، ثم الصلح مع إسرائيل لم يكن مناخا مناسبا لتقديم عروض عن النصر
وأشار السيد، إلى فترة حكم مبارك تم اختصار نصر أكتوبر في الضربة الجوية، وبرغم هذا فقد ظهرت عروض من إنتاج وزارة الدفاع، ووزارة الإعلام جيدة، لكنها كانت تعرض لليلة واحدة فى حضور مسئولى الدولة ويتم بثها مباشرة فى التليفزيون فقط.
أحمد عبدالرازق أبوالعلا يوضح أسباب غياب عمق المسرح لانتصارات أكتوبر
وتساءل الكاتب والناقد المسرحي أحمد عبدالرازق أبوالعلا، عن المسرح والحرب «يونيو 67 - أكتوبر 73»، لماذا لم تنعكس قضايا الحربين في نصوص المسرح المصري؟
وقال أحمد عبدالرازق أبوالعلا: اتخذ المسرح بعد هزيمة يونيو 67 مظهرين: أولهما: ازدهار المسرح التجاري، والثاني: المسرحيات التي أطلق عليها الناقد فاروق عبدالقادر، اسم «مسرحيات السلطة» ويعني بها تلك المسرحيات التي ساندت النظام، بدون إدانته، وبين هذين النوعين، قُدمت مسرحيات قليلة جادة، فضلا عن أن المسرح التجاري اعتمد على الاقتباس من النصوص الأجنبية، وقدم عروضًا كوميدية مثل «قصة الحي الغربي»، و«العيال الطيبين»، و«سيدتي الجميلة»، و«هاللو دوللي»، و«مدرسة المشاغبين»، و«انتهي الدرس» كل تلك العروض الكوميدية قدمت ومصر تعيش في حالة حرب؛ أما عن مسرح السلطة، فهو المسرح، الذي ظهر بعد 67 لمناقشة قضية الهزيمة وعلاقة الشعب بالسلطة أو الزعيم، وطرح قضايا الواقع الذي فجرته الهزيمة مثل أعمال الكاتب المسرحي علي سالم «أنت اللي قتلت الوحش» عام 1970، و«عفاريت مصر القديمة» عام 1971، و«بلدي يا بلدي» لرشاد رشدي عام 1968.
وتابع: أما عن المسرحيات الجادة فكانت: «وطني عكا» لعبد الرحمن الشرقاوي عام 1967، وكانت أول مسرحية يقدمها المسرح المصري عن المقاومة الفلسطينية، وفي عام 1971 قدم يوسف إدريس مسرحيته «الجنس الثالث»، و«المخططين» عام 1969م، ومن المسرحيات الأخرى الجادة التي عالجت موضوع النكسة: «العرضحالجي» للكاتب المسرحي ميخائيل رومان، عام 1968م، و«المسامير» للكاتب المسرحي سعد الدين وهبة عام 1969م، و«سبع سواقي» لسعد الدين وهبة عام 1972، و«النار والزيتون» عام 1970 للفريد فرج، و"وطني عكا" عام 1969 لعبدالرحمن الشرقاوي، وللكاتب المسرحي محمود دياب مسرحيات "باب الفتوح" عام 1971، و«رجل طيب في ثلاث حكايات» وتتضمن ثلاث مسرحيات: "الغرباء لا يشربون القهوة"، و«الرجال لهم رءوس»، و«أضبطوا الساعات» عام 1970م، و«ليلة مصرع جيفارا» عام 1969م، لميخائيل رومان.
وواصل: وعلى الرغم من أن كاتبين مسرحيين هما: يسري الجندي، ومحمد أبوالعلا السلاموني، لا ينتميان لجيل الستينيات بالمعني الإجرائي المعروف، لأن أعمالهما عُرضت فوق خشبة المسرح، في السبعينيات والثمانينيات - إلا أنهما - معا - كتبا نصوصا في الستينيات، وأن لم تر النور إلا بعدها بسنوات كثيرة، ومنها ما يتعلق بمعالجة موضوع الهزيمة، فكتب يسري الجندي نصه «اليهودي التائه» في أواخر عام 1968 وبداية عام 1969، وكتب محمد أبوالعلا السلاموني نصه «رواية النديم عن هوجة الزعيم» عام 1970، ويؤكدان معا- في نصيهما- على فكرة المقاومة "مقاومة الهزيمة"، ومن الجدير بالذكر أنه تم إيقاف بعض العروض المسرحية من قبل الرقابة، ومنها: «العرضحالجي»، و«المسامير».
وأضاف أبوالعلا، أنه بعد أن حدثت هزيمة 67، سقط الحلم، وسقط الزعيم، وباتت أحلام الثورة مجرد شعارات، لأن الفرصة لم تسمح- في ظل هزيمة يونيو- لتحقيق ما أرادت ثورة يوليو أن تحققه، أو- بعبارة أخري- تستكمله، تلك اللحظة التراجيدية التي عاشها كتاب مسرح الستينيات، تركت تأثيرًا بالغًا ليس فقط، على إنتاجهم المسرحي، لكن على رؤيتهم، وموقفهم من الثورة ذاتها، ومن زعيمها، ومنهم من صمت ولم يعبر عنها مسرحيا؛ وبرغم ما كان لحرب يونيه 1967 من نتائج مروعة منها احتلال أجزاء من الأرض العربية في سيناء والجولان، فضلا عن توقف حركة الملاحة في قناة السويس، وبرغم ما كان لحرب أكتوبر نتائج مبهجة كُللت بالانتصار وبعبور القناة، وسقوط خط بارليف المنيع، إلا أنه في الحالتين لم تنعكس قضايا الحربين في نصوص المسرح المصري، والسؤال: لماذا؟
وأوضح أبو العلا، أن هناك مجموعة من الأسباب يمكن إجمالها في التالي أولا: ضرورة مرور فترة طويلة على الأحداث، تساعد الكاتب على معالجتها فنيًا، بعيدًا عن المباشرة والخطابية، والانفعال، وثانيًا: هناك من النقاد من ذكر أن السبب يرجع إلى أن كُتَّابنا لم يكتبوا مباشرة بنيران الحرب، ومن كتب منهم جاءت كتابته مباشرة وانفعالية، والسبب الثالث: أن الانفعال يولد أعمالا لا قيمة لها، أما التأمل فهو الوسيلة الناجعة لتقديم إبداع حقيقي، يبقي مع مرور الأيام ولا تذهب قيمته، والسبب الرابع: يعود إلى المتغيرات السريعة المتلاحقة التي لم تهدأ، حتى يستطيع الكاتب متابعتها، وفهمها واستيعابها، ومنها «حرب الاستنزاف» بعد الهزيمة، وحتى اتخاذ القرار بحرب التحرير في أكتوبر 1973، ثم المتغيرات التي جاءت عقب الانتصار، وأولها: انتهاج سياسة «الانفتاح الاقتصادي» عام 1974 أي بعد الحرب بعام واحد، وجاء هذا المتغير، تمهيدًا لمتغير أكبر وهو «اتفاقية كامب ديفيد» عام 1978، وبعدها بعام واحد عقدت "اتفاقية السلام مع إسرائيل" في 26 مارس 1979، وقبل التاريخين قام السادات بزيارة القدس في 19 نوفمبر عام 1977، كل هذا حدث بعد انتهاء الحرب بأربعة أعوام فقط، فكيف يستطيع الكُتاب التعبير عن حرب أكتوبر في ظل تلك المتغيرات الكبيرة المتلاحقة؟ تلك التي ترتبت عليها نتائج كثيرة، تركت تأثيرًا على «الواقع» الاجتماعي، والاقتصادي، والسياسي، وهو المرجعية التي تنطلق منها الرؤى الفنية، والمواقف الفكرية! فالعروض التي قدمت كلها دعائية، ومباشرة، وتسجيلية، ولا ترقى لمستوي النص المسرحي الدرامي الصحيح، الذي يعالج قضية الحرب بمفهومها الشامل بشكل فني حقيقي.
عمرو دوارة: المسرحيون لعبوا دورًا مؤثرًا بعد نكسة 67 لمواجهة مشاعر الإحباط واليأس
ويشير المؤرخ المسرحي الدكتور عمرو دوارة، في كتابه "المسرح المصري 150 عاما من الإبداع" إلى أن حرب أكتوبر عام 1973 جاءت بادرة الأمل أمام الإرادة المصرية والعربية لتثبت لذاتها قبل أن تثبت للعالم أنها إرادة الشعوب القادرة على عبور المحن والهزائم مهما كانت شدتها، وفي فورة الحماس عمل المسرحيون على تقديم عدد من العروض الحماسية الوطنية، فقدم المسرح القومي عروض «أقوى من الزمن» ليوسف السباعي، وإخراج نبيل الألفي، و«صلاح الدين» لمحمود شعبان، وإخراج كمال حسين، و"حدث في أكتوبر" لإسماعيل العدلي، وإخراج كرم مطاوع، و«حبيبتي شامينا» لرشاد رشدي، وإخراج سمير العصفوري عام 1973، و«سقوط خط برليف» لهارون هاشم رشيد، وإخراج سناء شافع عام 1974، و«النسر الأحمر» لعبدالرحمن الشرقاوي، وإخراج كرم مطاوع عام 1975، و«باب الفتوح» لمحمود دياب، وإخراج سعد أردش عام 1976.
وكذلك قدمت فرقة «المسرح الحديث» بعض العروض الوطنية من أهمها «مدد مدد شدي حيلك يا بلد» لزكي عمر، وإخراج عبدالغفار عودة عام 1973، و«رأس العش» لسعد الدين وهبة، وإخراج سعد أردش، و«العمر لحظة» ليوسف السباعي، وإخراج أحمد عبدالحليم، و«الحب والحرب» لشوقي خميس، وإخراج عبدالغفار عودة، في العام 1974، كما شاركت فرقة "مسرح الطليعة" بتقدين ثلاثة عروض وهي: «القرار» لسعيد عبدالغني، وإخراج مجدي مجاهد، و«جبل المغماطيس» لنفس المؤلف، وإخراج فهمي الخولي، و«حراس الحياة» لمحمد الشناوي، وإخراج أحمد عبدالحليم عام 1974، وأيضا قام قطاع «الفنون الشعبية والاستعراضية» بتقديم عدة مسرحيات غنائية استعراضية من أهمها: «حبيبتي يا مصر» لسعد الدين وهبة، وإخراج سعد أردش عام 1973، و«الحرب والسلام» ليوسف السباعي، وإخراج محمود رضا، ومحمد صبحي، عام 1974، و«بلدنا» لحسام حازم، وإخراج أحمد زكي عام 1978، و«نوار الخير» لتوفيق الحكيم، ونجيب محفوظ، وإخراج حسن عبدالسلام عام 1979.
وبرغم كثرة الأعمال السابقة نسبيا إلا أنه يجب ملاحظة أن عددا كبيرا من هذه المسرحيات قد كتبت وقدمت في عجالة بحيث أصبحت أقرب إلى عروض المناسبات والاحتفالات التي يصعب إعادة تقديمها بعد ذلك من خلال عروض الريبرتوار، كما أن هناك عددا آخر من المسرحيات لم تتناول معركة أكتوبر وملحمة العبور بصورة مباشرة وإن نجحت في القاء ظلالها عليها من خلال الربط بين أحداث الماضي والحاضر ومن بينها على سبيل المثال كل من مسرحيات "صلاح الدين الأيوبي، وباب الفتوح، والنسر الأحمر"، حيث تناولت كل منها أحداث الحرب الصليبية وبطولات الناصر صلاح الدين الأيوبي، للأسف فقد استمر الصراع بين عدد من المبدعين والنظام حتى بعد انتصار أكتوبر ففي صيف 1975 أودع في السجون مجموعة من بينهم: "صلاح عيسى، وإبراهيم منصور، وأحمد فؤاد نجم" وبدأت وتوالت هجرة بعض الكًتَّاب والشعراء والمثقفين إلى الخارج بعضهم إلى الدول العربية منهم: "د. علي الراعي، وسعد أردش، وكرم مطاوع، وأحمد عبدالحليم، ورجاء النقاش، وفؤاد دوارة، وعبدالغني قمر"، والبعض الآخر إلى أوروبا منهم: «أحمد عبدالمعطي حجازي، وغالي شكري، ومحمود السعدني، ومحمد عفيفي، وعبدالرحمن الخميسي».
وقد شارك المسرح المصري بدوره الموازي لحرب الاستنزاف، وقدمت على خشباته العديد من العروض التي ترفض الهزيمة وتدعو لضرورة الاستعداد للمعركة الكبرى والعمل على رفع الروح المعنوية، ومن أهم العروض المقدمة، وهى: «كوابيس في الكواليس» لفرقة المسرح القومي عام 1967، من تأليف سعدالدين وهبة، وإخراج كرم مطاوع، و«وطني عكا» عام 1969، لعبدالرحمن الشرقاوي، وإخراج كرم مطاوع، و«ليلة مصرع جيفارا» من تأليف ميخائيل رومان، وإخراج كرم مطاوع، و«النار والزيتون» عام 1970، من تأليف ألفريد فرج، وإخراج سعد أردش، التي تناولت القضية الفلسطينية، ويمكن إدراجها تحت مسمى «المسرح التسجيلي»، حيث اعتمد المؤلف على الوثائق الخاصة بمنظمة التحرير الفلسطينية والحقائق التاريخية والتقارير الصحفية والبيانات والدراسات التي تناولت القضية بالبحث والتحليل، فيما شاركت الفرق المسرحية الأخرى بتقديم عروضها الوطنية، حيث قدمت فرقة المسرح الحديث من عام 1968 حتى 1971 وهى: «أغنية على الممر» من تأليف علي سالم، وإخراج أنور رستم، وقدم مسرح الجيب عرض «رسالة إلى جونسون» من تأليف عبدالرحمن الشرقاوي، وإخراج كرم مطاوع، وقدمت فرقة «مسرح الحكيم» مسرحيتى أرض كنعان «فلسطين 48»، و«الصليب» من تأليف محمد العفيفي، وإخراج جلال الشرقاوي، و«زهرة من دم» من تأليف سهيل إدريس، وإخراج كمال ياسين.
وشهد المجتمع المصري في منتصف سبعينيات القرن العشرين بعض التحولات الكبرى في الحياة السياسية، والاقتصادية، والإجتماعية ومن أبرزها ذلك الانفتاح الاقتصادي الذي جاء بعد إنتصار أكتوبر، فأفرز طبقة جديدة من الانتهازيين أصحاب الدخول الطفيلية، بالإضافة إلى توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1978، وبجانب ذلك ازداد التطرف الديني الذي شجعته الدولة في البداية ليكون أداتها لضرب الثوار والاشتراكيين الذين اتهمتهم بالشيوعية! كما ظهرت القوانين الاستثنائية وتدخلت الرقابة بتعسف في رفض كثير من العروض المسرحية التي حاولت التعرض لموضوعات اجتماعية أو سياسية، وكانت هذه المتغيرات السريعة المتلاحقة سببا في غياب الرؤية الواضحة وتخبط المسرح المصري مثله كمثل باقي أوجه الثقافات المصرية الأخرى.
30 نصا مسرحيا وأوبريت عن بطولات أكتوبر
بعد هذا الانتصار قرر الأديب يوسف السباعي، وزير الثقافة، فتح المسارح مجانًا للجمهور، وذلك تعبيرًا عن الفرحة التي شاهدها العالم أجمع، وقد قام الدكتور سيد على إسماعيل، أستاذ المسرح بجامعة حلوان، ورئيس المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية الأسبق، بإهداء المكتبة المركزية للمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية 30 نصًا مسرحيًا و«أوبريت» لم تنشر إلى الآن، تلك النصوص قد بدأ تأليفها بدءًا من 6 أكتوبر المجيد وعبور أكبر مانع مائي في التاريخ، وهى عبارة عن مخطوطات ونصوص مطبوعة، وأغلب هذه النصوص تتناول موضوعات حول بطولات القوات المسلحة المصرية لانتصار أكتوبر العظيم، والمركز يعمل على إصدارها في موسوعة ضخمة تحت عنوان «مسرحيات حرب أكتوبر 1973» ويشارك بها مجموعة من الباحثين فى توثيق هذه النصوص وإضافة لها المعلومات الدقيقة، ومن بين هذه الأعمال «هيلا هيلا يا مصر» تأليف السيد طليب، و«الشرارة» تأليف زكى عمر، و«حدث في أكتوبر» تأليف إسماعيل محمد العادلى، وإخراج كرم مطاوع، و«ولاد بلدنا» تأليف محمد الشناوي، بجانب أوبريت «فرحة القنطرة» تأليف الهادى السيد إسماعيل.