الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

محافظات

حكايات نصر أكتوبر.. بطل الصاعقة عبد الرحمن صادق يكشف أسرار أسر "شارون" و35 جنديا إسرائيليا في ملحمة كبريت

 المقاتل عبد الرحمن
المقاتل عبد الرحمن صادق عبد الغنى حسن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

سيبقى نصر اكتوبر المجيد ملحمة عظيمة فى تاريخ الشعب المصرى، ورمزا خالداً تفتخر به الأجيال وتتباهى به، جيلاً بعد جيل، وسيظل هذا النصر العظيم تجسيداً عملياً لكفاءة وعقلية المصريين، إنها الحرب التى أثبتت أن المصريين شعب عظيم لا يعرف المستحيل، وأن الجندي المصري عبر أصعب مانع مائى صناعى عرفته حرب في التاريخ، وهو «قناة السويس»، واخترق «خط بارليف» أعتي مانع صناعي أقيم في حرب، ودمر نقاطه الحصينة.

وعندما تأتى ذكرى انتصارات أكتوبر يسترجع فيها القادة والجنود ملحمة الفداء والانتصار التى سطرها أبناء مصر، لتظل على مر التاريخ ذكرى خالدة يتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل من بين هؤلاء المجند عبد الرحمن صادق عبد الغنى حسن والذى يبلغ من العمر 71 عاماً وهو واحد من أبطال الصاعقة، الذين أسروا شارون وطهروا النقطة القوية على خط بارليف وهى نقطة كبريت.

ولم تستطع السنوات التي اقتربت من 50 عاما  أن تمحو مشاهد حرب أكتوبر من ذاكرة  البطل عبدالرحمن صادق، خاصة ذكريات  أسر "آرئيل شارون" رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، وقت أن كان قائدًا في جيش العدو، إبان حرب 1973.

فقد التحق عبد الرحمن" في قوات الصاعقة في سبتمبر 1970، وفي عام 1973 كانت في منطقة العامرية بمحافظة الإسكندرية؛ حيث يقول: "دخلت القوات المسلحة فى عام 1970، والتحقت بالصاعقة، كنت اتدرب فى منطقة الحمامات، كنا نتدرب على العبور ولكن لم نكن نعرف أن هذا التدريب خاص بالعبور.

ويحكي "عبد الرحمن" عن هذه الأيام، فيقول: "ركبنا جميعًا السيارات البرمائية، وخلال عبور القناة كان الطيران المصري قد انتهى من ضربته الأولى، وعبرت السيارات البرمائية القناة حتى وصلت منطقة جنيف في السويس واشتبكنا مع العدو وتفوقنا عليه وتقدمنا لمسافة نحو 12 كيلو متر و كانت قوات المُشاة تتبعنا، حتى تم التمركز داخل منطقة كانت نقطة انطلاق أفراد الكتيبة في مهاجمة العدو الإسرائلي ليلاً و كبدناهم خسائر فادحة".

وأضاف: «مع ساعة الصفر يوم 6 أكتوبر 73 عبرت كتيبتنا بقيادة البطل الشهيد إبراهيم عبدالتواب، لتقتحم البحيرات المرة الصغرى بنجاح تام وفي فترة زمنية صغيرة للغاية، بفضل التوجيه المميز للقائد، حتى وصلت الكتيبة إلى البر الشرقي للبحيرات وبدأت تنفيذ الشق الثاني من المهمة وهو السيطرة على ممر (متلا)..".

وواصل "عبد الرحمن": «فوجئنا أنها الحرب، فغطسنا 5 أمتار ثم طفونا ثم عبرنا وسط النيران، فكنا كل عدة أمتار نتجاوز الضربات المتلاحقة ونأسر جنودا إسرائيليين أو نقتلهم».

وعندما جاءت اللحظات الحاسمة عندما صدرت الأوامر بمهاجمة كتيبة 603 و602 النقطة الحصينة شرق (كبريت) والاستيلاء عليها، وأسرعنا بالتحرك نحو نقطة (كبريت) واعتمدت خطة البطل إبراهيم عبد التواب، على استغلال نيران المدفعية والدبابات لإقتحام النقطة الحصينة من اتجاهي الشرق والجنوب بقوة سرية مشاة، في نفس الوقت الذي تقوم باقى وحدات الكتيبة بعملية عزل وحصار من جميع الجهات لمنع تدخل احتياطي العدو الإسرائيلي».

ويكمل: «ظللنا أيامًا نبدأ يومنا مع آخر ضوء ونعود لمقر كتيبتنا مع أول ضوء، كنا نذهب لتدمير أهداف محددة للتصدي لتحركات العدو، وبرفقتنا كاشف عن مناطق الألغام وآخر من سلاح الإشارة».

وقال : «كانت تعليمات قائدنا الشهيد البطل إبراهيم عبد التواب، أنه لو طلع علينا ضوء النهار فلا نعود لمقر كتيبتنا حتى لا ينكشف مقر الكتيبة للعدو، وظللنا على هذا الوضع نحقق نجاحات بتدمير دبابات ومناطق للعدو، حتى يوم 20 أكتوبر».

وفي تمام الساعة 7:30 من صباح 20 أكتوبر، اقترب   سيارات من الجيش الإسرائيلي إلى مقر الكتيبة، وتم التصدي له، وكانت سيارة جيب تتقدم هذا القول، نزل منها 3 جنود إسرائلين فور مهاجمتهم، وتم أسرهم "انهار اثنان منهم بالبكاء، باستثناء ثالثهم كان صامتًا، وعندما تم تسليمه إلى قائد الكتيبة الشهيد إبراهيم عبدالتواب.

وسألنا عن سبب صموده دون غيره علمنا أنه جنرال كبير في الجيش الإسرائيلي  لم يكن أحد منا يعلم أنه أرئيل شارون، الذي تولى منصب رئيس وزراء إسرائيل" وأنه رغم كون شارون قائدًا كبيرًا في الجيش الإسرائيلي وقت الحرب، وموقعه في مناطق القيادة؛ إلّا أنه أصر على المشراكة في الحرب في أرض الميدان بسبب الخسائر التي لحقت بجنوده في منطقة كبريت.

وأضاف: أصبت فى رأسى بتهتك فى خلايا المخ وكسر فى الجمجمة، وتم نقلى إلى مستشفى المعادى لتلقى العلاج ، و استشهد أحد زملائى بجوارى بعد أن طلب منى كوب ماء حتى يشرب ثم فارق الحياة وكانت من أصعب اللحظات فى حياتى.

وبعد إصابتى  نجوت من الأسر، بعدما فاتنى  اللنش الأول لنقل المصابين من الضفة الشرقية إلى الغربية، والذي هاجمته القوات الإسرائيلية وأسرت من يستقلونه.

واختتم حديثه قائلا: " لن انسى هذه الذكريات وتلك البطولات ماحييت وسأبقى احكيها لأحفادى  لتنمية  روح الانتماء والوفاء والتضحية  لمصرنا الغالية  التى تستحق ان نفديها بأرواحنا  وستظل ملحمة اكتوبر وافنتصار والعبور العظيم ذكرى عطرة تشعرنا بالفخر كلما  تذكرتناها فهى وسام شرف لكل من شارك فى تلك الملحمة العظيمة".