تحل اليوم الجمعة الذكرى الخمسين لانتصار حرب السادس من أكتوبر 1973، حيث تمكن الجيش المصري من عبور مانع قناة السويس الصعب واجتياز خط بارليف المنيع، على حد وصف بطل الحرب الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
وقبل ساعات قليلة من انطلاق شرارة الحرب، كانت مصر لا تزال تنفذ خطة الخداع الاستراتيجي، لإيهام العدو أننا أبعد ما نكون عن دخول الحرب لتحرير الأرض من براثن الاحتلال الإسرائيلي.
وجاء في كتاب "حرب رمضان.. الجولة العربية الإسرائيلية الرابعة أكتوبر 1973" وصف الساعات القليلة قبل اندلاع الحرب "أما عند الجبهة كان المشهد بالغ العجب، ففي الضفة الغربية كانت جماعات من جنود مصر يجلسون على حافة القناة في استرخاء وتكاسل، البعض يمص أعواد القصب، والبعض الآخر يمص رحيق البرتقال، وهناك من يسبح في القناة، ومن يصطاد سمكا".
ويضيف "والشركات المدنية جد نشطة بمعداتها الميكانيكية في تعلية الساتر الترابي على الضفة الغربية، والجميع في متعة وخلو بال، وقد تركوا أسلحتهم وخوذاتهم في الخنادق الخلفية إمعانا في خداع العدو على حين كان الجيشان الميدانيان في أقصى درجات الاستعداد للوثوب إلى الشرق".
ويتابع الكتاب في سرد الوضع قبل حلول الساعة الثانية من ظهر العاشر من رمضان 1303 هجرية "وعلى الضفة الشرقية راح بعض جنود إسرائيل يلعبون الكرة، والبعض الآخر يجهزون ولائم العيد والمراقبون الاسرائيليون قد خلعوا خوذاتهم وجلسوا في أبراج المراقبة يلعنون ظروف الخدمة في هذا المكان ويتثائبون من رتابة الحال وركود الموقف سنوات إثر سنوات".