خمسون عاما مرت على الانتصار الحربي العربي الوحيد في التاريخ الحديث، وهو نصر أكتوبر 1973 الذي حققه الجيش المصري بقيادة الرئيس الراحل محمد أنور السادات على اسرائيل، وبهذه المناسبة يشارك الأدباء والشعراء والكتاب والمفكرين آثر ذلك الانتصار على المشهد الثقافي.
قال حسين حمودة، الناقد الأدبي، إن تأثير حرب أكتوبر في الأدب والفنون والثقافة تأثير كبير، وإن لم يكن مكافئا للإنجاز العظيم الذي حققته هذه الحرب، ولما أحدثته من تحولات ولما ترتب عليها من نتائج، مضيفا: هناك طبعا بعض النتاج الأدبي والفني المهم، المرتبط بهذه الحرب، وضمن هذا النتاج أعمال روائية وقصصية لجمال الغيطاني، وإحسان عبد القدوس، ويوسف القعيد، وفؤاد قنديل، والسيد نجم وعمار علي حسن، ويوسف السباعي وإبراهيم الخطيب، وعلاء مصطفى، وانتصار عبدالمنعم، بالإضافة إلى قصائد عدد كبير من الشعراء، وعدد كبير من الأغنيات الوطنية.
وأضاف «حمودة»، خلال تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز»: «وهناك بعض الأعمال السينمائية التي تم إنجازها عن هذه الحرب، ومنها أفلام روائية وأخرى وثائقية، وكل هذا تأثير مهم، ولكنه قابل للتنامي عبر الزمن، فحرب أكتوبر، شأنها شأن الوقائع الكبرى، تظل موضوعا مراودا ومطروحا للتناول في أعمال أدبية وفنية متنوعة، ولعل هذا سوف يتحقق في المستقبل القريب والبعيد، في مجال الأدب سوف يتحقق بجهود المبدعين الأفراد، أما في مجال السينما فنحن بحاجة إلى تمويل مشروعات وأعمال إبداعية كبيرة، تتناسب ومكانة هذه الحرب في تاريخنا الحديث، وهي مشروعات وأعمال تحتاج إلى رعاية الدولة، أو إلى رعاية المؤسسات الكبرى مثل المتحدة للخدمات الإعلامية».
وأردف «حمودة»: «أتصور أن تأثير حرب أكتوبر على المثقفين وغير المثقفين كان تأثيرا عظيما، فبعد الصدمة التي أحدثتها نكسة 1967، والتي كان لها آثار سلبية فظيعة، أقلها فقدان الثقة في كل شيء، والشعور بأن الأرض قد مادت من تحت الأقدام، وأن أحلاما كثيرة قد انهارت، جاءت هذه الحرب لتعيد بناء روح المقاومة والتفاؤل والأمل من جديد، خصوصا مع الذين عاشوا التجربتين، ولعل نقل أبعاد هذين التأثيرين إلى الأجيال الأصغر، وإلى الأجيال التالية بوجه عام، يحتاج إلى جهد كبير في توثيق الحربين، وفي كشف ما أحدثته حرب أكتوبر من تغيير كبير في الشعب المصري، وربما الشعب العربي كله».
واستكمل: «وفيما يخص تأثير حرب أكتوبر على إسرائيل، فهذا التأثير معروف، لقد قضت هذه الحرب، مرة وإلى الأبد، على أسطورة الجيش الذي لا يقهر التي كانوا يروجون لها، ومن المؤكد أنهم بعد هذه الحرب قد أصبحوا أكثر تقديرا لقوة مصر، حتى وإن كابروا، ولا يزالون يكابرون، في الاعتراف بهزيمتهم المدوية، خلال محاولاتهم المتصلة والمستمرة لتقديم سردية زائفة عن هذه الحرب، وعن حجم خسائرهم فيها».