باري مارشال عالم يمتلك قصة من أغرب قصص العلماء فهو معروف بتناوله بكتيريا ثم حصل بعد ذلك على جائزة نوبل في الطب وقصته تعود بعد حيرة العلماء في إيجاد حلول لأزمة إصابة البشر بقرحة المعدة وأن الأسباب الصحية للإصابة هو التوتر، حتى ظهر الطبيب باري مارشال في ثمانينيات القرن الماضي، وواجه ذلك المفهوم الخاطئ ولإقناع الأطباء والعلماء بوجهة نظره تناول البكتيريا المسؤولة عن المرض المذكور لإثبات وجهة نظره.
عانى الطبيب الأسترالي الشاب في ذلك الوقت باري مارشال كثيرا، كي ينجح في إقناع من حوله بتصوره الخاص، ولاحظ مارشال عدم وجود دليل قوي على اعتبار التوتر هو المحفز الأقوى على الإصابة بقرحة المعدة، حيث ساد ذلك الاعتقاد لسنوات طويلة دون أن تجرى تجارب علمية كافية لإثبات الأمر، ما دفع الطبيب الشاب إلى البحث عن السبب الأقوى وراء معاناة البعض من هذا المرض بالمعدة.
كان مارشال في السنة الثالثة له بزمالة الطب الباطني، حينما قرر الكشف على عدد من المصابين بقرحات المعدة، إذ لاحظ حينئذ معاناتهم جميعا من نفس البكتيريا بالمعدة، والتي تعرف باسم الملوية البوابية، الأمر الذي كان بمثابة اكتشاف مذهل بالنسبة للطبيب الشاب، ولكنه لم يقابل بنفس الترحيب من قبل المسؤولين، الذين رفضوا حتى إعطاء مارشال فرصة تجربة الأمر على مرضى حقيقيين، لذا قرر الاعتماد على نفسه، ووضع صحته على المحك من أجل اكتشافه.
شعر الطبيب باري مارشال بالغضب من قرار المجتمع الطبي، بإلغاء احتمالية تسبب بكتيريا ما في الإصابة بمرض قرحة المعدة، لكنه لم ييأس ودافع عن وجهة نظره عبر اللجوء لأغرب حيلة، وهي تناول البكتيريا المسببة لهذا المرض بالمعدة، وفوجئ مارشال عقب مرور 5 أيام فقط على فعلته الجريئة، بمعاناته من القئ الناتج عن تناول بكتيريا الملوية البوابية، لكنه أدرك نجاح خطته مع مروره بأعراض أخرى تؤكد إصابته بقرحة المعدة، التي شفي منها خلال فترة قصيرة، لكنها كانت صاحبة أكبر الأثر في تغيير الكثير من المفاهيم التقليدية على مدار سنوات طويلة.
وعكف الباحثون على دراسة اكتشاف مارشال لعقود، حتى توصلوا إلى صحة اعتقاده بدور الملوية البوابية في تحفيز قرحة المعدة، الأمر الذي نتج عنه الاحتفاء بالطبيب الملهم، باري مارشال، بأكثر من طريقة، تمثلت أبرزها في منحه جائزة نوبل في الطب في عام 2005، تقديرا لجهوده في الكشف عن أسباب الإصابة بمرض، ولو على حساب صحته.