تواجه الولايات المتحدة وضعًا فريدًا من نوعه بعد الإطاحة برئيس مجلس النواب الأمريكي كيفين مكارثي، مساء أول أمس الثلاثاء الماضي في سابقة تحدث لأول مرة في التاريخ.
وعزل مكارثي، بعدما صوت مجلس النواب بأغلبية 216 صوتا ضده، منهم 8 جمهوريين، مقابل 210.
ومن المنتظر أن تتعطل جلسات مجلس النواب لمدة أسبوع، حيث تستأنف الثلاثاء المقبل، ولن يتمكن المشرعون من التصويت على أي بند من بنود الأعمال قبل انتخاب رئيس، الأمر الذي يزيد من مخاوف الإغلاق الحكومي وإقرار أي تمويل جديد لأوكرانيا.
وبدأ بعض النواب الترشح لشغل منصب "مكارثي" منهم ستيف سكاليز إلا أن مرضه بسرطان الدم، ربما يمثل عائقا في طريقه لنيل ثقة النواب، إلى جانب إعلان النائب الجمهوري جيم جوردان ترشحه رسميا لهذا المنصب، والذي يتولى حاليا منصب رئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب وهو أحد حلفاء ترامب.
ومن حليف ترامب، إلى ترامب نفسه الذي ثارت تكهنات حول ترشحه، وطالب النائب عن ولاية تكساس تروي نيلز، ترشيح الرئيس الأمريكي السابق لتولي رئاسة مجلس النواب، خاصة أن قوانين المجلس لا تتطلب أن يكون رئيسه نائبا.
وقال "نيلز" إن "كيفين مكارثي لن يترشح مجددًا للرئاسة، أرشح دونالد ترمب لرئاسة مجلس النواب"، وسبق ذلك دعوة من النائب مات جايتس، إلى ترامب لتولي المنصب، علما بأن جايتس هو الذي تقدم بمقترح عزل مكارثي هذه المرة، ما أثار التساؤلات بشأن موقف الرئيس السابق من هذا الطرح.
وبعدما تردد إسم ترامب في الترشيحات الممكنة لشغل منصب رئيس مجلس النواب الأمريكي، أثيرت تساؤلات بشأن قانوينة هذا الطرح، وفي هذا السياق كشفت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، أن هناك ما يمنع ترشح الرئيس السابق وفقا لنص القاعدة 26.
وقالت الصحيفة الأمريكية، إن القاعدة 26 تم تضمينها في قواعد المؤتمر الجمهوري بمجلس النواب للكونجرس الـ118، والتي تمت الموافقة عليها في يناير، وتنص على أنه "يجب على عضو القيادة الجمهورية التنحي إذا وجهت إليه تهمة جنائية قد تؤدي إلى الحكم عليه بالسجن لمدة عامين أو أكثر".
ووفقا للمادة 2، يتم تضمين رئيس مجلس النواب في تعريف القيادة، إلى جانب الزعيم الجمهوري، ورئيس المؤتمر الجمهوري، ورئيس لجنة الكونجرس الجمهوري، ورئيس لجنة السياسة، ونائب الرئيس، وأمين المؤتمر الجمهوري.
ووفقا القاعدة 26، لا يمكن لترامب أن يتولى أي دور في القيادة الجمهورية، بما في ذلك رئاسة مجلس النواب، منذ أن تم اتهامه بالعديد من التهم الجنائية التي يمكن أن تؤدي إلى عقوبة السجن لمدة عامين على الأقل، حيث يواجه ترامب 91 تهمة جنائية.
وجاءت الإجابة القاطعة على تساؤل “هل يترشح ترامب لرئاسة مجلس النواب ؟”، من فم الرئيس الأمريكي السابق، أمس الأربعاء خلال جلسة النظر في دعوى مدنية ضده في محكمة بنيويورك، قائلا إنه "ليس لديه أي طموحات لرئاسة مجلس النواب، مؤكدا أن تركيزه حاليا منصب على العودة للبيت الأبيض، وإنه مستعد للمساعدة على انتخاب رئيسا للمجلس".