الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

اقتصاد

وزيرة التضامن لـ«البوابة نيوز» كانت أمي تُطمئننا أن النصر آتِِ وجيشنا سيجلب لنا نصرًا قريبًا ومصر سيحفظها الله أبد الدهر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

وزيرة التضامن: أيام حرب أكتوبر كنت في سنواتي الأولى بالمدرسة في السابعة من عمري

- رأيت ولأول مرة مشاهد الحرب والدمار وسمعت أزيز الطائرات وأصوات الغارات ورأيت دموع أمهات الشهداء

- أعطتنا المدرسة إجازة من الدراسة ولكن ظل أبي يذهب إلى مصنعه كل يوم وأمي تتابع أحوالنا وتُطمئنا أن النصر آت

- الأغاني الوطنية كانت تملأ المكان وتدغدغ قلوبنا وتشعل الأمل فينا وتأجج العزيمة بداخلنا

- عبر الجيش المصري قناة السويس وحطم بارليف الحصين وتتحطم على أعتابه أوهام العدو.

 

ولأول مرة تروي الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي ذكرياتها عن انتصار حرب أكتوبر لـ«البوابة نيوز»  وكل ما تتذكره عن هذه الفترة.


وتقول "القباج " ظلت أيام حرب أكتوبر 1973 تعلق بذكريات طفولتي وأنا طفلة في سنواتي الأولى بالمدرسة... ذكريات انتزعت مني إحساس الأمان وأنا أتابع أخبار الحرب، والخوف يملًا صدري على أسرتي وعلى بلدي. أيامًا تبدو قليلة، ولكنها كانت طويلة جدا على متابعتنا لتطور الأحداث.


وتابعت: «لأول مرة أرى بعيني مشاهد الحرب والدمار، وأسمع أزيز الطائرات وأصوات الغارات، وأرى دموع أمهات الشهداء.. أعطتنا المدرسة إجازة من الدراسة، ولكن ظل أبي يذهب إلى مصنعه كل يوم، وأمي تتابع أحوالنا وتطمأنا أن النصر آت، وأن جيشنا سيجلب لنا نصرًا قريبًا، وأن مصر سيحفظها الله أبد الدهر.


الأغاني الوطنية تملأ المكان... تدغدغ قلوبنا، وتشعل الأمل فينا، وتأجج العزيمة بداخلنا حتى تشعرني إني أريد أن أجري إلى ساحة المعركة لأساعد... لا أعرف كيف سأساعد وأنا طفلة ذات السبع سنوات، ولكنه شعور يغمرني إني لا أريد أن أقف مستضعفة فقط أشاهد. شعرت يومها إني أغار بشدة على وطني، وأبكي خوفًا عليه، وإني متأهبة لأن أخلع قلبي من صدري وأضعها على كفي فداءً لوطني.


وإذا بالخوف يتبدل بالأمل والرجاء، والدعاء لأن يسلم الله جنودنا البواسل وبلدنا الحبيب، والثقة في جسارتهم وبطولاتهم لا تعرف حدًا. يقتحم الجيش المصري قناة السويس ويقهر خط بارليف الحصين، وتتحطم على أعتابه أوهام العدو وهو يتكبد خسائر كبيرة. صقور التفوق العسكري يتقدمون ويضمدون في كل خطوة يخطونها جرح هزيمة نكسة 67، ويقسمون بعهد الله بالسلم لمصر، ويحلفون بالجيش والشعب برد التحدي، وبحماية الأرض والزرع، والقمح والمصنع، والمدنة والمدفع، والنيل والهرم.. وعدوا فأوفوا... راحوا وفي يدهم السلاح، ورجعوا ومعهم آيات النصر. وجاء عيد الفطر ومعه عيد النصر.


مر على حرب أكتوبر المجيدة 50 عامًا، ومشاعر الفخر والعزة والكرامة ما زالت هي وتكبر، وفرحة الانتصار والعبور لا زالت محفورة بداخل ذكرياتي. أغاني النصر التي كنا نغنيها مع زميلاتي ما زلت أحفظها، وتحية العلم في مدرستي تغمر قلبي، ودموع الفرح أسترجع معها كل تلك الذكريات كل آن وآخر. أجيال تسلم الراية لبعضها البعض، سعيًا وجهدًا لحماية الوطن من الخارج والداخل.. هي العقيدة التي تهزم الأوهام، وهو السعي الذي يقهر التخلف، وهو الله الذي يكتب العزة والنصر لمصر.


وكبرت... ونضجت... ورأيت جيشنا يتقدم ويتطور ويتألق صقرًا في السماء وفي الأرض وفي البحر، وهو الأول عربيًا وإقليميًا وإفريقيًا، ورأينا أولاد الشهداء شبوا جنودا أفياء، وشهدنا أرض سيناء الحبيبة تتحرر من العدو بكافة أشكاله، وأن كل شبر في أرضنا هو غالي على قلوبنا مثل حب كل حبة رمل بسيناء».


واختتمت حديثها، قائلة: «كبرت وأيقنت أن الحرب والنصر يأخذون أشكالًا كثيرة ومتعددة، وأن ساحة المعركة تختلف وتتنوع مع العمر والتاريخ والزمن، وأن الجندي الذي يحب وطنه ليس فقط من يقاتل، وأن كل من يريد أن يفخر بكونه جنديًا عليه أن يجلب العزة والكرامة لبلادنا الحبيبة، وأن المصانع والمزارع والساحات هم جزء من النضال، ووأن العمل كفاح وعبادة، وأن خدمة البلاد والعباد شرف ورفعة وعلو، وأن مسار التنمية هو واجب وطني، وأن أسماءنا وألقاب أسرنا أمانة، وأن جهادنا هو إرث لأولادنا، أن كل أثر نتركه هو دماء شهادة على أجسادنا».