تزامنًا مع احتفالات نصر أكتوبر الذي مر عليه 50 عامًا، روى الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة لـ«البوابة نيوز»، ذكرياته مع حرب أكتوبر.
وقال «صبحي»، نحن جيل تربى على روح حرب أكتوبر، حتى أن مدرستي الابتدائية كان اسمها "6 أكتوبر"، بدأت الدراسة بها بعد الحرب وكان في عائلة كل طالب شهيد، اختلطت دموعنا بحبر الكتب فكتبنا اسم مصر بالدم قبل الحبر، وعرفنا منذ نعومة أظافرنا أن للعزة والكرامة ثمن لابد أن ندفعه ولو كان الثمن أرواحنا.. فمن مات لأجل هذا الوطن عاش في وجدان أبنائه.. فحكايات الأبطال سير ملهمة تتناقلها الأجيال بكل فخر واعتزاز.
وتابع: أتذكر أنني وجيلي نشأنا على الإيمان بقضية تحرير أرضنا مهما كانت التضحيات، فالهدف النصر وإن حاصرنا الجوع وإن اقتطعنا من أقواتنا فلا سبيل أمامنا سوى الصبر لأجل مصر.
وأكمل: بعد الحرب أدركنا قيمة السلام المبني على القوة لا على الاستسلام، ودور مصر كان النموذج البارز في إرساء قواعده، حينها كانت الانتقادات كبيرة لكن كما كسبنا الحرب كسبنا معركة السلام، وجاء العالم مثمنا للسلام وإن كان اعترافه متأخرًا إلا أن الحق لا محالة يعود لأصحابه.
وأكد وزير الرياضة، أن أكتوبر كان حالة عشق مصرية تجلت في الشوارع.. صوت الأغاني كان يغطي على أزيز الطائرات، شباب مصر كان كطرح أخضر ينبت من الأرض، كنا نستقبل أبطالنا العائدين من الحرب استقبال الفرسان لم يصمت الهتاف لمصر ولهم، كأن السماء كانت تمطر فرحا بعد سنوات من الضباب.. حتى ساعات الانتظار كانت ممتعة، وأتذكر أنني كنت في سن الخامسة، وخالتي كان لها بطلين في الحرب عاد أحدهما وانتظرنا في لهفة ورجاء عودة البطل الآخر، حتى الذين استشهدوا عادت أرواحهم تشارك في احتفال النصر.
وختم صبحي حديثه قائلا: كل شيء ترسخ في ذهني وقلبي.. كل المشاهد محفورة داخلنا حتى أنها صارت مؤونة أمل نحملها لنعبر من اليأس بالأمل.. تربينا على أن مصر أكبر من أي انكسار.. مصر هي الانتصار.. ما زلت حتى الآن أشاهد أفلام أكتوبر بنفس الشغف.. وأحبها إلى قلبي "الرصاصة لا تزال في جيبي".