تزامنًا مع عيد نصر أكتوبر المجيدة يروي الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لـ"البوابة نيوز"، ذكرياته عن هذه الفترة.
يقول، كنت فى الثانية عشر من عمرى، ولا أذكر متى أدركت أن وطننا فى مرحلة فارقة من تاريخه لاسترجاع أرض الفيروز الغالية، ولكن بدا لى أن قضيتنا ترسخت فى وجدانى منذ نعومة أظافرى. نشأت وسط صخب النقاشات السياسية فى منزلنا، واعتدت على أن الانخراط فى الشأن العام ليس بخيار فى أسرتنا، ورُويت لى ذكرى عمى – الذى استشهد طيارًا مقاتلًا فى حرب 1948 – مرة تلو الأخرى لأتذكر دائمًا أننا شأن كل أسرة مصرية، قدمنا شهيدًا لوطننا. لم أكِل من الرواية أبدًا، بل كنت ألح على عمتى أن تعيد سردها بالتفصيل فى كل زيارة عائلية كى أتخيل عمى وهو يطير محلقًا محاربًا العدو الغاشم.
خلال العام الأخير قبل قيام حرب السادس من أكتوبر أذكر أننى كنت أجلس بجوار أبى العزيز خلال زيارة الكبار من عائلتنا، منصتًا لنقاشهم المحتدم حول التحدى العسكرى الجسيم الذى تواجهه مصر، ومراقبًا انشغالهم وقلقهم على أحوال الوطن، ومتشوقًا للحظة التاريخية الفارقة التى يتحدثون عن اقتراب تحققها. ثم أتى يوم السادس من أكتوبر حينما تابعنا البيانات الإعلامية للقوات المسلحة المصرية وتتابعت البيانات واحدًا تلو الآخر ولم نتيقن من النصر حتى جاء البيان الخامس يعلن عبور قواتنا المسلحة إلى الضفة الشرقية...إلى أرض سيناء الغالية... لقد لاح الانتصار العسكرى بازغًا فى الأفق! فصدح صوت الراديو فى بيتنا وكل ما حولنا من بيوت بألحان بليغ حمدى والكلمات الصادقة لأنشودة النصر وتغنينا معها " بسم الله... الله أكبر... بسم الله بسم الله... الله أكبر أذن وكبر... وقول يا رب النصرة تكبر". ثم توالت أحداث الحرب ليأتى صوت الرئيس الراحل محمد أنور السادات مؤكدًا على أن "القوات المسلحة المصرية قامت يوم السادس من أكتوبر بمعجزةٍ على أى مقياسٍ عسكرى"... فصفقنا أمام شاشة التلفزيون. لقد حققنا النصر وانتزعنا الأرض، واسترد شعبنا الكرامة، وتغيرت مجريات تاريخ مصر وشهدت انتصارنا فى قضيتنا، فتعلمت فى الثانية عشرة أن المعنى الحقيقى للوطنية هو العمل الجاد والتخطيط العلمى والتضحية الصادقة.
اقتصاد
ذكريات حرب أكتوبر يرويها «وزير الاتصالات» لـ«البوابة نيوز»: لقد لاح الانتصار العسكرى بازغاً فى الأفق وحققنا النصر وانتزعنا الأرض واسترد شعبنا الكرامة
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق