الجمعة 25 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

دستة جرائم أمريكية أخطرها حرب فيتنام.. 4 ملايين فيتنامي حصيلة القتلي.. و3 ملايين طفل أصيبوا بالتسمم الكيماوي.. مراقبون: واشنطن ضربت الرقم القياسي في الإجرام باستعمال الغاز البرتقالي المدمّر

ذكرى انسحاب القوات
ذكرى انسحاب القوات الأمريكية من فيتنام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دستة جرائم أمريكية، أخطرها حرب فيتنام التي خلفت أكثر من 4 ملايين قتيل فيتنامي، 3 ملايين طفل أصيبوا بالتسمم الكيماوي المستخدم من جانب واشنطن في حربها ضد فيتنام. 
مراقبون أكدوا أن واشنطن ضربت الرقم القياسي في الإجرام، وأن حرب فيتنام كانت - ولا تزال - الشاهد الحي على شراسة المارد الأمريكي الذي أثبت أنه بلا قلب ولا إحساس، عندما استخم الغاز البرتقالي لقتل الأطفال وعواجيز فيتنام.


الملفت في الأمر أنه بعد مرور41 عاماً على ذكرى انسحاب القوات الأمريكية من فيتنام - في 29 مارس 1973 - بعد أن فقدت 50 ألفاً من جنودها، لا تزال هذه الحرب تترك أثرها على فيتنام، سواء على مواردها الطبيعية وأرضها الزراعية أو على شعبها، وهو ما يعكس حقيقة أن حرب فيتنام لم تنته حتى الآن. 
خلال هذه الحرب استخدمت القوات الأمريكية أبشع الأسلحة في التاريخ، لم تتورّع عن استخدام أسلحة كيمياوية وبيولوجية ضد مواطنين مدنيين، تسببت في مقتل الملايين جرّاء هذه الأسلحة. 
ففي تحقيق مصوّر أجرته قناة "فرانس 24" على نسختها الفرنسية - في 19 يناير 2011 - كشفت عن أن واشنطن من أوائل الدول التي شنّت حروباً كيميائية كبرى ضد الشعوب، في الفترة بين عامي 1964 و1973 خلال حرب فيتنام، وقد قامت واشنطن بقصف أسلحة كيميائية تعادل 80 مليون لتر من المواد الكيميائية "الغاز البرتقالي"  agent orange على الغابات لقتل المتمردين في الجنوب، تسببت في قتل من 2، 1 إلى 4، 8 مليون فيتنامي، ولا يزال تأثير هذه الضربات الكيميائية موجودة حتى الآن.
وبين التحقيق أن هذا الغاز الكيميائي تسبب في تسمم 3.3 مليون هكتار من الأراضي والغابات، إضافة إلى 20 ألف قرية، موضحًا أن الغاز البرتقالي لا يزال يتسبّب في موت المواطنين وإصابتهم بأمراض خطيرة مثل السرطان وسرطان الدم وتشوّه الولادة حتى الآن، إضافة إلى أمراض عصبية ونفسية أخرى.

وكشفت دراسة أجرتها جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2003، عن أن وضع 80 جراماً من الغاز البرتقالي في شبكة مياه شرب يمكنه أن يقتل مدينة كاملة بحجم 8 ملايين مواطن.
ووفقًا لتقرير نشرته منظمة  "combat-monsantoالحقوقية الدولية، فإن الغاز البرتقالي لا تزال له آثار خطيرة على الشعب، فإضافة إلى تلويثه معظم مصادر المياه والأراضي الزراعية في فيتنام حتى الآن، فإن من 2 إلى 4 ملايين طفل فيتنامي يعانون حاليًا من أمراض بسبب هذا الغاز الكيميائي، إضافة إلى ملايين المواطنين المصابين من هذا الغاز، إضافة إلى موت 400 ألف شخص مؤخّرًا، لنفس السبب أيضاً.
التحقيقات - التي أجرتها القنوات التليفزيونية، وخاصة القنوات الفرنسية - رصدت بشاعة هذا الغاز وتأثيره على الأطفال الذين يولدون مشوّهين نتيجة تغلغل هذا الغاز في طبيعة البلاد هناك، وكذلك إصابة آبائهم بأمراض ناجمة عن هذا الغاز.

ونقل التحقيق - عن خبراء كيميائيين - أنه يستلزم قرنًا كاملًا حتى تتم إزالة آثار الغاز البرتقالي من المياه والأراضي الزراعية في فيتنام، إضافة إلى عشرات السنين من أجل إزالة الأمراض المتوطّنة في الشعب الفيتنامي، مع برنامج صحي يتكلف مئات الملايين من الدولارات، ومع كل هذا لا تزال الولايات المتحدة الأمريكية مصرة على عدم الاعتراف بجرائمها خلال حرب فيتنام.
وفي نفس السياق، أعد التليفزيون الفرنسي الرسمي تحقيقًا مصوّرًا تحت عنوان "إعادة تساقط الغاز البرتقالي"، أوضح فيه التليفزيون الفرنسي بشاعة تأثير هذا الغاز البرتقالي على الأطفال في فيتنام في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أن الأطفال يدفعون ثمن هذه الحرب الأمريكية على بلادهم، فالأمراض الوراثية تنتقل من آبائهم إليهم، كما أن آباءهم لا يزالون عرضة لمزيد من الأمراض في ظل تسمّم المياه والأراضي بهذا الغاز الكيميائي.
وأضاف التحقيق، أن واشنطن لا تريد الاعتراف بهذه الجرائم حتى الآن، وذلك حتى لا تتعرض لإدانات دولية بارتكابها جرائم حرب، ففي عام 2005 رفض القضاء الأمريكي دعوة قدمتها منظمة فيتنامية لضحايا الغاز البرتقالي، تتهم فيها الجيش الأمريكي باستخدام أسلحة كيميائية ضد شعبها.

كما نقل التليفزيون الفرنسي عن تقرير نشرته المنظمة البيئية الكندية " Hatfield Consultants" في أغسطس 2011، والذي كشفت فيه إصابة كل المصادر الغذائية في البلاد بأمراض ناجمة عن الغاز البرتقالي، داعية إلى ضرورة جمع كل الحيوانات والطيور في المناطق التي تعرضت للقصف وإعدامها، إضافة إلى الأسماك في البحيرات المائية في البلاد، وهو نفسه التقرير الذي أكد أن جرائم واشنطن تتجاوز الـ 12 جريمة في حق شعوب العالم، ولكن تبقي الجريمة الأخطر، جريمة فيتنام، التي ضربت فيها واشنطن رقماً قياسياً في البشاعة والشراسة.