من منا ينسى تلك الكلمات التي دبت في نفوس المقاتلين المصريين خلال العبور وبعد الهزيمة، فالكلمات لها سحرها الخاص يجعلنا نشق البحار ونكسر القيود، تلك الكلمات التي كتبها مجموعة من الشعراء المحبين لوطنهم الغالي سواء في النصر أو الهزيمة فحب مصر راسخ في الوجدان ويملأ القلوب، فهي الوطن والأرض والعرض، خرج من أجلها الجنود ليحرروها من العدوان والطغاة.. لتسجل حرب أكتوبر المجيدة في عام 1973 سجلًا تاريخيًّا لشجاعة الجنود المصريين، وكيف قهروا العدو الصهيوني المعتدي على أغلى جزء من بلادنا الحبيبة.
بعد الهزيمة خرج المصريون للشوارع منادين “هنحارب هنحارب”، وسجل الشعراء بحروف من ذهب ألمهم وحزنهم وخرج الأبنودي بكلماته الخالدة في قصيدته "عدى النهار" ليعلن أننا لا نزال في انتظار فجر جديد تغتسل الصبية من الهزيمة تنتظر فارسها الجندي النبيل ليحررها من قيدها ويقول «عدّى النهار والمغربية جايّة / تتخفّى ورا ضهر الشجر/ وعشان نتوه فى السكة/ شالِت من ليالينا القمر / وبلدنا ع الترعة بتغسل شعرها/ جانا نهار مقدرش يدفع مهرها/ يا هل ترى الليل الحزين / أبو النجوم الدبلانين/ أبو الغناوي المجروحين» ولحد ما قال عمنا صلاح جاهين «وقف الشريط في وضع ثابت دلوقتي نقدر نفحص المنظر»، وكأن المشهد قد توقف هنا، في هذا اليوم الحزين، وكأنها لحظة من لحظات العمر التي لا نريد لها أن تحدث مطلقًا، فما أشد مرار الهزيمة وألمها، فهو يوم قد شعر الجميع أن القمر لم يظهر وتوقف نبض الجميع عن الخفقان إنه يوم 5 يونيو 1967، الذي مر ثقيلًا على الشعب المصري والعربي أيضًا، «يوم النكسة» خرجت فيه الألحان حزينة باكية والكلمات تشعل النيران بقلوبنا، ولم يخمد هذا الحزن مطلقًا، إلا حينما دقت ساعات العبور، حتى سنوات حرب الاستنزاف كانت الأغاني وكلماتها تشعل طبول الحرب.
أغاني النكسة تعيد النهار
ويقول عبدالرحمن الأبنودي: «أبدًا بلدنا ليل نهار/بتحب موّال النهار/ لما يعدّي فى الدروب/ ويغنّي قدّام كل دار/ والليل يلف ورا السواقي/ زي ما يلف الزمان وعلى النغم» نعم نحن نسمو ونتطلع لهذا النهار الذي يأتي بعد ظلام الهزيمة والألم فلن يطول مهما كان، ولا بد وأن يأتي نهار يحمل معه الأمل ليمحي آثار الألم، ولنخرج من حالة الانكسار، ويكمل الأبنودي ويقول:«تحلم بلدنا بالسنابل والكيزان/تحلم ببكرة واللى حيجيبه معاه/تنده عليه فى الظلمة وبتسمع نداه/ تصحى له من قبل الأدان/ تروح تقابله فى الغيطان/ طالعة له صحبة جنود/ طالعة له رجال اطفال بنات/ كل الدروب واخدة بلدنا للنهار» ويؤكد أننا سنذهب لهذا النهار الذي ستنجلي فيه آثار الظلام، كما أنه وحتى لو أبينا الذهاب إليه لكنه حتمًا سيأتي حاملا معه النصر، ولأننا نعشق مواويل النهار حتى لو كانت تقال في الليل.
وكأن صوت العندليب صوت لكل المصريين، فمن أغنيته «الفجر لاح» من كلمات مرسي جميل عزيز وألحان بليغ حمدي، وحتى رائعته «النجمة مالت عالقمر» من كلمات محسن خياط، وألحان محمد الموجي، يعلن «العندليب» أننا ولا بد أن نأتي بالنهار حتى رفض المجيء، سيحمل جنودنا الأسلحة ويأتون به.. ستخرج مصرنا إلى نهار يُحيي بداخلنا الخلود، لن تقسمنا الهزيمة ولن تميتنا، وحتى لو متنا سيكون ثمنًا بخثا من أجل الحرية والنصر.. وسيظل سلاحنا مستيقظًا وزي ما قال العندليب «خلى السلاح صاحي.. صاحي، صاحي/ لو نامت الدنيا صاحي مع سلاحي/ سلاحي في إيديّ نهار وليل صاحي/ ينادي يا ثوار، عدونا غدار/ خلي السلاح، السلاح صاحي، صاحي، صاحي».
ليأتي مشهد آخر شعر فيه المصريون بمرار الفراق والحنين حينما رحل الزعيم جمال عبدالناصر ليشدو عبدالرحمن عرنوس -رحمة الله عليه- في جنازته مودعًا إياه مع الجموع الغفيرة التي خرجت لوداعه ويقول «الوداع ياجمال ياحبيب الملايين..الوداع/ الوداع يا جمال يا حبيب الملايين....الوداع / ثورتك ثورة كفاح عشتها طول السنين...الوداع/ أنت عايش فى قلوبنا يا جمال الملايين....الوداع / أنت نوارة بلدنا واحنا لوعنا الحنين....الوداع/ أنت ريحانة ذكية لأجل كل الشقيانين...الوداع/ الوداع يا جمال يا حبيب الملايين....الوداع»، هذا النشيد الذي نشر كاملا يوم 10 أكتوبر عام 1970 في مجلة الإذاعة والتليفزيون، وهو الأشهر من بين القصائد التي كتبت في رحيل الزعيم جمال عبد الناصر.
ولم يكن هذا الوداع هزيمة بل دافعًا أكبر للانتصار والسعي والتدريب لجنودنا، فبرغم الحزن استمرت قواتنا الباسلة في حرب الاستنزاف ضد العدو المغتصب، وتستمر الأصوات تتعالي بأشعار الكبار، ويتغني بها عبد الحليم وثومة ووردة وعبد الوهاب لتبث روح القتال في الشعب المصري وجنوده، وإصرار على رفع رايات النصر.
أغاني النصر بين الفرحة والإصرار
وحين دقت الساعة الثانية في يوم السادس من أكتوبر عام 1973، كان الموعد مع العملية «بدر» حيث قام الجيش المصري بتحرير الضفة الشرقية لقناة السويس وقام بالاستيلاء على خط بارليف بما في ذلك التحصينات الإسرائيلية، وبدأ الهجوم بالتزامن مع الهجوم السوري في الجولان، لتعلن أن ساعة التحرير قد بدأت وبدأ معها عصر جديد على صوت النداء لجنودنا البواسل «الله أكبر.. الله أكبر».
ويعلو مع نداء الجنود وهتافهم وهم ممسكين بالأسلحة لتحرير الوطن كان للفن ميدان آخر وسلاح من كلمات وألحان لتعلوا أصواتهم مع صوت البنادق وتعلوا معهم صوت الآلات الموسيقية من داخل مبنى الإذاعة والتليفزيون ليخرج منها أعذب الألحان وأكثرها حماسًا لتعلن عن نصر عظيم ويتغنى بمصرنا السمراء وردة والمجموعة ومع أصوات البنادق والمدافع والرشاشات تعلوا معها أصوات الكمان والربابة والعود وكل الآلات الموسيقية وتشدو وردة «حلوة بلادي السمرا بلادي الحرة بلادي السمرة بلادي».
وليست وردة وبليغ فقط من ذهبا إلى مبنى «ماسبيرو» حتى يصل صوتهم للجميع فالكل تغني بالنصر وفرح به وفرح معه الشعب وكل الوطن العربي، فهذا الانتصار يحمل معه دماء الجنود وشهداء الوطن.
ومن بين الأغاني التي واكبت الانتصار والاحتفاء بتمكن الجنود من العبور، ونجاحها في الاستيلاء على منطقة من الساحل الشرقي للقناة وفرض حصار بحري ناجح ضد إسرائيل في البحر الأحمر، كانت الأغاني تشعل الشارع المصري والوطن العربي والتي من بينها، أغنية «البندقية اتكلمت» لعبد الحليم وألحان بليغ حمدي وكلمات محسن الخياط والتي قال فيها «جيش الظلام فى يوم ما هاجم فجرنا/ جرح السلام زرع الآلام فى أرضنا/ وقلبنا داست على الجراح وحلفنا ما نسيب السلاح/ إلا أن رجعنا بشمسنا وضحك لينا تانى الصباح/ جتلك وأنا ضامم جراح الأمس/ حالف لرجعلك عيون الشمس/ يا يا يا بلدي».
ويكمل «سكت الكلام والبندقية اتكلمت/ والنار وطلقات البارود/ شدت على ايدين الجنود واتبسمت/ احنا جنودك يا بلدنا وحبنا/ ماشين على طول الطريق اللى رسمناه كلنا/ جتلك وأنا ضامم جراح الأمس/ حالف لرجعلك عيون الشمس/ يا يا يا بلدي».
وهنا يذكرنا الشاعر بالمرار الذي ذقناه عقب الهزيمة وأنه مع دقات طبول النصر ستتحدث البندقية وسيعلوا صوتها لتعود بلادنا وأرضنا حتى لو ضحينا بحياتنا فداءً لها، وأن وقت الكلام قد انتهى والآن هو صوت البنادق والمدافع لتعود لنا عزتنا وكرامتنا مع النصر.
ولأن عبد الحليم هو كان صوت الثورة فكان لديه الحظ الأوفر من الأغاني الوطنية التي صاحبت ثورة الـ23 من يوليو وحتى نصر أكتوبر، ومن بين الأغاني التي أنشدها بعد النصر أغنية «لفي البلاد يا صبية» غناء عبد الحليم حافظ، والتي تم إذاعتها في السابع من أكتوبر، كما خرجت أيضًا أغنية «بالأحضان يا سينا» من غناء المجموعة والتي خرجت أيضًا في نفس اليوم السابع من أكتوبر عام 1973، من كلمات محمد كمال بدر وتلحين أحمد صدقي.
حلوة بلادي السمرة بلادي
ويستمر هذا اليوم الذي أعلن فيه نصر الجيش المصري على العدو الإسرائيلي ويسترد معه جزءا من أراضيه المسلوبة فقد شهد يوم السابع من أكتوبر خروج العديد من الأغاني والتي سهر عليها الكبار من مطربين ومؤلفين وملحنين طوال يوم 6 أكتوبر لتكون غنوة تخلد تلك اللحظات التاريخية في البلاد، فالفن هو تعبير عن المجتمع وكيف لا تخرج أعظم الكلمات لتروي حكاية شعب ناضل وحارب لاسيما وإن كان هذا الوطن الأسمر مصر الحرة، لتغني وردة الجزائرية أغنية «حلوة بلادي السمرا.. وأنا على الربابة بغني» تأليف عبد الرحيم منصور وألحان بليغ.
ورغم كلماتها القصيرة ولحنها العذب إلا أنها تعتبر أيقونة من أيقونات حرب أكتوبر المجيدة وتقول كلماتها «حلوة بلادي السمرا بلادي الحرة بلادي/ وأنا على الربابة بغني ما أملكش غير إنى أغني.. وأقول تعيشي يا مصر.. وأنا على الربابة بغني وأقول / ما أملكش غير غنوة أمل للجنود... أمل للنصر /ليكي يا مصر ليكي يا مصر /حلوة بلادي / وابارك كل خطوة اتعدي عاالطريق الصعب.. يامصر / وانا على الربابة بغني / وبغني غنوة الحرية قول معايا ياشعب / تحيا مصر تحيا مصر».
وقول معايا يا شعب «تحيا مصر» تحيا مصر.. تحيا مصر.. وعلشان مصر تحيا كان لازم نضحى بأروحنا من أجلها.
ويأتي بديع بعد أغنية «حلوة بلادي السمرة بلادي» لوردة وفي نفس ليوم يخرج بأغنية «بسم الله.. الله أكبر بسم الله» من غناء المجموعة والتي خرجت في نفس يوم السابع من أكتوبر.
فأغاني النصر لم تنته، وغنت شهر زاد أغنيتها «سمينا وعدينا» من كلمات علية الجعار، وألحـان عبد العظيم محمد، والتي أبدعت فيها الشاعرة الكبيرة علية الجعار ووصفت فيها الحالة التي كان يعيشها الشعب المصري في وقت الحرب والتي تقول كلماتها «وسمينا وعدينا وشقينا طريق النصر/ وإيد المولى ساعدتنا ورجعنا إبتسامة مصر / وشقينا طريق النصر... ورجعنا إبتسامة مصر/ خيوط الفجر بتنور.. وكل الشعب بيكبر/ وفي رمضان وبالإيمان أراضينا بتتحرر/ وسمينا وعدينا وشقينا طريق النصر/ وإيد المولى ساعدتنا ورجعنا إبتسامة مصر/ وشقينا طريق النصر... ورجعنا ابتسامة مصر» وهنا ذكرت الشاعرة شهر رمضان وصيام الجنود خلال ساعات الحرب والذي كان دفاعًا للنصر وعودة الابتسامة لمصر بعد سنوات من الحزن والحيرة والحنين للأراضي المسلوبة.
«رايحين رايحين شايلين فى أيدينا سلاح»
وتزخر الأغاني التي واكبت فترة النكسة وحتى النصر الكثير والكثير ومنها أغنية «رايحين شايلين في إيدنا سلاح» والتي صدرت في الأول من يناير عام 1972، وكانت مصر وقتها تتساءل عن موعد الحرب ومتى سنحارب ومتى سنسترد الأرض ونطرد منها المعتدين، والأغنية غناء المجموعة، وكلمات نبيلة قنديل، وألحان عبقري الموسيقى علي إسماعيل، والتي تميز لحنها بالروح القتالية وكان لغناء المجموعة لتلك الكلمات إيحاء بأنها صنعت بصوت الجنود البواسل وعلى دقات طبول الحرب التي امتزجت بأصوات أقدامهم التي كانت تهز الأرض من تحتهم وتقول كلماتها التي تنبأت فيها بالنصر رايحين رايحين / شايلين فى ايدنا السلاح /راجعين راجعين / رافعين رايات النصر / سالمين سالمين / حالفين بعهد الله /
نادرين نادرين / واهبين حياتنا لمصر».
باسمك يا بلدي......حلفنا يا بلدى / جيشك وشعبك يرد التحدى / ارضك وزرعك.....شمسك وقمرك / شعرك ونغمك.....نيلك وهرمك / بدمي افادي واصد الاعادى / وافدى بروحى عيونك يا مصر».
استوديو عبدالوهاب يشهد على أغاني الثورة والنصر
على بعد خطوات من كورنيش النيل بمنطقة ماسبيرو يقع مبنى الإذاعة والتليفزيون العريق، والذي خرجت منه أعظم الأعمال الفنية والإبداعية التي سجلت هويتنا المصرية وعبرت عن كل فترات مصر التاريخية في العصر الحديث.
ونصل حتى الدور السابع وبالتحديد في استوديو رقم 46 والذي يحمل اسم موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، ففي هذا المكان خرجت أغاني الثورة وأغاني النصر وأغاني الحرب، بل وقف فيه أعظم ما أنجبت مصر من مطربين وملحنين وموسيقيين.
وتنشر «البوابة» صور الاستوديو الذي شهد على يوم النصر وهو يوم السادس من أكتوبر لتخرج منه أعذب الألحان التي عبرت عن نصر أكتوبر ومنها "بسم الله.. الله أكبر بسم الله" وحلوة بلادي السمرا بلادي.
ففي يوم السادس من أكتوبر شهد استوديو "محمد عبدالوهاب" الذى يعد أكبر استوديو فى إذاعة الشرق الأوسط واتخذه موسيقار الأجيال مكانًا ليجرى به بروفات أهم أغانيه ويسجلها به، والذي لا يزال به البيانو الخاص بالموسيقار عبد الوهاب، ليسجل قطعة فنية تزين جدران الأستوديو الذي مازال يحتفظ بعراقته.
وفي تلك المناسبة ذهبت كاميرا «البوابة» للاستوديو رقم 46 والتقطت صورًا للاستوديو وما به من مقتنيات، بيانو عبد الوهاب والذي تشعر حينما تلمسه بأنامل الموسيقار لا تزال عالقة به، بل تشتم روائح وعرق الموسيقيين الذين كانوا يسهرون طوال الليل به ليتدربوا على عزف أعذب الألحان.
تشتم نسائم وردة وأم كلثوم وفايزة أحمد ونجاة وغيرهم الكثير مما لحن لهم موسيقار الأجيال.
ولا يمكن أن ننسى أعظم ما غنت وردة أغنيتها "حلوة بلادي السمرا بلادي الحرة بلادي... وأنا على الربابة بغني ما املكش غير أني أغني، واقول تعيشي يا مصر".
الأغنية التي غنتها المطربة الكبيرة الراحلة وردة ولحنها بليغ حمدي وكتب كلماتها عبد الرحيم منصور لها قصة كبيرة لظهورها إلى النور وإنتاجها، أغنية ولدت مع فرحة النصر والعبور.
============
بليغ قائد مدفعية الألحان
لا يمكن نكران دور بليغ حمدي وقت الحرب والأغاني التي أخرجها وإصراره الكبير على دخول مبنى الإذاعة والتليفزيون ليلة السادس من أكتوبر ليسجل أغانيه الشهيرة والتي خرجت في ثاني أيام الحرب وبالتحديد في السابع من أكتوبر.
وفي لقاء مع الإذاعي الكبير وجدي الحكيم حكي عن هذا اليوم وكيف حارب بليغ ليدخل مبنى الإذاعة ليقوم بتسجيل الأغاني التي لا نزال نستخدمها حتى وقتنا الراهن في كل احتفال بذكرى النصر ويقول: «في مساء 6 أكتوبر عام 1973، وبعد إذاعة بيان العبور، لم يتمالك الملحن بليغ حمدي نفسه من الفرحة، وسريعا طالب صديقه الشاعر عبد الرحيم منصور بكتابة كلمات تعبر عن فرحتهم بالنصر، وبالفعل كتب منصور الكلمات، وسارع حمدي باصطحاب وردة وذهبا معا في العاشرة مساء إلى الإذاعة لتسجيلها، وهناك بدأت الأزمة، حيث منع الأمن دخول بليغ ووردة من دخول الإذاعة".
وهو ما رفضه بليغ ووردة، وقررا الاستعانة بالشرطة وحررا محضرا ضد صديقهما وجدي الحكيم والإذاعة والتليفزيون لمنع مواطنين من التعبير عن فرحتهم بانتصار بلدهم، ولم تنتهي الأزمة إلا بتدخل "بابا شارو" الذي تواصل مع الجهات المسئولة وسمح لهما بالدخول، وكتب بليغ ووردة إقرارا بتحمل كافة التكلفة للفرقة وكل شيء، وفي نفس الوقت كل الفرق الموسيقية والكورال في الإذاعة قرروا تسجيل كافة أغاني المعركة دون أجر، وأمام إصرار بليغ ووردة خرجت الأغنية إلى النور ليسمعها الشعب المصري يوم 7 أكتوبر ويتغنى بها فرحا، ووصل الأمر أيضا إلى الجنود الذين زاد حماسهم بعد سماع الأغاني الجديدة التي تعبر عن فرحة الشعب بالنصر.