استمرت معاناة صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب؛ بسبب خروج الاستثمارات الناتجة عن تزايد الإقبال على أسواق السندات الحكومية التي تقدم عائدات قياسية مقارنة مع الذهب الذي قدم عائد للمستثمرين .
وكشف صندوق SPDR الذي يعد أكبر صندوق استثمار مدعوم بالذهب في العالم، أن إجمالي حيازاته انخفضت بنسبة 0.2% يوم أمس الثلاثاء، كما شهد صندوق استثمار iShares التابع لشركة Blackrock العالمية خروج تدفقات هذا الأسبوع وصلت إلى 13 طن من الذهب.
وكشف تقرير جولد بيليون، اليوم الأربعاء، أنه بهذا الأداء تقبل صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب على تسجيل أكبر انخفاض أسبوعي في حيازاتها منذ شهر يونيو الماضي.
وهو الأمر الذي يؤثر بالسلب على أسعار الذهب الفوري خاصة في ظل قوة الدولار الأمريكي وارتفاع عوائد السندات الحكومية.
وعلى الرغم من الأداء السلبي المتوقع للذهب على المدى القصير؛ فإن النظرة الإجمالية للذهب تشير أن المعدن النفيس ظل صامدًا بشكل جيد نسبيًا في مواجهة ارتفاع عوائد السندات وقوة الدولار، بسبب الدعم الذي حصل عليه الذهب من مشتريات البنوك المركزية العالمية.
ويبقى الطلب الاستثماري ضعيف على الذهب خلال الفترة الحالية ولكن الطلب الفعلي على الذهب يظل داعم أساسي للذهب، فقد ارتفع الطلب في الصين بشكل قوي دفع سعر الذهب المحلي في الصين إلى تخطي سعر الذهب في لندن ونيويورك بشكل كبير بعد أن ارتفعت المبيعات المحلية بنسبة 30% مقارنة مع العام الماضي.
والسبب الرئيسي وراء تزايد الطلب من قبل الصين، كان الانخفاض الكبير في قيمة عملتهم اليوان مقابل الدولار الأمر الذي دفع المواطنين إلى شراء الذهب كمخزن للقيمة ومجال مناسب للاستثمار في ظل تراجعات كبيرة في قيمة العملة المحلية.
وإذا شاهدنا تراجع في الطلب المحلي في الصين على الذهب خلال الربع الرابع فإن هذا سيؤثر بشكل سلبي كبير على أسعار الذهب.
ولكن الربع الرابع من العام متوقع له أن يشهد أيضًا ارتفاع في الطلب من قبل الهند ثاني أكبر مستهلك للذهب في العالم وذلك بالتزامن مع مواسم ارتفاع الطلب على الذهب محليً، الأمر الذي قد يعوض أي تراجع في الطلب على الذهب من قبل الصين خلال نفس الفترة، وبذلك يحافظ الذهب على نظرته المستقرة التي تميل إلى الارتفاع على المدى المتوسط إلى الطويل، بينما النظرة قصيرة الأجل بالنسبة للذهب تظل سلبية.