لا تزال حرب أكتوبر المجيدة تشغل الصحف العالمية والإسرائيلية والبريطانية، رغم مرور 50 عامًا عليها، وقد عنونت صحيفة “الجارديان” في مقال لمراسلتها في القدس بيثان ماكيرنان "الأيام التالية كانت جحيما": كيف أعادت حرب يوم الغفران تنظيم الشرق الأوسط؟".
وقالت ماكيرنان في مقالها، إن أحداث حرب أكتوبر غيرت إسرائيل والمنطقة ومسار الحرب الباردة، مشيرة إلى أن أصداء حرب "يوم الغفران" حسب التسمية الإسرائيلية، لا تزال محسوسة حتى اليوم.
وأضافت أنه "بعد حرب الأيام الستة (حرب النكسة 1967) ، تملك إسرائيل شعور بالغطرسة والرضا عن الذات، فبعد ثلاث جولات من القتال مع الدول العربية المحيطة بها على مدى 25 عاما منذ ولادة إسرائيل في عام 1948، بدا أن إسرائيل قد أخضعت أخيرا جيرانها المعادين لها، ولأول مرة منذ آلاف السنين، بدا مستقبل الشعب اليهودي آمنا".
وأوضحت ماكيرنان أن الحال استمر كذلك إلى أن وقعت حرب أكتوبر 1973 وظهرت نتائجها للعالم.
وتابعت "لم يعد الشرق الأوسط كما كان مرة أخرى. وبسبب رضاها عن أدائها العسكري الأولي، تمكنت مصر من الجلوس إلى طاولة المفاوضات لإجراء محادثات أسفرت عن مغادرة الإسرائيليين لشبه جزيرة سيناء كجزء من أول اتفاق سلام عربي مع إسرائيلي، والذي تم التوصل إليه في عام 1979".
وفي إسرائيل، قالت الكاتبه إن صدمة الحرب أحدثت تحولا في المشهد السياسي، لافته إلى استقالة رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير مع حكومتها بأكملها.
وأضافت: "أما حزب العمل الديمقراطي الاجتماعي الذي حكم إسرائيل حتى ذلك الحين فقد شهد انحدارًا منذ ذلك الحين، ورغم أنه استوعب الدرس الواقعي المتمثل في أن إسرائيل لا تستطيع الاعتماد على التفوق العسكري فحسب، فقد بدأ خليفتها إسحق رابين عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية".