اختتم الأرشيف والمكتبة الوطنية بالإمارات العربية المتحدة برنامج الملتقى السنوي العاشر لتدريب المعلمين الأجانب الجدد؛ إذ استضاف بمقره معلمين من المدارس: الإسبانية والروسية، ومدارس النخبة، ومدارس الياسات، ومدارس الراحة الدولية... وغيرها.
وجاء ملتقى المعلمين في هذا العام تأكيداً على نجاحه في تحقيق جانب مهم من رسالة الأرشيف والمكتبة الوطنية الذي يحرص على تقديم المعلومات الموثقة، وتعزيز روح الولاء والانتماء وترسيخ الهوية الوطنية، وقد أثبت جدواه في الدورات السابقة بتقريب المسافات بين المعلمين الأجانب الجدد والطلبة من أبناء الإمارات والمقيمين على أرضها الطيبة.
ونفذ الأرشيف والمكتبة الوطنية محاضرات الملتقى بهدف توسيع الآفاق وبناء مساحات لحوار الثقافات وتقاربها، وهو يتطلع لإشراك أولياء الأمور في المحاضرات المستقبلية حتى تتسع دائرة التأثير والتأثر فتعمل جميع الأطراف على تعزيز الطاقة الإيجابية ونشرها في بيئات العمل والتعلم وبين أبناء المجتمع كافة.
وتابع المعلمون الجدد محاضرة وطنية عن "تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة وثقافتها" قدمتها الدكتورة عائشة بالخير مستشارة البحوث في الأرشيف والمكتبة الوطنية، ركزت فيها على تأصيل السعادة في المجتمع الإماراتي الذي عرف أبناؤه التسامح والتصالح؛ مشيرة إلى دور القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في غرس القيم الأصيلة في نفوس أبناء المجتمع.
وتطرقت الدكتورة عائشة بالخير إلى جوانب من تاريخ الإمارات العريق الذي يعود إلى آلاف السنين، وتشهد آثار حضارة أم النار وغيرها على أن دولة الإمارات العربية المتحدة بما بلغته من تقدم وازدهار لها جذورها وليست طارئة على التاريخ.
هذا وأشادت الأجهزة الإدارية وأطقم التدريس بالمعلومات التي تضمنتها المحاضرات الوطنية، وبأهميتها في تسليط الضوء على خصائص المجتمع الإماراتي وقيمه من إكرام الضيف إلى إغاثة الملهوف ونجدته إلى أعمال الخير والانسجام مع الآخر، وكونها تحثّ المعلمين الأجانب على التأثير الإيجابي أثناء العملية التعليمية، وأن يعمل كل معلم على تعزيز القيم الإنسانية، ويتبادل مع أبناء البلاد الخبرات بإيجابية باتباع أفضل الممارسات في العملية التعليمية بعيداً عن الصورة النمطية؛ بهدف إعداد أجيال المستقبل الذي تتطلع فيه الإمارات إلى أن تكون ضمن أفضل دول العالم.
وتجدر الإشارة إلى أن برنامج ملتقى المعلمين الجدد تضمن -بالإضافة إلى المحاضرة الوطنية- جولة في مرافق الأرشيف والمكتبة الوطنية؛ بدءاً من مكتبة الإمارات الثرية بمحتوياتها من المراجع والمصادر، والدراسات الأكاديمية والكتب التاريخية النادرة، والدوريات التي تروي جوانب من حضارة وتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج.
وجال المعلمون الذين زاروا مقر الأرشيف والمكتبة الوطنية في قاعة الشيخ زايد بن سلطان التي تحتضن الماضي وتوثق اليوم وتستشرف المستقبل، ومن أجل ذلك فإنها تسخّر أحدث التقنيات المبتكرة وأساليب العرض لتقدّم للزوار كبسولة معرفية عن تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة وما حققته من تقدم وتطور وازدهار، وتتضمن القاعة نماذج من الوثائق المكتوبة والصور الفوتوغرافية والخرائط، وتعرض صوراً تاريخية للقادة العظام وأبرز رجالات الدولة في العصر الحديث.