يوافق اليوم الأحد، 1 أكتوبر من كل عام، اليوم العالمي للمسنين، ففي 14 ديسمبر 1990، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها 45/106 يوم 1 أكتوبر بوصفه مخصص للمسنين.
وفي عام 1991، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بموجب قرارها 91/46، مبادئ الأمم المتحدة المتعلقة بالمسنين، وفي عام 2003، اعتمدت الجمعية العامة الثانية للشيخوخة خطة عمل مدريد الدولية للشيخوخة للاستجابة للفرص والتحديات لفئة السكان التي ستواجه الشيخوخة في القرن الحادي والعشرين، وكذلك لتعزيز تطوير المجمتع لكل الفئات العمرية.
تضاعف عدد المسنين (أي أولئك الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر) 3 مرات من حوالي 260 مليونًا في عام 1980 إلى 761 مليونًا في عام 2021، وبين عامي 2021 و2050، من المتوقع أن ترتفع الحصة العالمية من المسنيين من أقل من 10٪ إلى حوالي 17%.
يؤكد النمو السريع في عدد الأشخاص الذين يصلون إلى سن أكبر على أهمية تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض وعلاجها طوال مسار الحياة، من المهم التكيف مع العدد المتزايد من الأفراد المسنين الذين يمتلكون مجموعة متنوعة من القدرات الوظيفية في المجتمعات التي تعاني من شيخوخة السكان، إن القدرة على القيام بالوظائف الأساسية والمشاركة في الأنشطة اليومية لا تتأثر فقط بقدرة الفرد المتأصلة ولكن أيضًا بالبيئات الاجتماعية والمادية التي يقيم فيها، حيث تلعب البيئات الداعمة دورًا محوريًا في مساعدة المسنين على الحفاظ على مستويات نشاطهم واستقلاليتهم مع تقدمهم في العمر.
اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التاريخية قبل 75 عاما، وساهم ممثلون من جميع أنحاء العالم من ذوي خلفيات قانونية وثقافية ولغوية مختلفة، في كتابة هذا الإعلان الذي يعتبر أول وثيقة توضح حقوق الإنسان الأساسية التي من المفترض أن تكون تصان عالميًا، واعترافًا بهذا الحدث المهم، وتطلعًا إلى مستقبل يفي بالوعد بضمان تمتع جميع الأشخاص، بما في ذلك جميع المسنين، تمتعًا كاملًا بحقوق الإنسان والحريات الأساسية الخاصة بهم.
الوفاء بوعود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الخاصة بالمسنين عبر الأجيال
هذا العام، يركز الاحتفال الـ 33 لليوم الدولي للمسنين على أهمية «الوفاء بوعود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الخاصة بالمسنين عبر الأجيال»، كما وسلط الفعالية الضوء على المكانة الخاصة للمسنين في جميع أنحاء العالم، واهمية تمتعهم بحقوقهم والتصدي للانتهاكات المرتكبة ضدهم، وتعزيز التضامن من خلال الإنصاف والمعاملة بالمثل بين الأجيال الذي من شانه توفير حلولًا مستدامة للوفاء بوعد أهداف التنمية المستدامة.
أثبتت جهود المجتمع الدولي المتعلقة بقضية التضامن بين الأجيال، على أهمية ومساهمة الحلول المشتركة بين الأجيال، التي تسترشد بمبادئ حقوق الإنسان المتمثلة في المشاركة والمساءلة وعدم التمييز والمساواة والتمكين والشرعية في إحياء إرث الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وأهميته ونشاطه من خلال تمكين كل من الشباب والمسنين في التأثير على وفاء لإرادة السياسية بوعود الإعلان لجميع الناس عبر الأجيال.
أهداف اليوم الدولي للمسنين 2023
زيادة المعرفة والوعي بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتزام جميع أصحاب المصلحة لتعزيز حماية حقوق الإنسان للأجيال الحالية والمقبلة من المسنين في جميع أنحاء العالم، وتبادل النماذج المشتركة بين الأجيال والتعلم منها لحماية حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، ودعوة الحكومات وكيانات الأمم المتحدة إلى مراجعة ممارساتها الحالية بهدف تحسين إدماج نهج يشمل حقوق الإنسان على مدى الحياة في عملها، وضمان المشاركة النشطة والهادفة لجميع أصحاب المصلحة، بما في ذلك المجتمع المدني والمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان والمسنين أنفسهم، في العمل على تعزيز التضامن بين الأجيال والشراكات بين الأجيال.
المشاكل التي يواجها كبار السن
الوحدة والعزلة: يعاني العديد من كبار السن من الشعور بالوحدة والعزلة، خاصة في حالة فقدان الشريك الحياة أو فقدان القدرة على القيام بالأنشطة اليومية بسبب التقدم في العمر، تلك الوحدة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية لهؤلاء الأفراد.
التقلبات المزاجية: قد يواجه كبار السن تحديات نفسية مرتبطة بالتغيرات الهرمونية أو ظروف الحياة المختلفة، حيث يعاني بعضهم من التقلبات المزاجية، مثل الاكتئاب أو القلق، وهذا يستدعي الرعاية النفسية المناسبة.
التدهور الصحي: قد يواجه كبار السن تدهورًا في الحالة الصحية العامة، مثل التعامل مع أمراض مزمنة أو مشاكل في الذاكرة مثل الخرف، تلك المشاكل الصحية يمكن أن تؤثر سلبًا على الحالة النفسية لهؤلاء الأفراد وتزيد من مستويات القلق والاكتئاب.
مشاكل الذاكرة والخرف: في حالة تطور مشاكل في الذاكرة والخرف، ينبغي على كبار السن البحث عن الدعم والعناية المناسبة، يوصى بالاستفادة من برامج تدريب الذاكرة والحفاظ على نشاط عقلي مستمر، بالإضافة إلى البحث عن دعم مجتمعي واجتماعي.
تحسين الصحة النفسية لكبار السن
المشاركة في الأنشطة الاجتماعية: يعتبر الاحتفاظ بشبكة اجتماعية قوية من أهم الخطوات لتحسين الصحة النفسية لكبار السن، يمكن للمشاركة في الأنشطة المجتمعية أو الانضمام إلى نوادي وجمعيات محلية أن يقدم الدعم الاجتماعي والتواصل الاجتماعي الذي يحتاجونه.
الحفاظ على أسلوب حياة صحي: يمكن تحسين الصحة النفسية لكبار السن من خلال ممارسة النشاط البدني المنتظم، والحفاظ على نظام غذائي متوازن، والنوم الجيد، تلك العوامل الحيوية المهمة تؤثر إيجابيًا على الحالة النفسية لهؤلاء الأفراد.
الاستفادة من الدعم النفسي والاجتماعي المتاح: يوصى بأن يحصل كبار السن على الدعم والرعاية النفسية المناسبة، سواء من أفراد الأسرة أو الأصدقاء أو المهنيين الصحيين، يمكن أيضًا اللجوء إلى الاستشارة النفسية أو الانضمام إلى مجموعات دعم التي تهتم بالصحة النفسية لكبار السن.