يحمل يوم الثلاثين من سبتمبر، ذكرى أليمة للشعوب العربية حيث ارتقى فيه الطفل الفلسطيني محمد الدرة، بين أحضان أبيه خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية ضد الاحتلال الإسرائيلي في عام 2000.
أذيعت جريمة قتل "الدرة" في بث مباشر، شاهده العالم أجمع ولم تشفع صرخات أبيه في ثني آلة القتل الإسرائيلية عن توجيه رصاصات الغدر صوبه ليرتقي شهيدا وهو في الثانية عشرة من عمره.
ولد محمد الدرة في نوفمبر 1988 بعد عام واحد من اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى ودرس حتى الصف الخامس الابتدائي، ووالده يعمل نجارا ووالدته ربة منزل، وبعد استشهاده رزقت عائلته بطفل أطلقت عليه اسم محمد تيمنًا بشقيقه.
وفي صباح يوم استشهاده خرج "الدرة" بصحبة والده من منزله في مخيم البريج بقطاع غزة إلى مزاد للسيارات حتى يقتني واحدة، قبل أن يجد نفسه محاصرا تحت نيران جنود الاحتلال الإسرائيلي في شارع صلاح الدين.
وقعت حادثة استشهاد الطفل محمد الدرة في شارع صلاح الدين، قرب مستوطنة "نيتساريم" جنوب مدينة غزة، وحاول الوالد جمال الدرة الاحتماء وطفله محمد بحاجز "برميل" اسمنتي من طلقات الغدر الإسرائيلية، لكنه عجز عن الهروب من البطش وقال جمال الدرة "حاولت حماية محمد من الرصاص بجسدي، حتى أنني كنت أرفع كف يدي لتلقي الرصاص الذي أصاب ركبة محمد، وكانت تلك الطلقة الأولى التي تصيبه، لكنه ظل متماسكا، قبل أن أجد رأسه على قدمي اليمنى وفي ظهره فتحة كبيرة بعد إصابته في البطن الذي اخترقته عدة رصاصات".