قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في مقابلة مع وكالة تاس، إن روسيا مستعدة للتفاوض، بشرط أخذ مصالحها وأمنها في الاعتبار، ودون وقف مسبق لإطلاق النار.
وأضاف: «نحن مستعدون للتفاوض، ولكن مع الأخذ في الاعتبار الحقائق على الأرض، ومع الأخذ في الاعتبار موقفنا المعروف للجميع، ومع الأخذ في الاعتبار مصالحنا، ومصالح أمننا، ومصلحة منع إنشاء نظام نازي معاد على حدود روسيا، الذي أعلن صراحة هدف إبادة كل شيء روسي على أراضي كل من شبه جزيرة القرم ونوفوروسيا، والتي طورها الشعب الروسي واستقر وعاش بها لعدة قرون».
وصرح لافروف، في وقت سابق، بأنه كلما تأخرت كييف في المفاوضات مع موسكو، أصبح من الصعب التفاوض لاحقًا، وأكد أن الخطوة الأولى لمثل هذه الاتصالات يجب أن تكون إلغاء مرسوم الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، الذي يحظر الحوار مع موسكو.
وأضاف لافروف في المقابلة، أن زعماء الدول الذين شاركوا الرئيس فلاديمير بوتين في إعداد اتفاقيات مينسك، تسببوا في تدمير وحدة أراضي أوكرانيا، وقد اعترفوا أنهم في الواقع ضللوا الرئيس بوتين ولم تكن لديهم أي نية لتنفيذ هذه الاتفاقات وهم الآن يبدون قلقهم باستمرار بشأن وحدة الأراضي الأوكرانية.
وأعاد لافروف إلى الأذهان أن المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند والرئيس الأوكراني السابق بيوتر بوروشينكو، قالوا العام الماضي إن اتفاقيات مينسك «كانت ضرورية فقط لكسب الوقت من أجل تجديد ترسانة النظام الأوكراني لمواجهة روسيا».
وقال لافروف: «لو أنهم التزموا باتفاقات مينسك، لكان من الممكن ضمان سلامة ووحدة أراضي أوكرانيا. لأن هذه الاتفاقات نصت على حماية وحدة أراضي أوكرانيا والمحافظة عليها من خلال منح وضع خاص لجمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الشعبيتين».
وتابع وزير الخارجية الروسي أن تفكير الدبلوماسيين الغربيين بإمكانية هزيمة روسيا، لا يجلب لهم أي احترام.
ووفقا للوزير: «يواصل نظام كييف التصرف وكأنه هو الذي يحدد الموسيقى وأنه الذي يسيطر على سير الأمور، والغرب بأكمله يردد كالجوقة في انسجام تام لا كلمة واحدة عن أوكرانيا دون أوكرانيا، وفقط فلاديمير زيلينسكي من يحدد شروط بدء المفاوضات، وهذا أمر له دلالته فى موقف الغرب».
وأضاف لافروف: «بشكل عام، باتت الدائرة مغلقة، وهذا موقف يؤدي إلى طريق مسدود تماما، وهو إما أنه لا يعكس وجود الفكر السليم في رءوس الذين يقودون هذه الحرب ضد روسيا، أو أنه يعكس ثقتهم التي لا يمكن العدول عنها في أنهم سينتصرون على روسيا، وهذا الأمر وذاك لا يزيد الغرب أو الدبلوماسيين والمفكرين الغربيين، أي شرف أو احترام».