رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

بواقى الإخوانجية.. وانتخابات الرئاسة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


يرى البعض أن تنظيم الإخوان الإرهابى قد مات إكلينيكيا فى مصر وأن محاولات البعث الجديدة التى تدور فى عواصم أوروبية ليست إلا حلاوة روح يجتهد التنظيم من خلالها كى يقول ها أنا ذا.. على كل حال، فإن الحذر واجب ونحن نتقدم نحو انتخابات مهمة على مقعد رفيع المستوى وهو مقام رئاسة الجمهورية.
لستُ فى حاجة إلى استشراف خط سير هذه الانتخابات وما ستسفر عنه من نتائج، ولكننى فى حاجة ضرورية لتوضيح ما هو واضح أن أى مرشح محتمل لو راهن على أصوات بواقى الإخوانجية والخلايا النائمة سوف يخسر مشواره بجدارة، وذلك لسبب بسيط وهو أن صمته على إعلان دعم له من خلية هنا أو مسؤول إخوانجى هارب سوف يؤكد بما لايدع مجالًا للشك شراكته لهذا التنظيم الإرهابى، ولذلك يستحق منا خصومة سياسية وانتخابية  ودعوة عامة لإسقاطه دون رحمة.
مازالت جرائم الإخوان قائمة فى كل ركن على نواصى شوارعنا عندما حاولوا اختطاف مصر واختطافنا نحن كأسرى حرب لديهم.
هذا من الذاكرة الحديثة التى لم تتجاوز سنوات عشر، قبل ٢٠١٣ كنا على مفارق طرق تاريخية وبجسارة منقطعة النظير انتفض الشعب المصرى ليزيح هذا الكابوس وقد نجح فى ذلك مع ثورة ٣٠ يونيو وبيان ٣ يوليو.
أكتب ذلك لأن همسًا بدأ يتردد عند مرشح محتمل مفاده أن هؤلاء الإرهابيين لهم حقوق سياسة وأن أصواتهم فى هذه الإنتخابات هى حق خالص لهم.. هذا الهمس لم يتم التصريح به نصًا ولكن تم التلميح به قبل وبعد إعلان نفر من الإخوانجية مساندتهم له.
أقول بشكل عام، إن انتخابات الرئاسة القادمة هى إنتخابات مهمة حتى نتمكن من جديد إعادة الفرز فى الصف الوطنى وبشكل واضح نقول إن المرشح - أى مرشح - يحاول من بعيد أو من قريب مغازلة تيار التخلف الإخوانجى سوف يضع نفسه خصمًا سياسيًا للشعب المصرى.
العجيب بل والعجيب جدا أن أصوات لا أشك فى نزاهتها بدأت حملة التبرير لهذا الفعل.. لهذا الغزل المشين باعتبارها إنتخابات و"مولد سياسى" ومن حق الجميع أن يدخل إلى هذا المهرجان ويرمى بنقوطه مجاملة لمقعد رفيع المقام.
ليس هذا فقط بل صار مطلوبًا من أى صوت يختلف مع منهج المولد أن يصمت حتى نمنح - أى مرشح - فرصة المنافسة، نصمت حتى نعطى للسرطان والانتهازية فرصة العودة والانتشار.
بكل أسف، الإرهاب ليس سلاحًا ومفخخات فقط ولكن الإرهاب قد يأتيك فى صوت مثقف فقد ذاكرته ويرى أن أى مختلف مع رأيه هو تخاذل عن ما يسمونه بالقضية الوطنية والاجتماعية.
سنوات قادمة مهمة فى تاريخ بلادنا سوف ندافع فيها عن حدود مصر وعن مؤسسات مصر وعن ما سيأتى به الصندوق الانتخابي، وعن نفسى لا يمكن أبدًا أن أخضع لابتزاز سياسى يحاول أن يقرر لى موقفًا لا أتبناه، خصومى واضحون والشعب المصرى كفيل بهم، أما المختبؤن فى صف ويلعبون لحساب صف آخر فهم ألعن من أنجبت البطن السياسية المصرية.
مفارق طرق جديدة فى انتخابات الرئاسة القادمة وخريطة تتشكل وفرز جاد وهى إنتخابات لها ما بعدها، مازال الأمل يسكن أرواحنا بوطن حر وشعب سعيد، ومازلنا نعرف أن الحرب ضد الإرهاب مازالت قائمة وأن تحقيق النصر النهائى لم يتحقق بعد، لذلك مازلنا فى حاجة إلى اصطفاف عريض قادر على البناء بوعى متقدم وضمير يقظ.
*كاتب صحفى