الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

«حفل زفاف» يتحول إلى «جنازة».. جرائم قتل الأفراح بـ«رصاصة طائشة».. قانوني: السجن 7 سنوات أقصى عقوبة.. عبد الحميد زيد: عادات قديمة تُعبر عن التفاخر والمكانة الاجتماعية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تتعدد الروايات والسبب واحد، إنه القتل الخطأ، حيث تنتشر وقائع ضحايا القتل الخطأ في الأفراح فينقلب الفرح رأسًا على عقب، وتتبدل الأغاني والزغاريد بالصراخ والعويل وتحتل كلمة "رصاصة طائشة" موقع الصدارة، حيث تمثل إطلاق الأعيرة النارية داخل الأفراح ظاهرة تنتشر في محافظات الصعيد ووجه بحري، مثل: والقليوبية وبني سويف والشرقية ودمياط وأسيوط، كوسيلة للتعبير عن الفرح لتكون نتيجيتها عكسية.

ويرى الخبراء أن هذه الظاهرة ضمن العادات والتقاليد البالية التي تُعبر عن التفاخر والقدرة الاجتماعية في القرى والريف ومحافظات الصعيد ويطالب خبراء القانون بتغليظ العقوبة للحد من انتشار هذه الظاهرة التي لا تتعدى عقوبتها الحبس لمدة سنة.

يقول نجيب محفوظ «الإبقاء على التقاليد البالية سخف ومهلك»، وهنا على الجهات المعنية أن تقوم بأدوارها في محاربة هذه العادات ووضع قوانين تجرم هذه الأفعال.

 

عيار طائش يُنهي حياة شاب بالشرقية

في بداية الشهر الماضي تحول حفل زفاف في قرية سنهوت، التابعة لمركز شرطة منيا القمح في محافظة الشرقية إلى ما يشبه المأتم؛ بعدما أصاب عيار ناري بالخطأ شابًا وأرداه صريعًا وقد فارق الحياة، فيما جرى نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى منيا القمح المركزي والتحفظ عليها تحت تصرف جهات التحقيق في مركز شرطة منيا القمح، وتم ضبط المتهم بإطلاق العيار الناري الذي تسبب في وفاة الشاب. 

وكشفت التحريات والفحص حدوث إصابة الشاب التي أودت بحياته إثر إصابته بطلق ناري عن طريق الخطأ في حفل زفاف، وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط مُطلق العيار الناري الذي تسبب في وفاة الشاب.

 

«عاطفيون أكثر من اللازم»

بدوره يقول الدكتور عبد الحميد زيد، أستاذ علم الاجتماع: إطلاق الأعيرة النارية أحد أنماط التعبير عن الفرح والسرور وفي الشخصية المصرية عاطفيون أكثر من اللازم في فرحهم وحزنهم بدرجات شديدة، وهذه الأساليب تنشأ من التاريخ الثقافي وأسلوب حياة المصريين في كل الحالات ومثال إطلاق الأعيرة النارية تعطي السعادة بالنسبة للبسطاء لأنه غير مصرح لأي شخص يملك سلاح أو تصريح بحملة أو يطلق الأعيرة بل تحتاج شخص قادر ومتمرس وهنا يأتي الفعل كتعبير عن القدرة والوضوع الاجتماعي في الفلاحين والصعيد.

ويضيف زيد لـ«البوابة نيوز»: عادات قديمة لإظهار الوضعية الاجتماعية تشبة الولائم الكبيرة مثل أكثر من ذبيحة وهي مسألة مفخرة والتعبير عن القدرة وهذه العادات يجب العدول عنها عن طريق رفع الوعي لدى الناس من خلال قادة الرأي والإعلام والأعمال الفنية التي انحرفت عن مسارها في الفترة الأخيرة.

 

مقتل شاب بطلق ناري في فرح بالغربية

الحال ذاته قبل 3 شهور ماضية باشرت جهات التحقيق بمركز السنطة بمحافظة الغربية تحقيقات موسعة في واقعة مقتل شاب بطلق ناري بالخطأ وإصابة ٣ آخرين أثناء حضورهم حفل زفاف بقرية كفر الحج داود التابعة لدائرة المركز، وكلفت جهات التحقيق، إدارة البحث الجنائي بسرعة التحريات حول ظروف وملابسات الواقعة، وتبين أنه أثناء إطلاق أحد المعازيم طلقة نارية من فرد خرطوش ابتهاجا بحفل الزفاف أصابت شابا إصابة بالغة ولقي مصرعه في الحال وأصيب 3 آخرين من حاضري الفرح من بينهم شقيقي العروسة.

تبين أن المتهم بإطلاق الرصاص قام بإطلاق الرصاص من مسدس خرطوش أثناء نزول العروسين الي سرادق الفرح أمام المنزل حيث أطلق عيار خرطوش من مسدس مما أدى لإصابة الشاب أحمد أشرف ٢٨ عامًا من أهالي القرية واصابة شقيقي العروسة وإصابة آخر مقيم بإحدى قرى محافظة المنوفية وتم نقلهم لمستشفى بركة السبع للعلاج وإجراء عمليات جراحية للعلاج من أثر طلقة خرطوش.

 

القانون 

تحدد عقوبة القتل الخطأ طبقًا لإثبات الخطأ الذى وقع؛ حيث لا تقل المدة عن سنة ولا تزيد عن 5 سنوات فى حالة إثبات أن القتل حدث نتيجة خطأ جسيم طبقًا لوظيفة المتهم أو تعاطيه المخدرات عند ارتكاب الحادث وتكون العقوبة بالحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على 7 سنوات فى حالة وفاة أكثر من شخص نتيجة لارتكاب الجريمة.

يقول عماد حمدي، المحامي بالاستئناف العالي: إن القتل الخطأ هو التسبب خطأ فى موت شخص نتيجة حادث، وتختلف عقوبته من حادث لآخر، وعلى حسب مسئولية الخطأ إذا كانت مشتركة بين الجانى والضحية، كما يجب تغليظ العقوبة للحفاظ على الأرواح التي تزهق بسبب رصاصة طائشة أو حادث سير.

الطفل يوسف أحد الضحايا

كان يقف برفقة أصدقائه يتناولون "سندويتشات" من أحد المطاعم بميدان الحصرى، فجأة ودون مقدمات سقط يوسف بين أقدام رفاقه، وعلى الفور نقلوه إلى أقرب مستشفى، وقتها كشفت وزارة الداخلية فى زمن قياسى لغز الحادث، وأغلقت الطريق على كل نشطاء السوشيال ميديا للسير خلف تكهنات وخيالات عقلية، لتكشف أن سبب الحادث، أعيرة نارية طائشة أطلقت أثناء حفل خطوبة كان مقاما فوق أحد العقارات القريبة من موقع الحادث، وتزامن إطلاقها فى وقت وجود الطفل، وأمرت نيابة أول أكتوبر بالقبض على العريس، والذى اعترف بإطلاق تلك الأعيرة مع شخصين آخرين من سلاح آلي على سبيل المجاملة فى الحفل.