قال الأنبا غريغوريوس أسقف عام الدراسات اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمى في "كتاب الشهادة والإستشهاد المعاصر"، إن أساس عادة دق الصليب على اليد عندنا نحن الأقباط، كان فى عصور الاستشهاد، الآباء والأمهات كانوا يخافون على أطفالهم الصغار الغير قادرين على أن يتكلموا، فلو فرضنا أن الأب والأم قتل من أجل المسيح وترك ابنه الطفل فخوفًا عليه وعلى مستقبله يدقوا على يد الطفل منذ أن يكون رضيعًا علامة الصليب. حتى أن الطفل وإن كان لا يعرف الكلام فلو أوتى به أمام الحاكم فهذه العلامة التى على يده تنطق أنه مسيحي.
ولو أن الأب والأم ماتوا والطفل بقى فعندما يكبر يعرف أصله المسيحي من علامة الصليب التى على يده.
الحقيقة هذا الكلام تذكرته عندما ذهبنا إلى بورسعيد بعد العدوان الثلاثي سنة 56، فأعداد كبيرة من الناس قتلوا وأعداد كثيرة من الأطفال تركوا بلا أب وبلا أم فلم تكن لهم هوية، خصوصًا الرضعان الذين لا يتكلمون، فضموهم للملاجئ غير المسيحية، فأنا وقتها كانت لى فرصة أذهب بورسعيد بعد العدوان الثلاثى وقلت للشعب لو إحنا على طريقة آبائنا وأجدادنا دقينا الصليب على أيدي أطفالنا من الصغر لما حدثت هذه المأساة..