يعتبر المنشد أحمد البربري واحدًا من عشاق الفن والإنشاد الديني الذي نجح في تحويل هذا الشغف إلى مهنة ومسار فني مشرف. تجسد رحلته الفنية التي انطلقت من حبه لتلاوة القرآن الكريم في مرحلة الصبا إلى تطور مذهل في مجال الإنشاد الديني. في هذا السياق، شارك البربري تفاصيل رحلته وآرائه حول حالة الإنشاد الديني في مصر والتقدم الذي شهده في السنوات الأخيرة.
بدأ شغف أحمد البربري بالإنشاد الديني منذ نعومة أظفاره عندما كان يستمع إلى تلاوات القرآن الكريم في منزله. يعتبر إذاعة القرآن هو المعلم الأول والمصدر الملهم لكل منشد، وهذه اللحظة الأولى هي التي أشعرته بشغفه العميق نحو هذا الفن.
قال البربري: "بدأت رحلتي التعليمية في مدرسة نور ونغم، وهي مدرسة تعنى بتعليم الإنشاد الديني بإشراف الفنان علي الهلباوي ومجموعة من الأساتذة المتخصصين. هناك، درست العديد من المفاهيم والتقنيات الفنية الأساسية، مثل المقامات والإيقاعات، وزدت من معرفتي بفن الإنشاد."
وتابع البربري رحلته الفنية قائلًا: "في عام 2016، انضممت إلى مدرسة الإنشاد الديني بقيادة الشيخ محمود التهامي، وهذه الخطوة كانت حجر الزاوية في تطوري الفني. هناك، تعلمت من الشيخ طه الإسكندراني والمايسترو مصطفى النجدي، محفظ دار الأوبرا المصرية. ومن هذه المدرسة، تأثرت بالعديد من المشايخ والمعلمين وتخرجت بترتيب الأول في الدفعة الثالثة التي أُطلق عليها اسم الشيخ ممدوح عبد الجليل."
تحدث البربري عن تأثير المشايخ والمعلمين في رحلته الفنية، مشيرًا إلى أهمية تلقي التعليم والإرشاد منهم. قائلا: "تأثرت بشكل كبير بالمشايخ مثل الشيخ محمد الهلباوي والشيخ محمد عمران والشيخ طه الفشني والشيخ علي محمود. كانوا مصادر إلهام لي بالإضافة إلى ذلك، استفدت كثيرًا من تلاوات المشايخ الكبار مثل تلاوة الشيخ المنشاوي وتلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ البنا والشيخ الحصري."
حول تنوع الإنشاد الديني في مصر، أوضح البربري: "الإنشاد الديني في مصر يعتبر غنيًا ومتنوعًا للغاية. هناك اختلافات كبيرة في الأساليب والأصوات، وهذا التنوع يظهر بوضوح في إنشاد بردة الإمام البوصيلي مثلا فهي تُنشد بأشكال متعددة حسب المنطقة. كل منطقة لها خصوصيتها وبصمتها الخاصة في فن الإنشاد، ولهذا السبب يُعتبر مصر الرائدة في هذا المجال."
وفي الختام، تحدث البربري عن التحديات التي يواجهها المنشدون في العصر الحالي، مشيرًا إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا على هذا الفن التقليدي. قال: "نعيش في زمن الترند، ونحن نعمل بجد لنقدم فنًا راقيًا ونعمل على تطوير أنفسنا باستمرار. ليس من المناسب أن نلوم الجمهور على عدم وعيهم، بل نسعى جاهدين لتوعيتهم وتثقيفهم حول قيمة هذا الفن الجميل. في النهاية، قاعدة المنشدين تتوسع ونحن نعمل بلا كلل على تعزيز هذه القاعدة ونشر فن الإنشاد الديني في كل مكان."