قال الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، إن المبادىء السامية التي دعا إليها الإسلام ودعت إليها جميع الأديان السماوية ترفض ما قام به بعض الأفراد في أوروبا من حرق المصحف الشريف؛ لأن هذا عدوان على كتاب من كتب الله المقدسة، التي أمرنا الله تعالى أن نؤمن بها ونحافظ عليها، أمرنا أن نحافظ على القرآن الكريم كما أمرنا أن نحافظ على التوراة والإنجيل وجميع كتب السماء.
وأوضح رئيس جامعة الأزهر، اليوم الثلاثاء، خلال كلمة في المؤتمر الدولي للحوار بين الأديان والذي عقد في بودابست عاصمة دولة المجر نائبا عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، أن هذا التصرف المُشِين يستفز مشاعر 2 مليار مسلم في العالم، ولا شك أيضا أن هذا يتنافى مع القيم المشتركة بين جميع الأديان ويتنافى مع القيم الإنسانية النبيلة والسلوك القويم.
واختتم رئيس جامعة الأزهر كلمته بالدعوة إلى الصبر والإصرار على نشر القيم الإنسانية النبيلة التي تشترك فيها المسيحية والإسلام بل تشترك فيها جميع الأديان السماوية، وأن لا يصيبنا اليأس، ولنا في رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ أسوة حسنة؛ فإنه _صلى الله عليه وسلم_ لم يُثْنِهِ عن الاستمرار في دعوته أكثرَ من عشرين سنة إعراضُ المعرضين ولا تكذيبُ المكذبين، بل ما زاده ذلك إلا عزيمة على الرشد وحرصًا على الدعوة والإصلاح، ولنا في سيدنا نوح _عليه السلام _ مَثَلٌ وقدوة حسنةٌ في إصراره على الدعوة رغم ما لَقِيَ من إعراض قومه واستكبارهم، قال الله _جل وعلا _ حكاية عن سيدنا نوح _عليه السلام _ في السورة التي سميت باسمه في القرآن الكريم، سورة نوح: {قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا ، فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا ، وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا ، ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا ، ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا}(سورة نوح من آية 5 – 9).