منذ أيام قليلة صدق الرئيس عبد الفتاح السيسى على قانون رقم ١٧١ لسنة ٢٠٢٣ بشأن التحالف الوطنى للعمل الأهلى والتنموي.. هذا القانون يخرج من رحم المجتمع المدنى والأهلي. فمنذ إعلان القيادة السياسية عن عام ٢٠٢٢ عامًا للمجتمع المدنى، وجميع مؤسسات وكيانات المجتمع المدنى تعمل بكل جدية على أرض الواقع.
ولكن هنا يبقى السؤال: لماذا التحالف الوطنى وما الذى يميزه عن غيره من هذه الكيانات؟ على الرغم من أنها تقوم بنفس العمل الطوعى غير الهادف للربح الذى يستهدف الفئات المختلفة والأولى بالرعاية فى نفس المجتمع.
بالفعل، إن هذه الكيانات والمؤسسات والجمعيات الأهلية تقوم بنفس العمل بل أيضا تقوم بصرف مبالغ كبيرة جدًا فى هذا العمل ولها قاعدة كبيرة شبابية متطوعة تعمل على أرض الواقع، ولكن على الرغم من ذلك ظهر عدد كبير من المشكلات مؤخرًا، منها أن هذه الكيانات تعمل فى جزر منعزلة وتبذل جهودًا غير متضافرة مما يؤدي إلى ازدواجية القاعدة المستهدفة. وهنا ظهرت الحاجة إلى وجود قانون التحالف الوطنى لتوحيد الجهود المبذولة واستهداف أكبر قاعدة مجتمعية دون ازدواجية ليصبح العمل أكثر تنظيمًا للوصول إلى الهدف بأقل جهد وأقل إمكانيات وأسرع فى الوقت.
فقانون التحالف الوطنى للجمعيات الأهلية جاء لوضع الأسس والمرتكزات للعمل الأهلى والتنموى، ففى المادة الأولى يوضح أنه كيان له الصفة الاعتبارية المستقلة ماليًا وإداريًا وفنيًا، وهذا يعطى الكثير من حرية العمل المجتمعى، لم يقتصر التحالف على عدد ٣٤ كيانًا فقط التى يتألف منه التحالف بل سمح القانون بإنشاء فروع لها داخل المحافظات المختلفة لتشجيع المؤسسات الأخرى الانضمام له مما يساعد على توسيع قاعدة المستفيدين منه، كما يحق للتحالف بموجب هذا القانون توقيع البروتوكولات مع الكيانات المتعددة والمختلفة والمعتمدة مما ساعد على توسيع قاعدة الاستفادة، كما عمق القانون مفهوم التطوع لتعبئة الجهود الفردية والجماعية لتحقيق مزيد من التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع أجهزة الدولة المعنية المتعددة.
وعلى الرغم من أهمية كل هذه العناصر فى تفعيل وتنظيم العمل الأهلى إلا أن العنصر الأهم فى هذا القانون هو إنشاء قاعدة بيانات لتحديد وحصر الفئات المستهدفة من أنشطته بالتكامل مع قاعدة البيانات القومية، وواقعيًا تعتبر هذه النقطة مهمة للغاية لتحديد المستهدفين الفعليين وعدم الازدواجية من المستهدفين مما يوسع قاعدة الاستفادة والوصول إلى الفئات الأولى بالرعاية.
ومن هنا نجد أن التحالف الوطنى هو الذراع المجتمعية للدولة والشريك الأساسى الذى يعمل على تنمية الإنسان المصري بطريقة توحيد الجهود وتنظيمها تحت مظلة واحدة ونظرًا لأهميته فقد وضعه الرئيس تحت رعايته بطريقة مباشرة.. لذا على التحالف الوطنى للعمل الأهلى أن يستمر فى مسيرة العطاء التى خلق لأجلها لتحيا مصر قوية عافية بجميع فئاتها.
نجلاء باخوم: نائبة بمجلس النواب عن محافظة قنا