اختارت لجنة الأفلام البولندية فيلم الرسوم المتحركة “The Peasants” لتمثيلها بفئة أفضل فيلم دولي بجوائز الأوسكار لعام 2024، على حساب فيلم الدراما “The Green Border” للمرشحة السابقة للأوسكار أجنشكيا هولاند؛ وذلك في أعقاب الأزمة التي أثارها فيلم هولاند مؤخراً مع الحكومة البولندية.
ويأتي القرار، الذي أعلنته اللجنة في وارسو اليوم الاثنين، بعد هجوم منسق على فيلم “The Green Border” من قبل حكومة اليمين المتطرف في بولندا، حيث أدان وزير العدل ورئيس البلاد، الفيلم، ووصفوه بـ"الدعاية النازية" لتصويره أزمة اللاجئين على حدود بولندا مع بيلاروسيا.
تستند أحداث الفيلم إلى وقائع حقيقية على الحدود البولندية البيلاروسية حيث لا يزال اللاجئون، ومعظمهم من شمال أفريقيا والشرق الأوسط، عالقين في الغابات المستنقعية الغادرة بين البلدين. يتم إغراء المهاجرين من خلال الدعاية البيلاروسية التي وعدتهم بالمرور السهل إلى الاتحاد الأوروبي، ليتم القبض عليهم عندما قامت الحكومة البولندية بإجراءات صارمة.
ودعا الرئيس البولندي أندريه دودا، في ظهور تلفزيوني، إلى مقاطعة الفيلم. وقبل وقت قصير من عرض الفيلم في دور العرض في بولندا يوم الجمعة الماضي، أعلن وزير الداخلية البولندي بلاج بوبوسي أن مقطع فيديو من إنتاج الحكومة يتعارض مع تصوير هولاند للأحداث سيتم عرضه قبل كل عرض للفيلم في السينمات.
وعلى ما يبدو أن هذه الدعوات لم تردع الجماهير البولندية. وفقًا للموزع المحلي كينو سويات، فقد حضر 137 ألف شخص لمشاهدة الفيلم خلال عطلة نهاية الأسبوع الأولى، وهو رقم قياسي لفيلم باللغة المحلية في الإقليم حتى الآن هذا العام.
وفي أعقاب هذه الهجمات، انضم اتحاد مخرجي الشاشة الأوروبيين إلى العديد من صانعي الأفلام الأوروبيين الذين خرجوا لدعم أجنشكيا هولاند.
وفي رسالة مفتوحة، قال الاتحاد إن هولاند "مليئة بالإعجاب، لقوتها وشجاعتها في مواجهة الهجمات المروعة ضدها وضد الفيلم في بولندا".
وقالت المجموعة، التي تأسست عام 1980 والتي تمثل أكثر من 20 ألف مخرج سينمائي وتلفزيوني أوروبي، إن وزير العدل البولندي أدلى بتصريحاته “دون مشاهدة الفيلم، فإن الإدلاء بمثل هذه التعليقات ليس افتراءً ولا أساس له من الصحة فحسب، بل يتخفى في زخارف وزير حكومي، حيث تصبح كلماته شكل ماكر من الدعاية”.
شارك فيلم "The Green Border" في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي هذا العام، وحصد جائزة لجنة التحكيم الخاصة.