قال فيليب دو فال، الباحث والكاتب الفرنسي، إن تدخل الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند عام 2014 في مالي لوقف تدخل الإرهابيين كان فعالًا للغاية، مشيرًا إلى أن العملية العسكرية الفرنسية في البداية كانت تسير بشكل جيد للغاية، رغم أن مالي دولة أكبر بكثير من مساحة فرنسا، وتمكنت القواعد من تحييد الجماعات الإرهابية، واستمر هذا الأمر لعدة سنوات.
وأضاف فيليب دو فال، خلال لقائه مع الكاتبة الصحفية والإعلامية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير جريدة وموقع «البوابة» ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، ببرنامج “الضفة الأخرى”، المذاع عبر فضائية “القاهرة الإخبارية"، أن الأمور في مالي تغيرت مع قدوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ومن هنا ضعفت الأمور لأن الاهتمام السياسي والاستخباراتي الفرنسي لم يكن على مستوى التحديات القائمة في مالي.
وأوضح أن النظام السياسي في مالي عندما تغير، وطلب من القوات الفرنسية المغادرة، فهذا الأمر كان نقطة البداية لخيبة أمل أفريقيا تجاه فرنسا، وبعد ذلك حدثت بعض التغيرات السياسية في النيجر، وطلبت من القوات الفرنسية المغادرة أيضا.
وأوضح أن السلطة الجديدة في النيجر تحظى بشعبية كبيرة، وتلعب فرنسا لعبة خطيرة لأنها إذا قامت بعملية عسكرية في النيجر، فهذا قد يؤثر على المصالح الفرنسية في إفريقيا، مشيرًا إلى أن السياسات الفرنسية في أفريقيا في البداية كانت فعالة للغاية، وكانت القارة السمراء تحترم التواجد الفرنسي من أجل تحقيق بعض المصالح السياسية والاقتصادية وامتلاك قوة أجنبية بجانب القادة الأفارقة.
وأكد أن فرنسا كانت تمتلك نفوذا وثقافة في العالم، واليوم بدأت تفقد هيبتها بسبب الغرق في العولمة الأوروبية العمياء التي أخرجت فرنسا من أصالتها، مشيرًا إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ليس وحده هو المسؤول عن هذا الأمر، بل كل الرؤساء الآخرين، منوهًا بأن فرنسا فقدت بريقاها ورنقها بعد أن أصبحت دولة تائهة في الاتحاد الأوروبي، الذي يقاد من رئيس المفوضية الأوروبية، ومن ثم اتباع الولايات المتحدة في الكثير من الأمور.