قال ألكسندر دلفال، أستاذ الجغرافيا السياسية المتخصص في دراسة الحركات الإرهابية، إن أفريقيا الغربية ودول الساحل بشكل عام تدفع اليوم ثمنًا باهظًًا فيما يخص مكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أن حصيلة مكافحة الإرهاب في مالي خلال شهرين وصلت لـ6 آلاف قتيل.
وأضاف "دلفال"، خلال لقائه مع الكاتبة الصحفية والإعلامية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير جريدة وموقع «البوابة» ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، ببرنامج “الضفة الأخرى”، المذاع عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، أن حصيلة الأعمال الإرهابية في منطقة الساحل وغرب إفريقيا خلال السنوات السابق تفوق ما حدث في العراق وأفغانستان، مشيرًا إلى أن أفريقيا تدفع ثمنًا باهظًا بسبب توسع الفكر الإرهابي مستغلًا الفزع والخوف المنتشر في إفريقيا من الغرب.
وأوضح أن المشروع الفرنسي يهدف إلى القضاء على الفقر والقبائلية في إفريقيا، مشيرًا إلى أن مالي تحتوي على الكثير من القبائل، وهناك قبائل انضمت إلى الجماعات الإرهابية لحمايتها من قبائل أخرى.
وأشار إلى أن المرض ينتج من الفقر والأمية والتقسيم الجغرافي المخيف في منطقة الساحل، والفكر المناهض للغرب، مشيرًا إلى أن البعض يعتقد بأن روسيا تستطيع حل الأزمة في منطقة الساحل من خلال إعادة السيطرة على الأوضاع.
وأوضح أن البعض يعتقد ان الحل الوحيد لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل سيكون مكروهًا من العملانيين وهو قائم على التفاوض بين السلطات الانتقالية في مالي والجماعات الإرهابية، وهذا الحل رفضته فرنسا سابقًا، حيث ترفض باريس أن تجلس مع الجماعات الإرهابية على طاولة واحدة، مؤكدًا أن جميع دول الساحل محاطة بجماعات تجمع بين الفكر الإسلام المتطرف والفكر الإسلامي السلفي، خلاف الإرهابيين وقطاع الطرق وتجار المخدرات المنتشرين في هذه المناطق.
ولفت إلى أن الروس لن يحققوا أي نجاحات في منطقة الساحل أكثر من الفرنسين في هذه المنطقة بل سيفشلون، لأن مكافحة الإرهاب يكون من خلال الفكر بالأساس، وهذه الجماعات رسخت الفكر المتطرف لدى سكان المنطقة، موضحًا أن الجماعات الإرهابية لم تخسر حتى الآن في اليمن، وهناك انتشار بصورة كبيرة للفكر المتطرف في آسيا الجنوبية والشرقية، مشيرًا إلى أن الجماعات الإرهابية في أفريقيا جماعات محلية انضمت لداعش والقاعدة لسبب أو آخر.
ولفت إلى أن أفريقيا لا تستطيع مكافحة الإرهاب بمفردها، بسبب انتشار الفقر والجهل والتقسيم الجغرافي الذي يعد أكبر عدو لإفريقيا، خلاف الاقتصاد الضعيف رغم النمو الكبير، بسبب زيادة النمو السكاني الذي يمتص أي معدل للنمو الاقتصادي.
وأضاف أن الظلام المعرفي الذي يجتاح إفريقيا بعد انسحاب الدول الأوربية مثل فرنسا وبريطانيا وبلجيكا ظهر قادة إسلاميون مثل “علي بالحاج” الذي تحدث على أنه سيحتل إفريقيا معنويًا وذهنيًا وليس ماديًا فقط، مؤكدًا أن روسيا لن تسطيع مكافحة الإرهاب في القارة السمراء، وبعد حل مجموعة فاجنر يجب على موسكو إنشاء مجموعة مرتزقة أخرى يفوق تعدادها 100 ألف شخص، كما أن هناك ضرورة لمجابهة الفكر من خلال فكر آخر غير هدام، فالجماعات الإرهابية تعمل على تحفيز المواطنين على الشهادة، ولذلك تنجح في تجنيد الكثير من الإرهابيين في أسرع وقت.
وأكد أن الحل الوحيد للقضاء على إفريقيا هو التنمية الاقتصادية، وإعادة تصحيح المفاهيم الإسلامية في الدول الإفريقية، وتحييد المتطرفين مثلما فعل الرئيس الجزائري بوتفليقة مع المتطرفين.