احتفالا باليوم العالمي لمرض اللوكيميا الميلودية المزمنة، بالتعاون مع المعهد القومي للأورام وآخرين، من أجل رفع الوعي بالمرض، وتسليط الضوء على أحدث التطورات في علاج سرطان الدم وأمراض الدم الأخرى، جرى تنظيم مارثون رياضي بهدف بث الأمل في نفوس مرضى سرطان الدم مع الترويج لنمط حياة صحي بين جميع المشاركين في الحدث، استلهامًا من الفكرة الرئيسية التي يدور حولها اليوم العالمي للتوعية بمرض اللوكيميا الميلودية المزمنة لعام 2023، والتي جاءت تحت شعار «رحلتك رحلتنا».
انطلقت فعالية الماراثون من أمام مستشفى 500 500 لعلاج الأورام في الشيخ زايد، والتي تمثل أملًا جديدًا لجميع مرضى السرطان في مصر وشارك فيها نحو 500 شخص.
كما أقامت جمعية «كانسر فايترز» لدعم مرضي السرطان، احتفالية اليوم السبت الموافق 23 سبتمبر، بدأت برقصة تعبيرية للأطفال، عن «كرومسوم ميلادفيا» المسبب للمرض.
وبدوره، يقول محمد فؤاد، مؤسس الجمعية، إن الجمعية دائمًا على تواصل مع جميع المرضى ولدينا فريق عمل رائع، وجميع المرضى أبطال.
وبدأ المرضى يتجمعون في مجموعات للدعم ومشاركة تجاربنا لبعضنا البعض، وبداية عمل تجمعات لهم باستمرار خاصة بالدعم النفسي، وإذا كان أحد مريض يتم زيارته وتجميع معلومات لحل المشكلات التي تواجهنا.كما توضح إحدى مرضى «CML
1.5 مليون مصاب بالوكيميا الميلودية المزمنة
تشير الإحصائيات إلى أن هناك ما بين 1.2 إلى 1.5 مليون شخص قد أصيب باللوكيميا الميلودية المزمنة حول العالم، وهو ما يشكل حوالي 51٪ من جميع حالات سرطان الدم «اللوكيميا»، ينشأ المرض عند قيام الخلايا المسئولة عن إنتاج الدم في نخاع العظام بإنتاج عدد كبير جدًا من خلايا الدم البيضاء، وهو ما يتسبب في تضخم ملحوظ في الطحال، وانتشار الخلايا السرطانية بنخاع العظام، وحدوث أنيميا حادة، وقد يؤدي ذلك إلى الإصابة بسرطان حاد في الدم أو لوكيميا ميلودية.
دور المعهد القومي للأورام
وقال الدكتور محمد عبد المعطي، أستاذ طب الأورام وأمراض الدم، وعميد المعهد القومي للأورام، إن المعهد يعتبر أكبر مركز متخصص في علاج الأورام في الشرق الأوسط وأفريقيا، ويقدم مجموعة واسعة من الخدمات الطبية من خلال العديد من المستشفيات الجامعية المتخصصة في تشخيص وعلاج مرضى السرطان باستخدام أساليب ومناهج وبروتوكولات علاجية متنوعة.
وتابع عبد المعطي، أن المعهد يضم أيضًا قسمًا متخصصًا لخدمة المجتمع وتنمية البيئة، كما يروج المعهد للوقاية من السرطان، والكشف المبكر عن المرض، وتدريب الأطباء في جميع أنحاء مصر من خلال برامج الزيارات الطبية والتدريب الطبي أثناء العمل، مشيرًا إلى أن فكرة إنشاء المعهد القومي للأورام بدأت في خمسينيات القرن الماضي، ثم تبلورت بصورة سريعة حيث تم إقامة المبنى الرئيسي القديم للمعهد (المبنى الشمالي) في الستينيات وبدأ العمل فيه عام 1969 بسعة 270 سرير وطاقم يتألف من 40 طبيب و150 مساعد للتمريض وفرق الدعم الطبي، كانوا يقومون جميعًا بخدمة 5700 مريض جديد و8000 مريض من خلال العيادات الخارجية وفقًا لإحصائيات العام الأول بعد افتتاحه.
وأوضح، أنه بمرور السنين خضع المعهد القومي للأورام لعدة توسعات، بما في ذلك بناء المبنى الجديد (المبنى الجنوبي) في نهاية الثمانينيات، وحاليًا تصل سعة المعهد إلى 500 سرير (بما في ذلك 46 سرير للعناية المركزة) و155 سريرا للعلاج الكيماوي والعلاج الموجه الذي يتم خلال نفس اليوم، ويعمل حاليًا في المعهد 860 طبيبا، بما في ذلك الأساتذة وأساتذة التعليم المساعدين، بالإضافة إلى 540 ممرضة يخدمون 315،000 مريض سرطان سنويًا، منهم 26،500 مريض جديد كل عام، وهو ما يشكل حوالي خُمُس مرضى السرطان في مصر.
ولفت إلى أن المعهد يجري 10،000 عملية جراحية وجراحة مناظير، بالإضافة إلى 98،000 جلسة علاج كيماوي، و17،000 جلسة علاج إشعاعي، كما يتولى رعاية 7200 مريض في القسم الداخلي كل عام، وبالإضافة لكل هذه الخدمات، يضم المعهد عيادات للكشف المبكر عن السرطان، والعلاج الغذائي، وتقديم الدعم النفسي لمرضى السرطان.
ويعمل المعهد القومي للأورام حاليًا على وضع اللمسات النهائية للمرحلة الأولى من مستشفى المعهد القومي للأورام الجديد في مدينة الشيخ زايد (المعروف أيضًا باسم مستشفى 500 500) والذي تصل سعته إلى 360 سريرًا للقسم الداخلي، منهم 100 سرير للعناية المركزة و38 غرفة لزراعة نخاع العظام، يضم المستشفى 180 سريرًا في وحدة العلاج النهاري، و21 غرفة عمليات كبرى، ومجموعة من العيادات المتخصصة لتشخيص وعلاج الأنواع المختلفة من السرطان. علاوة على ذلك، تم تجهيز المستشفى الجديد بمجموعة واسعة من معدات التشخيص بالأشعة، وأجهزة العلاج الإشعاعي، وأحدث المختبرات.
الدعم النفسي والتخطي
يقول الدكتور محمد رجب، أستاذ التنمية البشرية بالأكاديمية البحرية، إن مرضى السرطان هم الأبطال الحقيقيين، وما يواجهونه أكثر بكثير من أي ضغط آخر، ويمنحهم المولى عز وجل طاقة كبيرة، يستطعيون من خلالها مواجهة المرض، مشيرًا إلى أن الدولة تقوم ببرامج الدعم النفسي والتخطي لهم داخل المستشفيات الحكومية وكافة مستشفيات السرطان.
ويواصل «رجب»، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن التخطي من أهم المراحل النفسية لدى مرضى السرطان، وهي مرحلة تقبل المرض فإن هذه مشكلة كبيرة من الممكن أن تهد أي إنسان من الداخل، مضيفًا أن الأنشطة التي تتوافر للمرضى تساهم في إخراجهم من الحالة النفسية السيئة التي يتعرضون لها أثناء مواجهة المرض.