صدر حديثا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، كتاب "كتاب في كلمة وكلمة في كتاب" للكاتب الكبير الراحل علاء الديب، ضمن سلسلة كتابات نقدية التي تصدر برئاسة تحرير د. محمد بريري.
الكتاب مجموعة مقالات للروائي الراحل والتي يقدم لنا خلالها قراءات لعدد من الكتب المتنوعة في شتى مناحي الثقافة والإبداع والعلوم والفكر، كما يستعرض عددا من الدوريات المصرية والعربية.. وهذه المقالات كانت يوما ما هي أبرز ما تنشره الصحافة المصرية تحت عنوانها الأشهر "عصير الكتب".
يضم الكتاب أكثر من 100 مقال وقراءة في عدة كتب وروايات ودواوين ومنها: فخ العولمة، أربعون عاما من النقد التطبيقي، مصر الحاضر والمستقبل، سيد البحار، شمعة البحر، تحت خط الفقر، الهدنة، تجربة شبرا بخوم المسرحية، اثنا عشر جرام سعادة، قاموس الأدب العربي الحديث، الناس في صعيد مصر، الطنطورية، ثمة ضوء آخر، في حياة لطفي السيد، فدوى طوقان، شاي.. في رحاب الشاذلي أبو الحسن، أوراق في الثقافة الشعبية، مرافئ الروح، التصوير الحديث في مصر، وغيرها.
من أجواء الكتاب قراءة علاء الديب المعنونة "شاي.. في رحاب الشاذلي أبو الحسن"، عن كتاب "في رحاب الصحراء: مدد يا شاذلي" لأحمد أبو خنيجر، والصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة في 2012 وعنه يقول: "الكتاب تطوير وبناء فني جديد حول مقال سبق نشره في المجلة المتميزة "أمكنة" وقد استطاع أن يجعل بناء فنيا يقع بين البحث والرحلة، مفهوما في بناء روائي بسيط يشي بموهبته في البناء وفي التعبير. يقع مقام أبو الحسن الشاذلي فوق جبل صغير هو "حميترا" وفي مقابل "حميترا" يقع جبل آخر يقال له المظلوم، ويقول أبو خنيجر:
"حكى لي بعض السالكين ورجال الطريق، أن ذنوب العباد تتطاير نتيجة المغفرة لهم، تتطاير من قلب الوادي حيث المقام والبئر، من فوق حميترا وتحط على هذا الجبل، وأشاروا للجبل المظلوم وقالوا لي انظر إليه كم هو أسود، بينما حجارة حميترا مشربة بالحمرة والتوهج، وحين نظرت رأيت حجارته سوداء وحزينة، فتساءلت هل لجبل القدرة على تحمل ذنوب لا تستر ولا تفرغ".
يعقب "الديب" قائلا: "لا يقطع الكاتب الروائي حكايته المحتشدة بمناظر الرحلة والعربات والمسافرين ولون الصحراء، وأنواع الصخور والشجر وينسج خلالها حكاية الشاذلي، التي يفرد لها في وسط الكتاب وفي نهايته صفحات قليلة يمكن أن تقود خطوات القارئ الذي يريد أن يعيش مع القطب البارز تفاصيل رحلته إلى الإيمان الكامل حيث يسعى الصوفي الحق أن يشغل الله منه العقل والروح وكل الجسد".