جعل فصل الشتاء أقصر ورفع درجة حرارة قطبى الأرض بشكل أسرع
٨٩ مليار دولار خسائر شركات التأمين بسبب الكوارث
٥ ملايين قتيل كل عام بسببه
توقع علماء لعقود من الزمن أن حرق الوقود الأحفورى من شأنه أن يدفع متوسط درجات الحرارة إلى الارتفاع ويستحضر ظواهر مناخية متطرفة تهدد العالم، بما فى ذلك العواصف والفيضانات المدمرة وحرائق الغابات، إلى الأنهار الجليدية الآخذة فى الذوبان إلى ظواهر الطقس المتطرف.
ووفقًا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، هناك فرع جديد من العلوم، يسمى إسناد الأحداث المتطرفة، ظهر فى السنوات الـ١٥ الماضية، يربط بين ظاهرة الاحتباس الحرارى ونوبات الطقس القاسية، وأصبحت العديد من موجات الحرارة الفردية والعواصف والفيضانات والجفاف وحرائق الغابات مرتبطة الآن بشكل روتينى بتغير المناخ.
الطقس وتغير المناخ
وأضافت الصحيفة، أن موجات الحر هى الأحداث المناخية الأكثر ارتباطاً بشكل مباشر بتلوث الغازات الدفيئة البشرية، كما أن الحرارة، إلى جانب الجفاف والرياح، تعمل على تغذية حرائق الغابات، ولهذا السبب أصبح العلماء واثقين من أن تغير المناخ يجعل حرائق الغابات فى غرب الولايات المتحدة وأستراليا وأماكن أخرى أسوأ بكثير من أى وقت مضى.
ويعمل الانحباس الحرارى العالمى على جعل الأعاصير المدارية أكثر شدة، حيث يوفر المياه الأكثر دفئاً والهواء الرطب، ليصبح وقوداً إضافياً للأعاصيرالمدارية والعواصف الأخرى.
التأكد من الارتباط
وتبين أن الغالبية العظمى من الأحداث المناخية المتطرفة التى استعرضها الباحثون منذ عام ٢٠١١، ٧٠٪ منها كانت أكثر احتمالا لحدوثها، أو إنها أصبحت أكثر شدة من المتوقع، بسبب ظاهرة الاحتباس الحرارى، وفقًا لإحصاء قامت به "CarbonBrief"، وهى منظمة غير ربحية مقرها المملكة المتحدة تغطى التطورات فى علوم المناخ.
الشتاء وتغير المناخ
وقالت “واشنطن بوست”، إن تغير المناخ أدى إلى جعل فصول الشتاء أقصر، كما أن العواصف الثلجية والبرد الشديد أصبح أقل احتمالا، حيث ترتفع درجةحرارة قطبى الأرض الشمالى والجنوبى، بشكل أسرع من أى مكان آخر، كما ترتفع درجة حرارة القطب الشمالى بمعدل أسرع مرتين من بقية الأرض خلال الثلاثين عامًا الماضية.
وقد أدى ذلك إلى انخفاض التباين بين حرارة خط الاستواء وبرودة القطب الشمالى، وكان لذلك عواقب، على سبيل المثال، البرد القياسى الذى أصاب شبكة الكهرباء فى تكساس بالشلل فى فبراير ٢٠٢١.
الأمثلة الحديثة
وفى ليبيا قتل ما لا يقل عن ٥٠٠٠ شخص فى عاصفة دانيال منتصف سبتمبر الجارى، كما كان أشهر (يونيو. يوليو. وأغسطس) الماضية الأكثر دفئاً على الإطلاق على مستوى العالم، كما جلب الصيف حرائق غابات شديدة إلى اليونان والدول المجاورة، بما فى ذلك الحرائق الأكثر تدميرًا على الإطلاق فى الاتحاد الأوروبى، كما أدى حريق غابات فى جزيرة ماوى فى هاواى إلى مقتل عشرات الأشخاص.
وفى يوليو الماضى، لقى ما لا يقل عن ١٠٠ شخص حتفهم فى الهند بسبب الفيضانات الموسمية، بعد شهر من موجة حارة أودت بحياة ما يقرب من ٢٠٠ شخص.
وفى مايو الماضى، أدى إعصار موكا الاستوائى إلى مقتل ما لا يقل عن ١٤٥ شخصًا فى ميانمار، كما أودى فريدى، وهو أحد أطول الأعاصير المدارية على الإطلاق، بحياة أكثر من ١٠٠٠ شخص فى جنوب شرق أفريقيا فى أوائل عام ٢٠٢٣.
إلى أين نتجه؟
وقالت الصحيفة، إن حرارة العالم ارتفعت بما يزيد على ١.١ درجة مئوية منذ منتصف القرن التاسع عشر، وفقًا للأمم المتحدة، حيث الوتيرة الحالية، ستصل هذه الزيادة إلى ٥.١ درجة "وهو المستوى الذى يصبح عنده الانحباس الحرارى العالمى أكثر خطورة، من وجهة نظر علماء المناخ"، وذلك بحلول ثلاثينيات القرن الحادى والعشرين.
ومن هناك، تتزايد شدة الطقس المتطرف بشكل كبير، وتتضاعف إذا وصل الاحتباس الحرارى إلى درجتين، وتتضاعف أربع مرات عند ٣ درجات، حسبماتقول الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.
عواقب تغير المناخ
ويموت أكثر من ٥ ملايين شخص كل عام على مستوى العالم بسبب تغير المناخ، وتتزايد الوفيات المرتبطة بالحرارة على وجه الخصوص، وفقًا لدراسة نشرت فى مجلة "لانسيت بلانيتارى هيلث".
هذا بالإضافة إلى تغير الظروف المعيشية بشكل أساسى، حيث يؤثر تغير المناخ على العديد من الحسابات المالية، كما تواجه أجزاء كبيرة من الاقتصاد العالمى، بما فى ذلك الزراعة والسفر والتأمين، مخاطر مرتبطة بالطقس.
وتعرضت شركات التأمين لخسائر بقيمة ٨٩ مليار دولار بسبب الكوارث فى عام ٢٠٢٠، وهو خامس أكثر الأعوام تكلفة بالنسبة للصناعة من حيث البيانات التى تعود إلى خمسة عقود مضت.